الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظر الكيمتين للكون من حيث نشأته ...وبداية ظهورالألهة والبشر

خالد كروم

2020 / 3 / 15
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


المقدمة :-

يتساءل الإنسان بطبيعته عن المجهول ....وينشغل بالبحث عن إجابات....وفي أساس كل ثقافة تقريبًا....هناك أسطورة للخلق تفسر تشكل عجائب الأرض....

وهذه الأساطير لها تأثير ملحوظ في الإطار المرجعي للناس.... فهي تؤثر في الطريقة التي يفكرون بها في مختلف أنحاء العالم ....وعلاقتهم بما يحيط بهم.....

وعلى الرغم من الحواجز الجغرافية التي تفصل بين الناس بعضهم بعضًا....طور عديد من الثقافات أساطير للخلق تشترك في العناصر الأساسية ذاتها.....

يبدأ كثير من أساطير خلق العالم بفكرة الميلاد.... ربما لأنها تمثل حياة جديدة.... أو لأن كثيرًا منا يرى أن بداية الحياة تشبه إلى حد كبير مولد طفل صغير....ويرتبط هذا ارتباطًا وثيقًا بفكرة الأم والأب الموجودة في نظريات خلق العالم....

لكن الأب والأم ليسا دائمًا من يخلقا الحياة على الأرض..... ففي أحيان كثيرة.... لا يبدأ الخلق إلا بعد تعاقب أجيال على ظهور الإله الأول.....

من هنا كان للمصريين القدماء العديد من أساطير الخلق التي تبدأ جميعها بالمياه الأزلية للإله ....(( نون ))... ثم جاء ...((أتوم ))... أول الآلهة..... الذي يقال إنه خلق نفسه بإرادته وقوة أفكاره.....

ومن مياه نون انبثق جبل ليقف عليه أتوم..... ومن هنا خلق أتوم ...(( شو ))... إله الهواء..... و...(( تنفوت ))... ربة الندى..... ثم خلق شو وتفنوت ...(( جب ))... إله الأرض، و...(( نوت ))... إلهة السماء.....

وبينما كان نظام الكون يكتمل بمرور الوقت..... تاه شو وتفنوت في الظلام.... لذا أرسل أتوم عينه الإلهية لتبحث عنهما..... وعندما وجدهما ذرف دموع الفرح.... فنزلت دموعه على الأرض لتخلق البشر.....

الحقيقة أن هناك وجودًا أسمى في جميع الأساطير تقريبًا..... وسواءٌ كان ذكرًا - أو - أنثى.... فإنه الوحيد القادر على التحكم في سير الأمور، وأحيانًا يكون هذا الوجود إلهين.... أحدهما غائب.... والآخر حاضر. ....

فنحن نعيش أكثر من مائتي عام .....ونحن نعيش كذبة أسمها ...((الفراعنة))... ألصقت بتاريخ حضارة وادي النيل في مصر القديمة.....

في إعتقادي ,اطروحاتي .. وتعبر نظرية جديدة ... أنه لفهم هذه القضية علينا أن نعرف شيئين وهما التركيبة السكانية والحدود الجغرافية لمصر القديمة ....

ولمعرفة هذه النقطة علينا أن ننظر الى التركيبة السكانية المعاصرة لمصر فهي بدون شك تشمل الاتي :-

العرب وهم يمثلوا الاغلبية ....ثم النوبيين ....والامازيغ ....وأقليات ذات أصول تركية ويونانية....وشركسية وحتى زمن قريب اليهود....

كل هذه الاعراق كونت المجتمع المصري,....أما الحدود الجغرافية الحديثة فهي معروفة ....وهي تختلف على ماكانت عليه في فترة مايسمى الفراعنة....


اهم نظريات الخلق عند الكيمتين القدماء...

كعادة الإنسان القديم كانت أهم الأشياء التي شغلت فكر المصري القديم هي أصل
الخلق..... لذا ظهرت العديد من الأساطير حول بداية الآلهة والكون ....وقد كانت هناك ثلاث أساطير حول الخلق والنشأة تبعا لثلاث نظريات مختلفة....

الأولي تنسب لمدينة هليوبوليس ....والثانية لـ اشمونيين..,.. والثالثة لمنف ولكن في النهاية تغلبت أسطورة هليوبوليس بعد أن مزجت ببعض الآراء الصغيرة من نظريات
الأشمونين ومنف.....

لكننا سوف نلخص الثلاث أساطير كما يلي:_


نظرية أون :- ظهرت هذه النظرية في مدرسة مدينة أون - هليوبليس- ...((( منطقة عين شمس الحالية))....

عرفت بنظرية التاسوع ...(((أي تشمل تسعة آلهة))....وتقول بأن العالم قبل وجود الآلهة كان عبارة عن محيط أزلي لا نهائي من المياه وأطلق عليه “نون”....

ومن هذا المحيط ظهرت روح “الإله أتوم” ...((أتوم من رع خبر))... إله الشمس في صورته الكاملة والذي خلق نفسه بنفسه بشكل ذاتي وكان يستقر على تل فوق تلك المياه.....

وتتلخص في أن الكون قد نشأ من ماء غير مشكل يسمى ...(( نون))... انبثق منه الإله آتوم الذي ظهر فوق تل الأزلي تسمى البن بن ..!!! عندما ظهر هذا التل الأزلي وقف على حجر هرمي الشكل.....

وهو الذي أصبح رمزا مقدسا لإله الشمس.....والذي اتخذ منه الملوك المصريين الشكل الهرمي لمقابرهم في الدولتين القديمة والوسطي....

واتخذت قمة المسلة في الدولة الحديثة نفس الشكل الهرمي تمجيدا ...(( للإله أتوم ))... عطس أتوم فخلق الإلهين شو وتفنوت....

وهما يمثلان الهواء والرطوبة، وأنجبا بدورهما إلهين هما جب إله الأرض ونوت إلهة السماء، ثم تزوج جب من نوت لينجبا ...(( أوزير _ وإيزة _ وست _ ونفتيس)).... وتذكر النصوص الدينية أن هؤلاء الآلهة ...((وعلى رأسهم آتوم))... قد حكموا العالم واحدا بعد الآخر.....

وقد كونت الآلهة التسعة ما يسمي بالتاسوع الإلهي ...(((أي مجمع الآلهة التسعة))...
ويعتبر هذا التاسوع كيانا إلهيا واحدا ....وقد اشتق من هذا النظام نظرية كونية
....

وهي تصوير الكون على هيئة ثالوث تكون من شو إله الهواء ...وهو واقف ساندا
بيديه الجسد الممدد لربة السماء نوت ويرقد الإله جب عند قدميه...

نظريه الخلق الاشمونيه:-

وهي مدينة تقع حالياً بنفس الاسم في محافظة المنيا بصعيد مصر.... وقد أطلق عليها اليونان اسم هيرموبوليس.... وترى مدرسة الأشمونين أن العالم كان عبارة محيط أزلي والذي ذكرناه في نظرية أون....

وكان معه خواص من الطبيعة تمثلت في أربعة أزواج من الآلهة يمثل كل زوج جزءاً من الطبيعة، وهم ...((الظلام))... والذي مثله زوج الآلهة كوك وكاوكت....

وكانت مدينة الأشمونين ...((تتبع مركز ملوي بمحافظة المنيا)).... مركز عبادة الإله جحوتي إله الحكمة....وفي الوقت الذي كان فيه مذهب عين شمس في أوج قمته، كانت مدينة الأشمونين قد أخذت في الظهور....

وبدأ كهنتها يضعون مذهبا جديدا ينافسون به مذهب هليوبوليس.....في البدايه لم يكن ثمه شئ سوي اللاوجود وتخيلها المصريين عباره عن المياه الأزليه ...

وقوامها 4 خواص يمثل كل منها زوجين ذكر - وانثي من المعبودات ...وقد كانت لها أربع صفات تضاهي ثمانية من اللآلهة في أزواج وهم:_

1:_ نون ونونيت إله وربة الماء الأزلي ......الماء الأول....

2:- حوح وحوحيت - إله وربة الفضاء....

3:- "كوك وكوكيت" - إله وربة الظلام....

4:- "آمون وآمونيت" - إله وربة الخفاء...

واطلق اسم خمون بالمصريه القديمه او الاشمونين الحديثه ....وتعني مدينه الثمانية نسبه الي الثامون المقدس لهذه الالهه الأزليه من خلال المياه الأزليه يبدء اتوم في شق وجوده الذاتي فوق تل أزلي انبثق من المياه الأزليه ....

