الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاقتصاد في زمن الكورونا

حسن الشرع

2020 / 3 / 22
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


الآن وبعد فترة من الهجرة الكبرى لفايروس الكورونا عبر القارات وعبر المحيطات تكشفت لنا بعض الحقائق التي لا تتعلق بعلم الفايروسات أو الأحياء المجرية أو علم الأجناس البشرية..لقد حرف انتباهنا عند بداية الأزمة بأن هذا المخلوق العجيب الكروي الشكل ذات النتؤات العديدة بأنه منتج صيني انه كما تناهى الى اسماعنا اول ذي بدء متعلق ثقافي لمجموعة إثنية توصف بالجنس الأصفر وانا متعلق بثقافة طعام بعينه لا نستسيغه نحن أهل الصحاري والذين لسنا من أصحاب البشرة الصفراء ولا البيضاء ولا الحمراء ولا السوداء..فبشرتنا لا لون لها في ذات الوقت التي تتداخل فيها كل الألوان وتتحارب كل الألوان ..كيف لايكون ذلك ونحن كرام إقحاح حتى في استضافة الاغراب من مغول وغجر وبرابرة وسقط المتاع ومن كل ألوان الإنس والجن والفايروسات والأحياء الخبيثة..تلك الأحياء التي نجحت في تغيير ألوانها داخلنا فجعلت من جيناتها مصدرا للعناد والرفض والتشفي والتفاخر والتنابز والتكاسل والتحامل وحتى التجاهل…
بات من الواضح أن هذا الفايروس الضئيل في قدره والكبير في حجمه بين أقرانه له عين اقتصادية ثاقبة تحب النظر إلى المال والاقتصاد وإلى سجلات النمو والتحضر ..ربما تسي أصله (الصيني) كما أعلن ترامب فسرعان ما جذبته البيئة الزرقاء بسحنتها البيضاء الناصعة ليأخذ لها مقرات في العواصم العتيقة واضعا نصب عينيه أن لا ينسى أن يعبر المحيط بطريقة تتناسب مع وضعه المحترم فهو لا يود أن يعيد الكرة بهجرة على قوارب ثور هيردال أو ماجلان مع اجلالنا لابن بطوطة وأمه التي لم تكن لتجيد السباحة حتى في مستنقعات الهوير وشرقي العاصمة في زمن الخير ومع كل تقديرنا إلى بن جبير وابن فضلان وكل من لا يقول اسمه مكتفيا ومتخذا من اسم أبيه أو أمه أو ...نعتا أو كنية أو دلالة لشخصه ..كم انت بطل أيها الفايروس وانت تغير من صفاتك فلا نكاد نتتبع شجرة نسبك الكريم حتى تتغير خطوطها بالحلال طبعا!
أصبح واضحا لنا أن ما يستهوى كورونا هو ذلك المال الوفير الذي تدلت عليه طبقات الشحم الأبيض ولعل كورونا تحب اللحوم البيضاء بعد هجرتها الميمونة إلى الديار العتيقة والسماء الرمادية والمروج الخضراء والعيون الزرقاء!أما نحن فمجرد رحلة مرور فألواننا مختلفة ومدخراتنا هي الثوم والقش والرمل والخبث المطحون بنتانة رائحة النفط الأسود ودخان البارود ونار الحقد المقدس.
..كورونا يجذبها الدولار ويستهويها اليورو وليس غريبا أنها تقبع هناك بعد أن نبذتها الحكمة الصينية وبعد أن انبرى لها كاميكازي من أقصى غرب المحيط الهادي لتتراقص في مدن أوروبا وأمريكا فلا تسمع لها صوتا واضحا في أفريقيا ولا أميركا اللاتينية ولا حتى الهند أو غيرها ممن يطارد الدولار هو الآخر. فأين نحن . لاتثريب عليكم أهلنا فنحن لسنا من أهدافها. .فهي تعشق الدولار بل إن منها النهائي هو الاقتصادات السبعة الكبرى والعشرين الكبرى .وبشرى لكم فنحن لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء وستظل مذبذبين مادامت حمرنا تسكن إلى جانبنا في مدن الطين والصفيح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد