الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من كامب ديفيد الى سد النهضة ..سياسة مصر وبال عليها !

طاهر مسلم البكاء

2020 / 3 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


من المؤكد ان مصر كانت تأمل وتتوقع الخير الوفير وانهار اللبن والعسل الأمريكية والصهيونية تجري في اراضيها وريح العافية يعطر أجوائها ،وإلا ّ لما كانت أقدمت على خطوة عظيمة الوقع على العرب والأمة الأسلامية عامة وعلى شعب مصرخاصة ،وهي مهادنة الصهاينة وتوقيع اتفاقات سلام مزعوم معهم ،مع ماتحمله هذه الخطوة من انتكاسة كبيرة لدورها في قيادة العرب والأمة الأسلامية ودول عدم الأنحياز .
وعلينا المقارنة بين مكانة مصر ايام الرئيس جمال عبد الناصر وبين مكانتها اليوم حيث يضيّق الصهاينة عليها الخناق بمؤامرات علنية وسرية آخرها سد النهضة الذي يهدد بقطع شريان الحياة في مصر ،نهر النيل الخالد ،الذي ارتبط بحضارة مصر وطريق حياتها ، تاريخا ً وحاضرا ً ومستقبلا ً،كما ان البلاد غرقت بالديون،وسيناء التي استعادتها تحوّلت إلى كابوسٍ ومصدر عدم استِقرار ونزيف بشريّ وماليّ لمِصر،قد يكون فاق ماخسرته مصر في حروبها مع الصهاينة .
الصهاينة لم يخفوا أطماعهم بتحويل مياه النيل الى اراضيهم سواء في بروتوكلاتهم الأولى الممهدة لقيام كيانهم ،أو بالدعوات اللاحقة ،حيث انهم يعلنون على الملأ ان مالايستطيعون الحصول عليه اليوم سيأخذونه بالقوة متى توفرت لهم السبل ، وسيرتهم تشهد على ذلك ،كما ان كل مايجري يتم بمباركة أمريكية .
تشير التقارير ان فكرة بناء سدود على منابع النيل كانت فكرة صهيونية لقنت للأحباش مع تعداد ماستحصل عليه اثيوبيا من مزايا،وكذلك تعداد الطرق الأستثمارية التي ستسهل بناءه ،والعجيب ان من المستثمرين،تجار عرب ، يعدون اليوم من احباب مصر وعلاقاتهم مع حكوماتها سمن على عسل !
ومما يؤكد التدخل الصهيوني في بناء السد هو جملة عوامل واضحة لكل بصيرة ،اللهم إلا ّ للحكومات المصرية، فهي تدفن رأسها بالتراب كالنعامة متمسكة بالعلاقات الصهيونية الأمريكية ،ومن هذه العوامل :
- الأطماع الصهيونية في مياه النيل ،ومنذ بدايات تأسيس كيان الصهاينة .
- حاجة الصهاينة والأمريكان الى اشغال مصر وابعادها نهائيا ً عن محيطها العربي وقضايا العرب المصيرية وأهمها قضية فلسطين .
- وجود الصهاينة في دولة المنبع اثيوبيا ، وتقوية العلاقات الصهيونية الأثيوبية بما يفوق علاقات مصر ، وهناك تأكيد من ان حمايات السد هي صهيونية .
- تشير التقاريرالى ان وراء التصلب الأثيوبي في المحادثات، تدخلات امريكية وصهيونية .
- التأثير الأمريكي الصهيوني الفاضح والواضح في موقف السودان ، والذي أغري برفع جميع العقوبات عنه وتزويده بالكهرباء المتولده من السد ،وعدم التأثير على كمية المياه الواصلة الى السودان . وسيصبح السودان من الدول المهادنة مقابل انهار اللبن والعسل التي جرت لدى من سبقوه ، كمصر والأردن والسلطة الفلسطينية وغيرهم .
- ان مصر لايمكن ان تسمح بموت القطاعات الحياتية التي كانت سائدة لآلاف السنين لمجرد ان نهر النيل ينبع من الأراضي الأثيوبية ،وبالتالي فأنها ستقاتل اذا اضطرت للقتال ،وهذا هدف الصهاينة الغير معلن ، وهو مايريدون تحقيقه .
مصر من الأرتباط الأفريقي الى الأرتباط الصهيوني :
معلوم ان معظم الدول الأفريقية إن لم نقل جميعها كانت من مناصري القضايا العربية وبشدة، وكان الصهاينة يعملون المستحيل لفك هذا الإرتباط و بشتى الطرق،وهكذا بدأ التحرك الصهيوني لكسب الأفارقة بعكس مصر التي اكتفت بكامب ديفيد وأهملت دول القارة الأفريقية وبضمنها الحبشة ،واليوم تفقد هي، كما فقد كل العرب دولة عزيزة هي السودان .
لقد فرط العرب بأنفسهم وهادنوا الصهاينة مقابل السراب ،فأوجدوا مثلا ً للآخرين ،ولن يستطيعوا محاججة أحد ممن يتجه لأقامة علاقات مع الصهاينة بعد ذلك،كما حصل مع السودان ،وهذا يذكرنا بقول الله نعالى :
" أتأمرون الناس بالبِرِّ وتنسَون أنفسكم " البقرة، 44
وقول الشاعر :
لا تنهَ عن خلُقٍ وتأتيَ مثلَه
عارٌ عليك إذا فعلت عظيم
كان بأمكان مصر لو صدقت الوعود لها ،واستغلت طاقاتها العظيمة ان تكون الآن دولة عظمى تضارع أي دولة على الساحة الدولية ولكن قياداتها المتعاقبة فشلت في استغلال الفرصة بشجاعة .
فمصر اليوم ابعد ماتكون عن الدول العربية التي وقفت معها في حربها الأخيرة مع الصهاينة ،حرب تشرين ، فقد كانت سياسة حسني مبارك ،سببا ًفي فقدان تعاطف العرب واستحالت وقوفهم المصيري معها ،حيث انه باع وعلى المكشوف القضايا العربية الرئيسة كقضية فلسطين ،وموقفه من العراق لايمكن نسيانه حيث باع كل ماقدمه العراق للمصريين بحفنة من الدولارات !
وفي موضوع سد النهضة تماهلت قياداتها في الموضوع حتى اصبح حقيقة واقعة من الصعب ازالتها،فتنبهت بعد حين لتطالب بما اصبح صعب التحقيق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا اثيوبيا ولا يحزنون
هاني شاكر ( 2020 / 3 / 18 - 20:45 )

