الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهميةُ الفن في حياة الإنسان

بكر محي طه
مدون حر

(Bakr Muhi Taha)

2020 / 3 / 22
الادب والفن


الفن هو كل عملٍ أُنجز بصورة مميزة وفريدة بعيدة عن الرتابةِ و الروتين، لتخاطب النفس البشرية للتمعن بها، والتدقيق بتفاصيلها، و مهما كانت ميول الانسان، فأن لهُ ميول فنية أو ما يعرف بــ(درجة التذوق الفني)، وبالتأكيد فأن هذه الدرجة تختلف من إنسان الى آخر، فبعضهم قد يميل للموسيقى، والبعض الاخر يميل الى الفن التشكيلي أو السينما، أو لأكثرِ من لونٍ فني.
فإن جوانب الحياة المختلفة تؤثر بشكلٍ مُباشر على حياة الانسان، سواءً بالسلب أو الإيجاب، وهذا التأثير سيبرز بشكلٍ واضح على سلوكيات البشر، من تعامل و آراء وغيرها، وبالتأكيد فأن الانسان سيبحث عن أي منفذ للتخلصِ من السلبيات المحيطة به، من خلال الادوات و الطرق المتاحة، وهنا سيبرز دور (الفن)، حيث سيُمثل أداة فعالة لشعور الانسان بالرضى النفسي والذي يحقق حالة السلام الداخلي للنفس البشرية.
قد يختلف البعض في طريقة التعبير الفني مما يجعل تذوقهُ متباين لفئة دونما أُخرى، لكن يبقى بالمحصلة النهائية وسيلة فعالة للتأثير و التأثر، فالفن سلاح ذو حدين إذا ما تم إستخدامهُ بشكلٍ صحيح، فهو بكل الحالات و الأوجه يمثل (رسالة فنية بحتة)، لكن في بعض الأحيان يتم إستخدامهُ لشيطنة فئة أو جهة معينة بهدف خلق تأثير سلوكي ضدهم، ومثال ذلك في أغلب مشاهد الأفلام الأجنبية كل ما يتعلق الأمر بمنطقة الشرق الأوسط، فالصورة النمطية تكون (صحراء-جمال-راعي-مسلحين بلثام-حياة بدائية)، في حين إن الواقع مختلف بعض الشي -هذا لايعني المنطقة تعيش رفاهية- لكن الهدف صنع صورة نمطية للحياة هناك، وقد نجدُ في المقابل بأن الحياة في الغرب مشابهة للحياة في الشرق نوعاً ما، من حيث وجود المشردين و الفقر و قلة المدارس وإرتفاع معدلات العنف وغيرها.
أو تكون طرق التعبير الفني إيجابية، ومثال ذلك بعض صفحات التواصل الإجتماعي التي تعرض كيفية الإستفادة من المواد و الأدوات الموجودة حولنا بدل إتلافها أو رميها، أو قد تكون طرق التعبير واقعية جداً، كصنع مجسم من نفايات البلاستيك لحيوان الحوت ووضعهُ بالقرب من الشاطئ في إشارة الى التلوث البيئي الذي نعيشهُ اليوم.
أهمية الفن ليست بما يطرحهُ بقدر الفكرة الضمنية الإنسانية التي يحاول إيصالها، فالتأثير لايشمل المتلقي فقط، بل يشمل حتى صاحب الفكرة (الفنان)، الذي تأثر بموضوعة معقدة معينة وحاول التعبير عنها بطريقة خاصة ومميزة، لينتج عنها حالة من الرضى النفسي والمعنوي للفنان.
إن الإهتمام بالفن أصبح يلاقي روجاً أكبر في الفترة الأخيرة، وخاصة في منطقة الشرق الاوسط وذلك بعد ثورات الربيع العربي التي شهدتها بعض البلدان، فالأنتفاح والأنترنيت ومواقع التواصل الإجتماعي كانت خير معين لهذه النقلة النوعية، بل أصبح هناك طرق وأدوات جديدة للتعبير الفني فيما عدا الطرق التقليدية الأُخرى.
برغم كل ذلك الإ أن النظام التعليمي في أغلب البلدان الشرقية مازال غير مهتم بهذه المادة، مُعتبراً إيها نوع من (التفاهة)، أو مضيعة للوقت، والاهتمام فقط بالكيمياء والفيزياء والرياضيات والأحياء، وكأن الجميع صُممَ ليكون طبيب أو مهندس أو عالم!، التعليم يجب أن يكون متنوعاً برغم الإختصاصات المهمة المذكورة آنفاً.
الفن تبرُز أهميتهُ في محاكاة الواقع الذي لم نعشهُ سابقاً، فهو يعبر عن الفلكلور والتراث الشعبي لأي تجمع بشري، من ملابس وأدوات وعادات وتقاليد وغيرها، والهدف من ذلك هو التعبير عن هوية الشعوب وعرض التغييرات والأمور التي تبدلت في حياتهم، أو قد يكون معبراً عن الواقع الحالي الذي نعيشهُ اليوم المتمثل بعصر التكنلوجيا والتطور الرقمي، الذي جعل الناس تشعر بضعف الأواصر الإجتماعية بسبب الحداثة.
الفن وإن تعددت صوره وأشكاله، فهو جزء لايتجزأ من حياة الأنسان، والإهتمام به وتطوير أساليب إنتاجه مسؤولية كبيرة ومهمة، فهو أحد أسباب التأثير المباشر بالنفس البشرية وأهمها،لأنه لغة يفهمها كل سكان العالم، وفي المحصلة النهائية لابد من الإقرار بأن الحياة بلا فن مثل الحياة بلا ماء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة الفنان الكبير صلاح السعدني عن عمر يناهز 81 عامًا


.. المتحدة للخدمات الإعلامية تنعى الفنان الكبير صلاح السعدني




.. الفنان هاني شاكر في لقاء سابق لا يعجبني الكلام الهابط في الم


.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي




.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع