الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الرأسمالية الجديدة و الرأسمالية المحافظة

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2020 / 3 / 13
مواضيع وابحاث سياسية








يتوافق كثيرون على اعتبار" الأحزاب المحافظة " المتطرفة ، أداة مفيدة جدا بيد الرأسمالية الجديدة المعولمة كونها تضمن لها إجتياز امتحان " الديمقراطية " الدوري في مواعيده المتباعدة ، بسهولة، و الذي صار يقتصر على الأمور الشكلية و تحديدا على موضوع القدرة الشرائية

من المعلوم أن التحولات الإجتماعية التي ترتبت عن تبدل طرق الإنتاج بنحو يلائم الشركات متعددة الجنسيات المتحررة بحسب طبيعتها ، من المسؤولية الوطنية ، سعيا من أجل مراكمة الأرباح بواسطة الإستثمارات المالية ، تجاوزت الافكار و العقائد المستوحاة من البنى الإجتماعية التي بدأت تتكون في ظل الثورة الصناعية في أوروبا بدءا نهاية القرن الثامن عشر .

بكلام آخر تراجعت الأحزاب السياسية التي كان يغلب عليها الإهتمام بنشوء الأمة وتحسين ظروف عيش الفئات الشعبية التي هجرت الريف نحو المدينة بحث عن عمل في المشاغل والمصانع ، لأن مكان الاستيطان لم يعد ثابتا و صار المشغل متنقلا أيضا يبحث عن مرعى أو صيد في أية بلاد من بلدان العالم . نجم عنه أن الرأسمال الجديد تفلت من القيود التي كانت تحد من حريته مثل الإضرابات العمالية و التظاهرات الشعبية احتجاجا على تفشي البطالة و أنقاص الخدمات الإجتماعية وخصخصخة المرافق العامة .

في مقابل ذلك أبرزت منذ بداية سنوات 1980 ، و سائل الإعلام مفكرين يشجعون "المبادرة الفردية " و يبررون الحروب في سبيل بسط هيمنة الرأسمالية الجديدة على العالم بحجة أن هذه الرأسمالية الجديدة تضمن للشعوب الديمقراطية و الحرية . و لكنهم لم يعيروا اهتماما للتنمية الإقتصادية و لحقوق هذه الشعوب في إمتلاك المواد الأولية الموجودة في بلدانهم .

أكتفي بهذه اللمحات التي يلاحظها المتابع العادي ، لاقول أن الأحزاب الوطنية و اليسارية بوجه خاص لم تتمكن في أغلب الظن ، من ترجمة المتغيرات التي طرأت على نمط الإنتاج في برامجها التثقيفية و العملية ، الأمر الذي جعل قطاعات من العاطلين عن العمل و المهددين بالعطالة أكثر تقبلا للشعارات و الوعود الشعبوية التي تفنّنت في صياغتها الأحزاب المحافظة المتطرفة التي أستفادت أيضا من حروب الهيمنة الرأسمالية الجديدة عن طريق توتير العلاقة بالغريب اللاجئء إلى بلدانها .

مجمل القول أن الأحزاب المحافظة المتطرفة تحتل اليوم مركز الصدارة في المشهد السياسي في كثير من بلدان الغرب ، حيث لم تبق مسافة كبيرة بين بعضها و بين سلطة الحكم . الأمر الذي يتيح للأحزاب اليمينية " المعتدلة " التي تمثل الراسمالية الجديدة ، توظيف هذا المعطى لصالحها كورقة رابحة في كل موعد أنتخابي : أما أنا و إما اليمين المتطرف ( الفاشي العنصري ) . يمكننا تلخيص شعار الراسمالية الجديدة الإنتخابي بما يلي " الذين لا يقترعون ضدي يقترعون لصالح اليمن الفاشي العنصري " . يعبر عن ذلك إلتقاء " الأحمر و البني "( الشيوعي و الفاش )

تدعي الرأسمالية الجديدة دائما ، على المستويين الوطني و العالمي على السواء أنها تسلك نهج الإعتدال ضد التطرف . و الحقيقة أنها تريد أن تكون الخصم و الحكم، كونها تصنع الإعتدال والتطرف ثم تفتعل الهرج فيما بينهما ! ليس صحيحا أن اليساري يستطيع أن يقف إلى جانب ممثلي الراسمالية الجديدة ضد مرشحي اليمين المتطرف ، أو مع المعارضة المعتدلة المتحالفة مع أميركا و أسرائيل ضد الجماعات الإرهابية المدعومة في الخفاء من أميركا و أسرائيل . ليس صحيحا أن الدفاع عن البلاد في وجه عدو خارجي يتعارض مع الوقوف مع الناس ضد وكلاء هذا العدو في الداخل . يتطلب التحرير تماسك الناس ضد المستعمر . لا وحدة في ظل حكم منحرف !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل دعا نتنياهو إلى إعادة استيطان غزة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. روسيا تكثف الضغط على الجبهات الأوكرانية | #غرفة_الأخبار




.. إيران تهدد.. سنمحو إسرائيل إذا هاجمت أراضينا | #غرفة_الأخبار


.. 200 يوم من الحرب.. حربٌ استغلَّها الاحتلالِ للتصعيدِ بالضفةِ




.. الرئيس أردوغان يشارك في تشييع زعيم طائفة إسماعيل آغا بإسطنبو