الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى تعرف البلديه دورها - النظافه عدوة كورونا -

محمود الشيخ

2020 / 3 / 10
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


النظافه قبل كل شيء اخلاق وثقافه وتربيه،المسؤول عن زرعها في الأطفال الأهل قبل المدرسه ثم المدرسه والمنهاج التربوي،ادهشني قيام مجموعات من الشباب في بلدي المزرعة الشرقيه بطلاء جبه الشوارع وتنظيمها برسم خطوط اتجاه السير وزرع اسافين فسفوريه على مطبات الشوارع ليراها السائق من بعيد،وهذا تعبير عن سلوك حضاري ووعي ثقافي لأهمية ترتيب شوارعنا وتنظيمها،وتمنيت ان يأخذ هذا الإهتمام صفة الديمومه وليس مؤقتا او يتصادف مع قدوم المغتربين وقبل حلول الصيف بأيام،رغم ان هؤلاء الشباب مجتمعين ليس لهم اهداف شخصيه وراء ذلك سوى اندفاعهم لفعل شيء لبلدهم،وبهدوء كبير ودون وصاية او تعاون مع مؤسسات البلد غير اعلامهم بنيتهم القيام بذلك،جمعوا الأموال ودفعوها لمن عمل دون ضجيج،وتمنيت ان يعقب ذلك تنظيف الشوارع من الأوساخ العالقه والناتجه عن اهمال الشباب من الفتيه،الذين يقذفون علب الكوكو كولا او القناني والأوراق وبزر البطيخ وقناني العصير وعلب الدخان وغير ذلك مما تمسك ايديهم،سواء وهم جلوس يقذفون كل ما بأيديهم من شبابيك السيارات او وهم مارون من الشوارع يمارسون هوايتهم بلا ضمير وبدون مسؤوليه تذكر،نتيجة افتقارهم للحد الأدنى من ثقافة النظافه.
ولا يتمتع هؤلاء الشباب بأي سلوك حضاري مع ان عاداتنا وتقاليدنا تحضنا على النظافه والأناقه،لكنا لا نعمل بها،اتذكر وانا صغير السن كانت والدتي رحمها الله تقول لنا بهدف استفزازنا لنتمسك بالنظافه ( الماعز عندما تنوي الجلوس تنظف تحتها ) وسمعنا كثيرا مقولة ( النظافة من الإيمان ) يعني ذلك وبشكل واضح ان ثقافة النظافه مهمه في حياتنا اليوميه لأنها تجسد السلوك الحضاري الواعي،وهي مرآة لثقافه يجب ان تمارس على الأرض.
فممارسة النظافه واعتبارها اسلوب حياه،وسلوك يومي،تدل على وعي الناس لدورهم المجتمعي،واضطلاعهم بمسؤولياتهم،وبطبيعة الحال النظافه سلوك لا يمكن فرضها بقرار او باوامر،لأنها تجسيد لسلوك.
يحضرني وانا اكتب هذا المقال عندما قرر السيد الرئيس المرحوم ياسر عرفات بزيارة مدينة اريحا قامت بلديتها بغسل الشوارع وليس تنظيفها فقط،فكتب في حينها الشاعر اسعد السعد تعليقا على ذلك في جريدة البلد تمنى فيها على الرئيس ياسر عرفات استمرار زيارته لمدينة اريحا حتى تبقى على النظافة التى وصلتها عند زيارته لها.
لكن ما يؤسف له هناك حائط بين الشباب وثقافة النظافه علينا هدمه لأنه لا احد يقدر النظافه ولا يعرف اهميتها ولا يمارسها،قبل اعوام قليله قام نادي البلد بزراعة اشتال من الأشجار على جانبي الشارع لو قدر لها ان تعيش لكانت شوارع البلد خضراء ومظلله للشارع،لكن ايدي الشباب وحتى الصبيان منهم نالت من تلك الأشجار ولم يبقى منها شيئا الا من وجدت بيوتا تحرسها وتروي عطشها بالماء وتمنع كسرها او الإهمال فيها،غير ذلك الكثير من الشباب يقذف ما طالت يداه في الشارع دون وازع من ضمير،يبصق ويرمي ورقة المحارم في الشارع دون تفكير من ان ذلك يؤذي مشاعر الناس.
في البلاد التى نقول عنها انها بلاد اهل الكفر لا يمكن ان ترى احدا يقذف شيئا في الشارع بل يبقى حاملا الشيء الى ان يجد سلة مهملات او حاوية يقذف فيها ما بيده من اوراق او علب سجاير او اي شيء اخر.
