الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في مفهومية - الإرهابي -

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2020 / 3 / 17
مواضيع وابحاث سياسية





يحكى عن دولة استعمارية استيطانية تمارس التمييز العنصري باسم مقولة " الشعب المختار" ، استطاعت أن تجند متعاونين معها في بلاد مجاورة كانت توكل إليهم مهام تخريبية بقصد زعزعة الإستقرار فيها ، إلى أن توافرت الظروف الملائمة لغزوهذه البلادد و احتلالها و تنصيب سلطة عليها لا تعارض المستعمر !

خرج من الظل بعض العملاء من سكان البلاد عندما استهدفتها سيرورة توسع استعماري وجبروت قوة ضربت عرض الحائط القيم الإنسانية و القانون الدولي ، حيث اضطلعوا بأدوار هامة فيما كان الناس يرزحون تحت الإحتلال و يلقون معاملة العبيد و قطعان الماشية . فكان العميل أحيانا دليلا لعسكر الغزاة و سمسارا محتالا و مبتزا و أحيانا أخرى متطوعا منخرطا مبشرة في العمليات العسكرية و الأمنية كالتحقيق مع المناضلين ضد احتلال بلادهم .

من المعلوم في هذا الصدد أن قوات الإحتلال تقيم في البلاد المحتلة معسكرات تجميع حيث تودع المناضلين الوطنيين و تعذبهم لتنتزع منهم إعترافات و معلومات أو لتجعلهم عبرة لغيرهم ، و من المعروف أيضا أن بعضهم تتم تصفيتهم فلا يبقى لهم أثر .

ما أود الإشارة إليه هو أن هناك معسكرات أكتسبت شهرة فحفظتها الذاكرة لأن ما جرى فيها مثل انعكاسا لبشاعة وتوحش المستعمر المُحتل ، الذي كما يقول إيميه سيزير ( شاعر المارتنيك ) يظهر بما هو وحش كاسر من خلال معاملته للأصليين كما لو كانوا حيوانات أو حشرات . فمن هذه المعسكرات نذكر سجن باغرام في أفغانستان و سجن أبو غريب في العراق . اما في في لبنان فإن معسكر إنصار و معتقل الخيام محفوران في وجدان سكان جبل عاملة

و تقول الحكاية أيضا أن أحد المتعاونين اللبنانيين تولى في معتقل الخيام مهمة التحقيق مع السجناء و أنه كان قاسيا جدا لجهة وسائل التعذيب التي كان يستخدمها حيث يتهمه بعضهم بأنه تسبب بوفاة سجينين على الأقل . ما يهمني هنا هو أن هذا المتعاون مع العدو غادر البلاد مع القوات المحتلة المنسحبة . حيث حصل في إسرائيل على الجنسية الإسرائيلية ، و على الأرجح أنه تابع عمله كعسكري في الضفة الغربية و قطاع غزة . ثم انتقل بعد ذلك إلى الولايات المتحدة الأميركية التي منحته بدورها الجنسية أيضا . تحسن الملاحظة هنا إلى أن الرجل عاد إلى لبنان ، أغلب الظن برعاية أميركية ، و بتواطؤ شخصيات أمنية محلية ، ناهيك من أن إفشاء خبر وصوله إلى لبنان تلازم مع نشر صور له في إحتفال إقامته السفارة اللبنانية في واشطن إلى جانب شخصيات رسمية لبنانية رفيعة المستوى كانت آنذاك في زيارة إلى العاصمة الأميركية .

يتساءل المرء عما إذا كنا حيال لغز . لماذا عاد هذا الرجل إلى بلاده الأصلية ؟ هل من أجل تبييض سجله العدلي فقط أم في مهمة منع من انجازها مؤقتا ؟ لقد حصل في الواقع على تبرئة من خلال أطلاق سراحه كما طال قانون العفو غيره من قبل ، دون مقابل ! أي دون اعتذار أو فعل ندم . لا شك في أن هذا كله يدل على أن الكلمة في شبه الدولة هي لقانون الأقوى الذي يمنح المتعاونين امتيازات خاصة متضمنة إجازة القتل و الإغتيال و النهب ، فيضطر بعض الآخرين إلى الإعتراف بها . هنا ينهض سؤال عن أحوال الشباب الذين يقاتلون المستعمر على كل الجبهات . فمن نافلة القول أنهم ينتهكون قانون الأقوى و يتصدون له . استنادا إليه لاشك في أن مرد وصم هؤلاء الشباب " بالإرهابيين " هو إلى إعتراضهم قانون الأقوى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله اللبناني يوسع عملياته داخل إسرائيل ويستهدف قواعد عس


.. حزب الله يعلن استهداف -مقر قيادة لواء غولاني- الإسرائيلي شما




.. تونس.. شبان ضحايا لوعود وهمية للعمل في السوق الأوروبية


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية.. وطلاب معهد




.. #الأوروبيون يستفزون #بوتين.. فكيف سيرد وأين قد يدور النزال ا