الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدكتاتوريات في زمن الكورونا

زياد ملكوش
كاتب

(Ziyad Malkosh)

2020 / 3 / 16
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


المصائب كثيرة في العالم العربي ، لكن ظهور فيروس الكورونا اصبح حديث الساعة وتعنونت مقالات كثيرة هذه الايام ب” ال كذا في زمن الكورونا” بعد ان اصبحت الكورونا وباء عالميا، وكما هو معلوم فهذا العنوان ماخوذ من رواية غابرييل غارسيا ماركيز الجميلة “ الحب في زمن الكوليرا” والتي تم تحويلها الى فيلم سينمائي جميل ايضا( مع انه لم يعجب النقاد ) مثل فيه خافير باردم وغنت له شاكيرا .

وإذن الدكتاتوريات في زمن الكورونا ، وهي لا زالت موجودة في القرن 21 ومعظمها في البلاد العربية ، وقد يكون اسوؤها على الاطلاق دكتاتورية النظام السوري الذي يحكم فيه فرد ورث الحكم من والده / الذي جآء بانقلاب عسكري وبقي يحكم حتى الموت / ويمارس التسلط مع عائلته وثلة مقربة من العسكر المستفيدين ومن اقارب ومحاسيب نمت ثروتهم في عهده بالفساد الكبير.. وهو نظام عجيب غريب غير قابل للتغيير او التأقلم كالخشب فعلا غير القابل للتمدد او التقلص فهو لن يستمر الا إن تمت معالجته والنظام السوري لا يعالج او يتعالج عن عناد وغباء وهذا ماسيجعل السوس ينخره /وقد بدأ/ ثم سينكسر عاجلا ام اجلا إن لم ينتفض الشعب مرة اخرى ويسقطه قبل ذلك . قتل هذا النظام بمشاركة اعدائه وحلفائه الآلاف من السوريين وشرد الملايين في الداخل والخارج ودمر البلاد وجلب اربع دول تحتله كما فقد قراره ومع ذلك لا زال يتغنى بانتصاراته وباعادة اسطوانته المشروخة عن الممانعة وهزم المؤمرات الكونية والارهاب والطابور الخامس . والحق ان الانظمة الديكتاتورية في العادة غبية .. على اية حال نامل ان يكون صحيحا ماصرح به وزير صحة النظام عن عدم وجود اصابات بالكورونا وإن كان عادة العكس صحيح في تصريحات الانظمة الاستبدادية .

ومن الدكتاتوريات العربية نظام آل سعود ، العائلة التي تتكاثر كالارانب / عذرا للتشبيه / عدد افرادها 10000 / والتي تحكم شبه الجزيرة العربية بتبني الوهابية ومشاركة من اقطابها الذين تم اقصائهم مؤخرا بحجة سياسةالانفتاح التي يتقنع بها ولي العهد الشاب الذي يمارس السياسة كالعاب الفيديو التي ترعرع وهو يلعبها ، ويسرق /مع اسرته/ اموال الشعب العربي ليشتري رسومات فنية ويخوت وقصور بالمليارات ويدفع لسيده الامريكي مليارات ايضا ليبقيه في الحكم ويغض الطرف عن جرائمه الخفية او المنشارية في سفاراته . اما الاصابات بالكورونا فحسب منظمة الصحة العالمية هي 62 لكن قد يكون الرقم اكبر بكثير ، على الرغم من الاجراءات الوقائية التي تقول الحكومة انها تقوم بها والمفترض ان تتفرغ لها بدل مغامرة الامير الاخيرة بالدخول في صراع مع روسيا حول اسعار البترول وهو صراع سيضر اقتصاديا الطرفين وإن كان لكليهما احتياطي لتقلب الاسعار . لكن الضرر الاكبر سيصيب ايران وفي الغالب انه متخذ في الاصل ضدها فهي العدو الرئيسي للنظام التي تريد منافسته او على الاقل مشاركته النفوذ في العالم العربي .

وايران ذات النظام الاوليغارشي التي يحكمها فئة من رجال الدين ، لديها من المشاكل ما يزيد كثيرا عن قدرتها على التحمل : شعبها الذي من الواضح انه ملّ من طريقة الحكم ، الصعوبات الاقتصادية الضخمة نتيجة العقوبات ، انتفاض اللبنانيون والعراقيون لتدخلاتها في شؤونهما ، خساراتها العسكرية في سوريا ، استزافها في دعم حوثيي اليمن واخيرا وليس آخرا فيروس الكورونا الذي ضربها بقسوة ، فحسب منظمة الصحة العالمية عدد الحالات المعلنة يزيد عن 11000 حالة وإن كان العدد غالبا اكبر بكثير مما تعلنه السلطات التي اصلا لم تعترف بظهوره الا بعد ان تفشى وبدأ بعض رجالات النظام يصابون به ، ويقينا لولا ان التجمعات خطيرة على الناس لهبت انتفاضات خطيرة ضد الحكم بسبب تكتمه وعدم مصارحة الشعب بما يجري . مع ذلك لازال هذا النظام يكابر ويدعي انه قادر على مواجهة هذا الوباء الذي حتى الدول الغربية المتقدمة ومنها امريكا تعترف انه لا زال ينقصها التجهيزات الكاملة لمواجهة هذا الخطر القاتل .

ثم الصين . الدولة الكبيرة المتقدمة اقتصاديا وتكنولوجيا ذات الحضارة العريقة ولكن ذات السمعة السيئة في مجال حقوق الانسان و حرية الراي . يعني لا ديمقراطية بل دكتاتورية . وهي لا تتمتع بالشفافية الكافية ، فقد حذر الدكتور لي ولييانج من الفيروس مبكرا / ديسمبر 19 /لكنه أُتهم ببنشر تعليقات زائفةتضر بشدة النظام الاجتماعي/ وهذه التهمة السخيفة موجودة ربما بصيغ اخرى في كل الدكتاتوريات /. توفي هذا الطبيب بعد فترة بالكورونا وهو يكافحها . اما التكتم وتجاهل الحقيقة فقد ادى الى انتشار الوباء بشكل هائل في الصين اولا ثم في بلدان العالم . صحيح ان السلطات استطاعت /دكتاتوريا/ ان تسيطر عل المرض وتقلل من انتشاره ومن تزايد اعداده ولكن بثمن مرتفع من الضحايا.

نتمنى ان تنتهي هذه المحنة وان يخف او يقف انتشار المرض وان يشفى المصابون به حتى الدكتاتوريون منهم . نتمنى ايضا ان يتم انتاج اللقاح اللازم في اقرب فرصة وان يتعلم العالم وبالذات الانظمة الدكتاتورية درسا منه وإن كنا نشك في ذلك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تحشد قواتها .. ومخاوف من اجتياح رفح |#غرفة_الأخبار


.. تساؤلات حول ما سيحمله الدور التركي كوسيط مستجد في مفاوضات وق




.. بعد تصعيد حزب الله غير المسبوق عبر الحدود.. هل يعمد الحزب لش


.. وزير المالية الإسرائيلي: أتمنى العمل على تعزيز المستوطنات في




.. سائح هولندي يرصد فرس نهر يتجول بأريحية في أحد شوارع جنوب أفر