الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أردوغان وقضية اللاجئين والعلاقات التركية الأوروبية

كاظم ناصر
(Kazem Naser)

2020 / 3 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


تركيا التي رحبت قبل ثمانية أعوام بملايين اللاجئين السوريين، غيرت موقفها، وبدأت بإجبارهم أو تشجيعهم على مغادرتها إلى الحدود السورية واليونانية، وأعادت قضية تدفقهم إلى أوروبا إلى الواجهة بعد إعلانها فتح حدودها أمامهم للسفر باتجاه اليونان، حيث تشهد الحدود التركية اليونانية أزمة إنسانية متفجرة تتعلق بمحاولة أعداد كبيرة منهم دخول اليونان للبقاء فيها، أو الانطلاق منها إلى دول الاتحاد الأوروبي.
دول الاتحاد الأوروبي وقعت اتفاقية مع تركيا في عام 2016 تلزم أنقرة بعدم إرسال لاجئين سوريين ومن جنسيات أخرى إليها مقابل حصول الأخيرة على ستة مليارات دولا سنويا؛ لكن الرئيس رجب طيب أردوغان أعلن فجأة أنه غير ملزم بتطبيق الإتفاق، وبرر ذلك بالقول إن تركيا غير قادرة على تحمل المزيد من الهاربين من المعارك الدائرة في الشمال السوري.
اليونان اتهمت تركيا بإرسال الهاجرين إلى حدودها في هجوم منظم مشددة على أنها مصرة على إبعادهم، وحذر المفوض لشؤون الهجرة بالاتحاد الأوروبي ديمتريس أفراموبولوس تركيا من أن الاتحاد الأوروبي لن يخضع للابتزاز أو الترهيب، كما حذرت فرنسا تركيا من استغلال ورقة اللاجئين وفتح الحدود للضغط على أوروبا ومحاولة الحصول على مكاسب سياسية واقتصادية، وقال رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس إن إثارة قضية اللاجئين ودفعهم لعبور حدود بلاده هي محاولة من تركيا لصرف النظر عن تورطها في سوريا.
اردوغان زار العاصمة البلجيكية بروكسل الأسبوع الماضي وشارك في الاجتماع الوزاري لدول الاتحاد الأوروبي، واجتمع مع رئيس مجلس الاتحاد شارل ميشيل، ورئيسة المفوضية الأوروبية أرسولا فون دير لاين لمناقشة أزمة اللاجئين المحتشدين على الحدود اليونانية، وحاول استغلال قضيتهم لابتزاز تلك الدول وارغامها على زيادة الدعم المالي من 6 إلى 8 مليارات دولار سنويا، وحاول أيضا الضغط على دول حلف شمال الأطلسي ال " ناتو " لزيادة دعمها السياسي والعسكري لبلاده في حملتها في الشمال السوري، وتوريط تلك الدول في الحرب السورية.
لكن محاولات الرئيس التركي لإرغام تلك الدول على السماح للاجئين بدخولها والإقامة فيها قوبلت برفض قادتها الذين يعتقدون أن دخول مئات الآلاف أو ملايين اللاجئين إلى بلدانهم ستنتج عنه مشاكل اقتصادية وأمنية وسياسية واجتماعية؛ وكذلك تحفظ شركاء تركيا في حلف ال " ناتو " على تلبية طلب أردوغان زيادة دعمهم العسكري لبلاده في الشمال السوري، ورفضوا التورط في عملية عسكرية ذات نتائج مجهولة ضد روسيا وإيران؛ ولهذا بدأ الرئيس التركي في التراجع، وأعلن عن تمسكه باتفاق 2016 مطالبا ببعض التعديلات عليه خاصة ما يتعلق بالبند المالي؛ من الممكن أن توافق دول الاتحاد الأوروبي على زيادة مساعداتها المالية لتركيا، وقد تساعدها الولايات المتحدة شريكتها في "الناتو" في عدوانها على الشمال السوري، لكن ذلك لن يحل مشاكلها الداخلية وورطتها في سوريا!
أردوغان في مأزق؛ فقد أدت سياساته خلال السنوات القليلة الماضية إلى تراجع النمو الاقتصادي وانخفاض قيمة العملة التركية، وزج بعشرات آلاف الأتراك في السجون، وارتكب خطأ فادحا بموقفة المؤيد للعصابات، المشبوهة المدعومة عربيا وإسرائيليا وأمريكيا، التي دمرت سوريا، وزاد الطين بلة بإرساله تعزيزات عسكرية كبيرة إلى الداخل السوري لإقامة منطقة عازلة ومنع الجيش السوري من السيطرة على مناطق الشمال وإعادة توحيد البلاد؛ ولهذا خسر المزيد من التأييد الشعبي له ولحزبه الحاكم، وفقد الكثير من مصداقيته محليا وعربيا ودوليا، وأضاع حلمه الكبير بإعادة أمجاد الدولة العثمانية وتنصيب نفسه " سلطانا "، ولن تنقذه مناوراته السياسية المكشوفة، ومحاولاته ابتزاز دول الاتحاد الأوروبي، وخداع العرب والمسلمين!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية يزور تركيا لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردو


.. توقعات بموجة جديدة من ارتفاع أسعار المنتجات الغدائية بروسيا




.. سكاي نيوز عربية تزور أحد مخيمات النزوح في رفح جنوبي قطاع غزة


.. حزب -تقدّم- مهدد بالتفكك بعد انسحاب مرشحه لمنصب رئاسة مجلس ا




.. آثار الدمار نتيجة قصف استهدف قاعدة كالسو شمالي بابل في العرا