الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللغات الأوربية لهجات، واللهجات العربية لغات

نافذ الشاعر

2020 / 3 / 19
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


1- اللغات الأوربية:
اللغات الأوربية عبارة عن لهجات تفرعت من اللغة الهندية الأوربية، التي تفرع منها فيما بعد اللغة اللاتينية أو الإغريقية ثم استقلت كل لهجة بنفسها، وأصبحت كل لهجة- مع الزمن- لغة مستقلة، عُرفت فيما بعد باللغات الأوربية مثل: الفرنسية والألمانية والبرتغالية والإسبانية وغيرها..
لذلك كان من المنطقي أن يحدث في البلدان العربية مثلما حدث في البلاد الأوربية، يعني كان من المفترض أن تتحول اللهجة المصرية إلى لغة، ومن ثم تستقل بنفسها ويصبح لها قواعد ونحو ومفردات.. وكذلك قل في اللهجة السورية والعراقية والمغربية وغيرها؛ فقد كان من المفترض أن تصبح لهجات البلاد العربية لغات مستقلة، كما حدث مع اللهجات الأوربية، عندما أصبحت لغات عالمية مع طول الزمن. ولكن هذا لم يحدث في اللغة العربية، ولن يحدث، بفضل شيء واحد، هو القرآن الكريم الذي حفظ اللغة العربية من الاندثار والزوال، لأن الله عز وجل يقول: (إنا أنزلناه قرانا عربيا) والله قد تكفل بحفظ القرآن، وبذلك يكون قد تكفل بحفظ اللغة العربية.

2- اللهجات العربية:
عندما دخلت اللغة العربية إلى البلاد التي فتحها المسلمون، كانت تلك البلاد تتكلم لغات خاصة بها؛ فمثلا كان أهل فلسطين يتكلمون الآرامية، وأهل مصر يتكلمون القبطية، وأهل سوريا يتكلمون السريانية، وأهل العراق يتكلمون الأشورية.. فماذا فعل هؤلاء الأقوام عندما جاءتهم اللغة العربية؟
إن أهل تلك البلاد لم يتكلموا اللغة العربية، إلا في المحافل الرسمية والخطب والصلوات.. ثم أنهم طعَّموا لغتهم الأصلية باللغة العربية، وقاموا بنطق الكلمات العربية الجديدة وفق مباني لغاتهم الأصلية، تماما مثلما دخل الآن إلى لغتنا العربية الكثير من الكلمات الإنجليزية والفرنسية، ولكننا عدلناها لتوافق قواعد لغتنا العربية؛ لذلك يمكننا القول بأن اللغات الأوربية لهجات، واللهجات العربية لغات.
إن اللهجات العامية- سواء العامية المصرية أو السورية أو العراقية أو المغربية- ليست لهجات عامية تفرعت من اللغة الفصحى العربية، إنما هي عبارة عن اللغات الأصلية التي كان يتحدث بها أهل تلك البلاد قبل دخول اللغة العربية إلى بلادهم. ومع الزمن فقدت لغاتهم الكثير من مفرداتها الأصلية واستبدلت بمفردات عربية، ولكنها مع ذلك احتفظت بقواعد لغتهم القديمة. فاللهجات العامية ليست لهجات عربية، إنما هي لغات البلاد الأصلية، التي كانت تتكلمها تلك البلاد، قبل معرفتها اللغة العربية.
وبالتالي فإن هذه اللهجات عبارة عن قواعد اللغات الأصلية القديمة لهذه البلاد، لكن بمفردات عربية. أضف إلى ذلك أن اللهجات العامية لا تسير على قواعد اللغة العربية، ولذلك فإن اللهجات العامية في تطور مستمر، وهي سريعة التطور والتأثر باللغات الأجنبية كالفارسية والتركية والإنجليزية.. ومن أمثلة ذلك "الفعل المساعد" في اللغة الإنجليزية، و"الزمن الواسع" ونطق الجمل بالمقلوب كما في اللغة التركية، و"باء الزينة" في اللغة الفارسية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت