الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صوتنا - ثورة- وليس - عورة-

شاكر كريم القيسي
كاتب وباحث , ومحلل سياسي

2020 / 3 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


هناك حقيقة فلسفية مشتركة مفادها ان "المجتمع البشري لن يستقيم بدون وجود المرأة"
بالأمس وتحت شعار "بناتك ياوطن" و" صوتنا ثورة وليس عورة" انطلقت المسيرة النسوية المليونية في المحافظات المنتفضة وهي تصدح بصوت جهوري يهز مضاجع الطغاة ". نعم المرأة العراقية ثورة وهي من قدمت الكثير من التضحيات عبر التاريخ وسطرت أروع البطولات في سبيل الوطن والشعب واليوم تشارك في التظاهرات المليونية في جميع المحافظات المنتفضة .وهذه المرأة الميسانية الكبيرة في السن في قلب المظاهرات الطلابية تقود الاحتجاجات باهازيج وطنية حماسية لتقدم الدعم المعنوي والدافع لتحفيز أبنائها الطلبة المرابطين مع بقية المتظاهرين في ساحات الاعتصام وان مشاركتها اصبحت جزأ اساسيا من ديمومة التظاهرات . فالمراة اليوم تطبخ وتسعف وتنظف ساحات التظاهر وترسم وتنشد للوطن فشاركت مع الزوج والابن والاخ ولم تبخل بحياتها رغم صعوبة التحديات القسرية التي تواجهها من بعض شذاذ الافاق والمتخلفين والمتقولين . من اجل تغيير الطبقة السياسية الفاسدة . فالمراة العراقية الثائرة اليوم هي الوحيدة التي تتحمل معاناة ومصائب العائلة وتشارك اخيها الرجل بهموم الشعب والوطن بينما هي دفعت وتدفع الثمن الباهض. لانها خضعت مع باقي شرائح المجتمع للمعاناة والالام والمصائب والفقر والعوز على أيدي الحكومات المتعاقبة الفاسدة وقواها السياسية الفاشلة وان معاناتها كانت اشد وطأة من باقي شرائح المجتمع كون حقوقها مهمشة لان هذه الاحزاب المتسلطة ترى في المراة كانها لم تخلق الا للولادة والإرضاع وخدمة البيت والزوج . هدفهم ان يحجبوا وجه المرأة العراقية الناصع البياض وعقلها ببراق الظلام ويغسلوا دماغها باسم " الإسلام" في حين الاسلام لم يمنع المراة من حضور المساجد والمساهمة بالفعاليات لان الرسول الكريم محمد " ص" كان يصطحب معه النساء في جميع حملاته الكبيرة. وفي التاريخ الاسلامي لعبت النساء دورا بارزا خلال الحروب والمنازلة والغزوات التي قادها النبي محمد وكتب عبد الله بن عباس ان النبي"ص" كان يغزو بالنساء فيداوين الجرحى ويعطين من الغنائم وربما تدلل موافقة الرسول الكريم على تضميد رفيدة اول ممرضة في الإسلام لجراح سعد بن معاذ وهو غير محرم لها على جواز تمريض المرأة للرجل المريض الغريب عنها. ولم يعارض الإسلام مشاركة المرأة في الغزوات والمعارك ولكنه حصره في تقديم الدعم اللوجستي. فكن يداوين الجرحى ويحضرن الطعام. وقد شاركت "أسماء بنت يزيد" وكنيتها ام مسلمة مع النبي "ص" في معركة اليرموك وكانت يومئذ زعيمة للنساء المشاركات في الحرب ويذكر مؤرخون انها قتلت تسعة من الروم بعمود خيمتها في هذه المعركة . كما شاركت المرأة في كافة مراحل النضال الوطني العراقي جنبا الى جنب مع الرجل وفي التاريخ الشواهد الكثيرة.
المجتمع العراقي اليوم أكثر حاجة لإشراك المرأة في خطط وعمليات التنمية الرامية إلى تحسين وضع البلاد والتعبير عن مزاولة نشاطها السياسي والثقافي والاجتماعي والتعبير عن رأيها بصورة صحيحة. لان استهداف المرأة هو استهداف للمجتمع ككل من خلال خطف واغتيال النساء . تريد تلك القوى إخافة الأسرة والرجل والطفل على حد سواء. من هنا يأتي دور المرأة في انتفاضة تشرين المباركة لمقارعة المنافقين والفاسدين ودعم وترسيخ روح الثورة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الهجوم على إسرائيل: كيف ستتعامل ألمانيا مع إيران؟


.. زيلينسكي مستاء من الدعم الغربي المحدود لأوكرانيا بعد صدّ اله




.. العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية: توتر وانفراج ثم توتر؟


.. خالد جرادة: ماالذي تعنيه حرية الحركة عندما تكون من غزة؟ • فر




.. موقف الدول العربية بين إيران وإسرائيل | #ملف_اليوم