نحن دوما ننعت غيرنا بالكفر وندعي اننا اصحاب دين وعادات وتقاليد حملتنا امانة الحديث،ونقل الحقيقه كما هي،وفي الحقيقه سلوكنا لا يتطابق مع ما نقول هناك في الغرب النظافه ثقافه مجتمعيه واسلوب حياة،فلماذا نحن والنظافه مفترقان نسير في خطين متوازيين لا يلتقيان،مع ان النظافه تعبير عن انضباط واعي لسلوك الفرد ولأنها مقياس لوعيه وادراكه،ومقياس لوعي الشعب ومستوى رقيه وحضارته سواء في البيت او الشار ع او المدرسه او المشفى،ونحن بوصفنا شعب يسعى الى التحرر وتحرير وطنه من الإحتلال يفترض ان نكون من اكثر الشعوب فهما وتمسكا بثقافة النظافه التى تدل على تنظيم عقولنا وصوابية تفكيرنا،وعلى رقي سلوكنا وثقافتنا،عندما نكون بعيدين عن الفوضى والتصرفات غير اللائقه،اذكر مره ونحن في ( سجن انصار3 ) في النقب وبعد انتهاء العدد قال الضابط الإسرائيلي لشاويش القسم انتم معتقلون سياسيون لا يليق بكم رمي بقايا قشر الليمون تحت اغطيتكم وبرشاتكم.
وان اردنا قول الحقائق كما هي ما تقدم لا ينطبق على شبابنا ابدا،ولو زار بلدتنا احد سيجد ان ال ( A T M) قد كسرت لوحاته وكذلك كسرت شبابيك المدرسه،على ايدي من يسهرون لأنصاف الليالي وبعض الأمكنه التى يتربعون على ادراجها مليئه بالقذورات ودرجه تحول من اللون الأبيض الى اللون البني اذ يسكب الشباب ما بايديهم اثناء سهرهم من بقايا علب الكولا او العصير او النسكافيه وحتى الأرض مغطى تماما ببزر البطيخ الذى يقذفونه من افواههم ليشكل غطاء للأرض والدرج الذى يجلسون عليه،غير الصراخ وسط هدوء الليل والناس نيام.واكثر ما يريبني ويريب غيري من الناس تراكم الأوساخ في ملاعب بعض المدارس وساحاتها التى يجب ان تكون منارا يحتذى ليس للعلم فقط بل وحاملة لواء ثقافة النظافه لتنقلها للشارع وتكون اسلوب حياه للناس،هكذا عهدنا مدارسنا ونعتبرها القدوة في كل شيء اما ان تكون ملاعبها وكافة جوانبها مليئة بالأوساخ فهو تعبير عن تراجع مهمة المدارس وابتعادها عن اعتبار النظافه اسلوب حياة وثقافه مجتمعيه،بخلاف البعض الأخر من المدارس في البلد التى تتميز بنظافة ساحاتها ويبدو ان الإناث يتميزن عن الذكور بميزة تمسكهن بثقافة النظافه.
ويعني ذلك ان الذكور ينتهكون حرمة الشارع والملعب والساحات وكل الأمكنه،لكن ان تنتهك حرمة المدرسه هذا لا يمكن قبوله ابدا.
والسؤال الهام ان ممارسة الشباب الذين يقذفون من شبابيك سياراتهم القناني وعلب الدخان والأوراق بغض النظر ما تحمل بداخلها عن عدم وعيهم وهبوط مستوى اخلاقهم ودليل سوء سلوكهم وعدم وعيهم لدورهم المجتمعي،ان النظافه تعبير لنظافة العقول والقلوب فهل نتعظ.
واليوم والكورونا تقتحم مجتمعنا نحن احوج ما نكون الى التمسك بثقافه النظافه لتصبح سلوك اجتماعي لانها اساس مقاومة الكورونا وانا اعيد نشر هذا المقال لاهميته في واقعنا الصحي و الجتماعي اليوم وان بعض المظاهر التي تحدثته عنها كانت في وقتها وليس اليوم لذا اقتضى التنويه وعلى البلديه ان تقوم بدورها في تعقيم دازها ومؤسسات البلد والمساجد والمدارس وريض. الاطفال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي العقوبات الأميركية المفروضة على إيران؟ وكيف يمكن فرض ا


.. فيديو صادم لطالب صفع معلمته داخل الفصل الدراسي | #منصات




.. إسرائيل تراجع توقيت الرد على إيران .. بين الهادئ والنووي |#غ


.. النووي الاسرائيلي بوجه النووي الإيراني فهل حسمت إسرائيل بنك




.. إسرائيل متهمة باستهداف ا?جنة آلاف الا?طفال في غزة