لا اثيوبيا ولا يحزنون
_________


حكمنا حثالة البشر ( فاروق ، ناصر ، السادات ، ابو ريالة ، ابو زبيبة ، و ابو جلمبو ) فافقرونا و اذلونا و باعونا للأخوان و السلفيين و تركونا نتكاثر كالحشرات .. وصرنا بلا ثمن و بلا قيمه

شيوخ البترول ( يتزوجون ) بناتنا المراهقات ب 500 دولار للموسم .. و جنرلاتنا يستخدمون اولادنا المراهقين للعمل بالسخرة مجانا فى مزارعهم و قصورهم ( مجندين ب 300 جنيه اى 15 دولار فى الشهر ) ...

من أين نبدأ؟

الحل يحتاج الى 100 عام .. تدريجيا و سلميا .. ينزل فيها التعداد من 100 مليون الى 15 مليون .. ، .. و حجم الفساد من 100 % الى 20 % .. ، .. و يتم فصل الدين عن الحكم و الحياة العامة

....

اخر الافلام

.. بمشاركة بلينكن..محادثات عربية -غربية حول غزة في الرياض


.. لبنان - إسرائيل: تصعيد بلا حدود؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أوروبا: لماذا ينزل ماكرون إلى الحلبة من جديد؟ • فرانس 24 / F


.. شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف




.. البحر الأحمر يشتعل مجدداً.. فهل يضرب الحوثيون قاعدة أميركا ف