واتوم تعني في اللغه المصريه القديمه هو الخالق لذاته .....ويبدء اتوم بخلق الالهه شو ...((اله الهواء))... عن طريق العطس وتفونت ...((اله الرطوبه))... عن طريق البصق .. والذين نسلا ....ومن خلال ولادة طبيعيه بقيه المعبودات الاخري....

وتقول إحدى النصوص أن الإله أبيس هو من باض تلك البيضة - ولما انفجرت البيضة خرج منها طائر عظيم يعتقد أنه هو ...(( أبو منجل ))...وهو رمز ...((الإله تحوت ))... إله الحكمة....

ونص آخر يقول أن من خرج من تلك البيضة هو الإله رع..... وبظهوره انسحبت الآلهة الثمانية إلى العالم السفلي تاركة الإله رع في الكون ليقوم بمهمة خلق البشر ومظاهر الكون.... ويرى بعض العلماء أن فكرة ظهور البيضة وانفجارها تمثيل لفكرة الانفجار العظيم......

نظرية منف :_ تقع مدينة منف جنوب القاهرة ....وهي أول عاصمة لمصر بعد توحيدها علي يد الملك مينا.....واستطاع مينا ان يوحد القطرين وان يؤسس الأسرة الاولي وان يقيم لمصر حكومه مركزيه قويه وشيد له عاصمه جديده هيا منف....

ولأن هذه المدينة كانت مركزاً لعبادة الإله بتاح....فقد اعتبر كهنة المدينة أن بتاح هو خالق الكون.... ووجوده سبق الآلهة الأخرى ....ومن ثم خلق ثمانية آلهة أخرى شكلوا معه تاسوعاً إلهياً......

ارد اهل منف ان تكون مدينتهم مميزة عن المدن الاخري ليس فقط لانها اصبحت العاصمه ومقر العرش الملكي ولها اهميه الساسيه الاولي في البلاد .....ولكن كذلك علي اساس مركز ديني يفوق غيرة من مراكز الدينيه الاخري....أن يجعلوا من إلههم "بتاح" إلها خالقا للكون.....

ومن ثم فقد خرجوا بمذهب مؤداه أن خلق الكون يرجع إلى ان بتاح....هو رب الخلق وان الارباب الاخري التي عرفها البشر لم تكن غير صور من بتاح و أنه خلق نفسه بنفس....

وأنه صاحب الإبداع في الكون ومخلوقاته من الكائنات الحية، وأن سبيله إلى الخلق كان القلب واللسان.... أي: _ العقل ...((الفكر))...والكلمة.... فكرة تدبرها عقله وصدرت عن لسانه، وكانت بمثابة أمر لخلق الكون....

والواضح أن هذا المذهب يختلف عن المذاهب الأخرى في أنه لم يتجه إلى التجسيد والمادية ، وإنما اتجه إلى الفكر والمعنويات ....

اسموه الخالق الأكبر ولكن جعلوه يحتوي على...((8 )) آلهة أخرى بعضها من التاسوع الهليوبوليسي والباقي من الثامون الأشموني ....وقد احتل آتوم مكانة خاصة في هذه النظرية وأدخل الثنائي نون وتوبيت....

المجموعة كما أدخل فيها تاتن ...((أحد آلهة منف))....والذي يعتبر تجسيد للإله الذي برزت منه المادة الأزلية الأولى ....ثم اضيفت أربعة آلهة أخرى غير محددة بدقة.....

وحسب النظرية فإن الإله آتوم يحمل صفات النشاط والحيوية للإله بتاح وهي الصفات التي عن طريقها تحقق الخلق.... أما صفات الفطنة ...((الفكرة))....والقلب ويجسدها الإله حورس ثم الإرادة واللسان ويجسدها الإله تحوت ....ويقال أن الإلهبتاح قد كون العالم في صورة عقلية قبل أن يخلقه بالكلمة ...((كن فيكون))...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس وزراء بريطانيا يعلن عن أكبر حزمة مساعدات عسكرية لأوكران


.. متظاهرون يحتشدون أمام جامعة نيويورك دعما لاعتصام طلابي يتضام




.. الجناح العسكري لحركة حماس يواصل التصعيد ضد الأردن


.. وزير الدفاع الروسي يتوعد بضرب إمدادات الأسلحة الغربية في أوك




.. انتشال جثث 35 شهيدا من المقبرة الجماعية بمستشفى ناصر في خان