الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما قرَّر الله أن يخلق الكون

مصطفى حجي
(Mustafa Hajee)

2020 / 3 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إنها اللحظة الحاسمة التي قرر فيها الله أن يخلق فيها هذا الكون، ما رأيكم أعزائي أن نحاول تخيل هذه اللحظة والظروف التي أدت إليها، ونحاول أن نفهم إن كان الله حقاً هو من أوجد هذا الكون، فهناك أسئلة كثيرة تطرح نفسها، وليس بمستطاعنا تجاهلها أو التنكر لها، وقبل أن أبدأ في الحديث فدعني أطمئنك عزيزي المؤمن، فلست بصدد دعوتك لكي تكفر بإلهك هذا الذي تؤمن به، وما عليك الآن إلا أن تأخذ نفساً عميقاً، ولا مانع أن تذهب وتحضر لنفسك كوباً من الشاي، فأنا بانتظارك، ودعنا نناقش هذا الأمر بالمنطق.

- عندما قرر الله أن يخلق الكون لم يكن هناك زمن، يعني لا يوجد وقت، وبمجرد أن بدأ الخلق بدأ الوقت، إلى هنا فإنه ليس من حقنا أن نفرض على الله فترة معينة كي يخلق فيها هذا الكون، يوم أو اثنين أو ستة أيام، كل هذا لا يعنينا كثيراً، ولكن المهم في الموضوع هو أن اللحظة التي بدأ فيها الخلق بدأ معها الزمان، ولكن هذه اللحظة نفسها هي لحظة الصفر، ولا زمن قبلها، وهذا يعني بالضرورة أن تلك اللحظة التي بدأ فيها الخلق هي أيضاً لحظة أزلية، إذ لا وقت يسبقها، والوقت كله يأتي بعدها...
حسناً أعزائي فها نحن نكتشف بداية بأن الله ليس هو وحده الأزلي في هذا الكون، أليس هذا هو المنطق ؟؟؟

- عندما قرر الله أن يخلق الكون أراد أن يكون خالقاً، هل يعقل أعزائي أن يسمي الله نفسه خالقاً وهو لم يخلق شيئاً بعد ؟؟ بالطبع لا، وهذا أدى إلى أن يقوم الله بعملية الخلق كي يكون خالقاً، هنا أعزائي صار من الواجب علينا أن نميز بين الله قبل الخلق , والله بعد الخلق، فإله قبل الخلق لم يكن خالقاً، وهي الصفة العظمى التي يتباهى بها الله علينا، إذاً فقد كان الله محتاجاً لكي يقوم بالخلق، ومن بعدها يكون من حقه أن يسمي نفسه بالخالق، وبما أن هذه الصفة أتت بعد بدء الخلق فإن صفة الخلق ليست أزلية هي الأخرى، فلا يكفي أن يبدأ الله بالخلق كي يكون خالقاً بل عليه أن يخلق ويبدع في خلقه، وبعدها نسميه خالقاً .

- عندما قرر الله أن يخلق الكون أراد أن يكون إلهاً ومعبوداً، وهل يعقل بأن نقول بأن الله معبود وليس من أحد يعبده؟؟ إذاً فالله مدين لنا كثيراً بأننا سوف نعبده، ولو لم يخلقنا لما كان إلهاً ولا معبوداً، وبما أن هؤلاء الذين سوف يعبدونه خاضعين لحساب الزمان والمكان فإن صفة الألوهية نفسها هي غير أزلية، وبالتالي أعزائي فصار لزاماً علينا أيضاً و أن نميز بين الله غير المعبود قبل الخلق، والله المعبود بعد الخلق... يبدو أن الله نفسه يتطور أيها الإخوة.

- عندما قرر الله أن يخلق الكون فإنه خلق هذا الكون من العدم، ولاحظوا أحبتي أنها كانت المرة الأولى والأخيرة التي يخلق الله فيها شيئاً من عدم، فقد خلق الإنسان من طين والجن من نار وملائكته من نور، المهم أنه سوف يستخدم دائماً ما خلقه كمواد خام لكي يخلق شيئاً آخر، وعلى ما يبدو فإن الله قد وضع للكون سنّة لم يستطع حتى هو نفسه أن يخرج عليها.

- عندما قرر الله أن يخلق الكون أراد أن ينهي وحدته، وهنا نقف أمام احتمالين، فإما أن الكون قد أخذ حيّزاً من الله، وبالتالي فقد نَقَص الله بخلقه لهذا الكون، وإما أن الكون والله كيانان منفصلان لا يتداخلان، حسناً أعزائي يبدو أن الله قد بنى بيتاً ولن يستطيع الدخول إليه، كم أشعر بالأسف حيال ذلك !!!

- عندما قرر الله أن يخلق الكون أراد لنفسه الملك، فكان لابد له أن يخلق هذا الكون، وهذا معناه بأن الله مالك الملك لم يكن له ليستأثر بهذه الصفة لولا أنه خلق الكون... أرى أعزائي أن حاجة الله إلينا تزيد.

تحيّاتي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهدافها هدفا حيويا بإيلا


.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز




.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب


.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل




.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت