الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وحيداً أغنّي

عبد الفتاح المطلبي

2020 / 3 / 11
الادب والفن


وحيدا أغني
في باحةِ الكونِ المديدةِ كنتُ منفرداً هناك، النجمُ والقمرُ السعيد يراقبان الدميةَ الصلعاءَ، كيفَ تجرُّها تلك الخيوط، الرأسُ يضحكُ واليدان تراجفتْ قصبا تداعبهُ الرياحُ، النجمُ والقمرُ السعيد يراقبان ويضحكان وينْحَبُ الجوقُ الكبير من الملائكةِ الصِغار محاذراً أن المجرّةَ قد تسدّ الباب كي لا يسرق العشّاق بعض زفيرها وتطلّ تلك الدميةُ الصلعاء من ثقب الرتاج تراقبُ الأحزانَ في قلب الصبايا الحالمات النائمات على الأسرةِ ينهمكن بمعضلات الحب في جدلٍ عقيمٍ والسرير يضجُّ بالأعرافِ والأعراق والأوباش والأفذاذ والولدُ الغريرِأنا أطيرُ وأستعيرُ جناحَ هادلةٍ وسعفةَ نخلةٍ كي استطيعَ النوم في حضنٍ وثير وطفقتُ أرسم في الهواء دوائرَ الأحلامِ في رأسي الصغير ، الإصبع الإبهامُ توغلُ بالسرابِ وليس في كفّي سوى سبّابةٍ دأبت على سبّ المصائبِ والأصابعُ قد تساقط في هزيع الليل بعضُ بنانها وتهزّ كالبندول كل كيانها ما بين حدي آهةٍ والوقتُ منتصف المصيبة والعقارب تلدغ الأوقات تحقنها بسمّ الإفعوان وأرسم الآهاتِ أشجاراً وأجلسُ تحتها ضَجِراً أمشّطُ شعرَ أغنيتي بضغثٍ من بكاء، يموت في عيني النهار، الليلُ بردٌ والمسافةُ منك حتى الغوث تقربُ من مدارٍ،كلما يصل الفؤاد إلى شفا ضلعٍ مكينٍ يستحيلُ إلى عِثار، ويعودُ يبحثُ عن قرار ولا قرار فمتى سيحظى بالوصولِ إلى الدياروأعودُ من حيث البداية والمدار هو المدار حتى إذا ظنّ المعذبُ خلف أسوارالحصار بأن نيل البابِ أو مسك الجدار غدا كمرهفةِ الشِفار،رهيفةً جرداء تهزأُ من صراخ المقبض المكسورفي كفّ النهار، تدري بأن الموت أصبح ممكناً، والوردُ في شجرِ الفؤاد غزتهُ جائحة الجراد و يكادُ ينتشرُ الغبار، أصيح من قلبٍ جريح هل سأنعمُ بالوصولِ وهل سأقتطفُ الثمار ،يرد من خلفي الصدى لا شيءَ في هذا المدى فاركبْ وعُدْ من حيث دار فلا وقوفَ ولا مسار ولا سكوتَ ولا حوار وأنت لستَ سوى صدى يمضي ولا ضرٌّ يكونُ ولا ضرار ، الدهرُ دارَ وأصبحَ العصفورُ يوصمُ بالخوار النجمُ يهوي للقرار ولا فرار وإن ماء الوجهِ يأخذُ بانحسار،تمزقت تلك الشفوف وصارت العوراتُ فينا كالكهوف مخيفةً يرتادُها وحشٌ لهُ من لحمنا حلوى ومن دمنا خمور وكأننا بغثٌ تدورُ على أكنّتنا الصقور، تخطفتنا الغائلات وما يزال الغول ينتظر النذور.فمتى ستبزغُ من غيابتها البدور وتحمل الأخبار عن موت التتارومتى أراك وقد شققتَ الجيب من هول الفجائعِ واالقوارضُ في مهاجعها تجدد عهدها لليلِ ،تعلنُ موتها وتبشر الموتى الذين غزو مواطننا بموتٍ آخرٍ وتفي بوعدٍ كان أقربهُ بعيداً والقيامةُ في الجوار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا