الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العقلانية في تفنيد حجة الضبط الدقيق عبر الثوابت الكونية (الغائية)

أودين الآب

2020 / 3 / 20
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تحياتي احبائي
إن أقوى حجة عند المؤلهة الابراهيميين في محاولة تبرير إيمانهم هي حجة الضبط الدقيق fine tuning (الغائية فلسفياً)
و غالب الأحيان يحتجون بأرقام الثوابت الكونية و يدعون بأنه إذا تغير إحدى هذه الأرقام بشكل ضئيل لم يعد ممكن أن توجد حياة في الكون . و هذا الكلام هو محض هراء و هو كلام مماثل لكلام المشعوذين و البصارين حين يريدون تمرير تخاريفهم و دجلهم على الناس.
نقول مستعينين بقوة العقل : اولاً و على فرض صحة ما ذكرتم من ارقام هل يمكنم البرهنة العلمية على استحالة وجود حياة في حال تغيرت هذه الأرقام؟ الجواب بالطبع لا . لا يمكن البرهنة لأستحالة إقامت التجربة و هذا لوحده كافي كي يهدم الطرح و يثبت كذبه.
ثم الحياة موجودة بهذا الشكل لأن الثوابت على هذا الشكل و ليس العكس . مثال للتقريب الماء الذي في الحفرة يظن أن الحفرة وجدت على هذا الشكل كي تناسب وجوده .
  يعني اننا نتحدث عن الضبط الدقيق و الثوابت الكونية فقط لأننا موجودين. فلو وجدت اكوان ليس فيها حياه فلن يوجد من يسأل هذا السؤال:
لماذا الكلب كلب ولماذا الحجر حجر هكذا، ولماذا الثابت الكوني هو الثابت الكوني.
يعني كلام المؤلهة الابراهيميين ليس له معنى مجرد خدعه منطقيه تشبه خفة اليد او الخدعه البصريه.

ولكي تتضح الصوره أكثر أضرب مثل كالذي يرمي عدة سهام على ألواح من الخشب ثم يرسم دوائر على ألواح الخشب حول المكان الذي ثقبته السهام ثم يقول لنا لقد اصبت الهدف.
يعني ظهر لدينا الثوابت بهذه القيم ثم جاء من (يدحش الله) ويقول الله اصاب الهدف ، و الهدف هو ان الحياه تطورت بالشكل التي هي عليه آخذه بالاعتبار نوعية وكمية الثوابت الكونيه. الخدعه تكمن في تعريف معنى و طبيعة الحياه. فقد تظهر الحياه بشكل غير المعروف لنا تحت منظومه من الثوابت مختلفة عن ثوابت كوننا الذي نعيش فيه ، يعني بدل الحياة الكربونية ممكن أن تظهر الحياة السليكونية على سبيل المثال. اساساً مراقبتنا للحياة محصورة بكوكبنا و لا نعرف اي شيء بخصوص وجود تعدد انظمة الحياة على أُسس متنوعة.

و من الظاهر لكل عاقل و متبصر في حقائق الأمور أن هذه الحجة تدمر الإيمان الإبراهيمي بدل من أن تنصره، إذ من المعروف أن الخالق الفلسفي مختلف عن الإله الإبراهيمي ،
و تفسير ذلك هو : يدعي المسلمين و المسيحيين أن ربهم مطلق قادر على كل شيء و أمره إذا أراد شيء أن يقول له كن فيكون ، و مراعات الثوابت الكونية من أجل خلق حياة شيء مخالف للقادرة على كل شيء لأنه يجعل القادر على كل شيء محكوم لتلك الثوابت . يعني( ألله ) يستطيع ان يخلق الإنسان بأي بشكل يريده مثل انه يستطيع ان يجعله يعيش من دون أن يتنفس مثلاً . فلا معنى لمراعاة شحنة الالكترون و كتلته أساسا لا يعود لوجود الإلكترون او الكثافة الحرجة للكون critical densit معنى .
مما يؤدي الى أن مراعاة الثوابت الكونية من أجل وجود هذا النوع من الحياة ينفي الحاجة إلى الإله المطلق القادر على كل شيء بل و يثبت أن الحياة وجدت من غير مُصمم لأن الكون مضبوط على هذا الشكل فيصبح وجود الحياة حتمي و ليس احتمالية .
ثم من الأشياء التي لم ينتبه لها المؤلهة انهم يتكلمون عن أرقام غير مرئية للأنسان العادي و تتطلب أجهزة معقدة جداً بالإضافة إلى معادلات معقدة جدا كي تظهر و ممكن أن تتعدل اي وقت . يعني ممكن أن يقول العلماء كنا غلطانين بالرقم الفلاني للسبب العلاني ، بينما المشاهد للإنسان العادي في العالم المنظور هو غياب الضبط الدقيق حيث انه هناك مجرات تتصادم و حوالي تسعة و تسعين بالمئة من الأصناف الحية التي وجدت على الأرض قد انقرضت و مثال آخر من تأملاتي التي أفخر بها و هي اننا نعيش في عالم الكثير من الأصناف الحية التي تملك وعي تتغذى على بعضها البعض و هذا يدل على أحد أمرين او غياب الضبط الدقيق او وحشية الخالق .
ثم من المغالطات التي يقترفونها انهم يقولون الكون مصمم كي يناسب الحياة و هذا كذب و تدليس . كوكبنا هو كوكب يدعم وجود الحياة ام الكون فلا . إن شريط الحياة الكويكبي(اي الكواكب التي تبعد عن نجومها مسافة تدعم وجود الحياة و تكون كتلتها مناسبة لذلك ) نادر بشكل كبير و يشكل نسبة لا تذكر من عدد الكواكب فعندما نتكلم عن كون يدعم الحياة ينبغي أن يكون النسبة الأكبر من كواكبه تدعم الحياة و ليس مجرد نسبة ضئيلة تكاد لا تذكر .
و أيضأ يجب تذكير المؤلهة الابراهيميين بالتالي إذا كان عقلك يحيل وجود الكون من دون موجد بسبب عظمته و تعقيده فيجب ان يكون هذا الموجد أعظم من الكون و أشد منه تعقيدا حتى يستطيع أن يصنعه و هذا يجعله محتاج إلى موجد آخر أعظم منه من باب أولى و هكذا إلى ما لا نهاية و هذا يبطل وجود الكون و يجعله مستحيل لأنه يصبح مرتبط بسلسلة لا بدائية ، و هو ما يسمى في العرف الفلسفي بالدور و التسلسل ، و تبسيط الأمر لمن لا يملك خبرة كبيرة في الفلسفة نقول هذا مثل أن أقول لا اعطيك هذه التفاحة قبل ان اعطيك تفاحة قبلها و لا اعطيك قبلها حتى اعطيك قبلها و هكذا إلى ما لا نهاية مما يجعل من المستحيل ان تاخذ اي تفاحة لإستحالة حصولك على الأولى .
اخراً عزيزي الإبراهيمي ما انت مطالب به هو إثبات إلهك الشخصي ، الذي تصلي له و ترجوا ثوابه و تخاف من جحميه ، المستحيل الوجود بدليل مؤلفات التنويريين التي تطوي الآفاق و فيها من الأدلة على استحالة وجود إلهك ما لايحصى .
اما مسألة الخالق الفلسفي فهي خارج إمكانيات اهل الأديان لأن الفلاسفة ينطلقون من الشك و يبحثون عن الأدلة و يمحصون في طروحاتهم و ادلتها حتى يصلوا إلى القناعة . اما أهل الدين فينطلقون من ايمان راسخ في محاولة وجود حجج تدعمه و شتان بين الثريا و الثرى

و الحكم للعقل اولاً و اخرا
في سبيل التنوير اخوكم أودين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتساع رقعة الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية للمطالبة بوقف فو


.. فريق تطوعي يذكر بأسماء الأطفال الذين استشهدوا في حرب غزة




.. المرصد الأورومتوسطي يُحذّر من اتساع رقعة الأمراض المعدية في


.. رغم إغلاق بوابات جامعة كولومبيا بالأقفال.. لليوم السابع على




.. أخبار الصباح | مجلس الشيوخ الأميركي يقر إرسال مساعدات لإسرائ