الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وهم مراجعات الشيوخ

سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي

2020 / 3 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


برز في الآونة الأخيرة عدة تصريحات لشيوخ السلفية الوهابية كالشيخ محمد حسان وأبو إسحاق الحويني، يُفهَم منها عودتهم عن التشدد والتطرف الديني الذي فسر اليوم بمغالاتهم في تكفير الآخرين وفتاويهم بالجهاد ونشر الخرافات كالإعجاز العلمي وخلافه، وبلفظ الشيخ أبو إسحاق قائلا " لقد كنا ننقل أحاديث وفتاوى في شبابنا دون تمحيص بُغية الشُهرة" وعلى نفس السياق الشيخ محمد حسان الذي اعترف هو الآخر بغلطات – لم يذكرها – وأنه بشر يُخطئ وقد آن أوان المراجعة..

وبرأيي أن تلك التصريحات جيدة من الناحية الظاهرية لترسيخ فكرة عدم معصومية هؤلاء الشيوخ كمبدأ، وهذا يعني أن لُبّ المراجعة وجوهر المشكلة لم يُمسّ وهو العودة عن فتاوى التشدد باسمها والكف عن تكفير وتضليل الناس ومصادرة الرأي الآخر واتهامه بمجرد الخلاف، فبعد جولة واسعة لتلك التصريحات لم أرى ذكرا لأي فتوى بأسلوب العرض القديم والرأي الجديد، أي يستلزم ذلك أن يذكر الشيخ رأيه القديم ثم يقول رأيه الجديد والسبب الذي دعاه لتلك المراجعة..وهكذا حتى يكون الناس على بينة من أمرهم وأن يُقنعوا تلاميذهم بضرورة العودة عن تلك الفتاوى بغلق أبواب التأويل..

نعم..فعدم ذكر الشيوخ ما تراجعوا عنه نصا يفتح الباب لتأويل مقاصدهم في جوانب أخرى ووجهات نظر مختلفة بعيدة عن التشدد أو ما عرفناه منهم بأنه تشدد وغلو في الرأي وإسهاب في نقل خرافات السابقين على أنها دين، لاسيما أن الشيخين كانا من رموز التيار السلفي الوهابي الذي تفرع منه عدة طُرق منذ بداية التسعينات كالطريقة الأكاديمية النصية والطريقة الجهادية والأسلوب الحركي وخلافه..وكل هذه الطرق تدين بالولاء في تأسيسها لهذين الشيخين بالذات لوصفهم أكبر رمزين سلفيين اشتهرا بالخطابة والانتشار في مصر وسائر الدول الإسلامية..

ولتوضيح ما حدث فمراجعات الشيوخ الحقيقية تحدث على وجهين:

الأول: سياسي خاص بولائهم للحكام والسلطات، ومن هذا الوجه هم تابعين كُليا لذوي النفوذ والسلطة، ويمكن القول أن مذاهب السنة بالذات تدين بالولاء للحاكم فيما اصطلح عليها بمذهب الطاعة، لاسيما وأن نشأة وطبيعة المذهب السني كانت ولا زالت سلطوية بحكم تسيدها في معظم أحداث التاريخ الإسلامي، والطريقة السلطوية بالعموم يلزمها تحالفا بين السيف والقلم..سيفا يمثله الحاكم ببطشه وقوته وقلما يمثله الكاهن بلسانه وقلمه، وعلى هذا النحو كان تاريخ المسلمين في معظمه حيث كُتِبَت أحداثه وفقا لرغبات الحكام وظهر منها أن صراعات الفقهاء الداخلية وخلافاتهم العظمى كانت ذات بُعد سياسي في جوهرها لم يتم الكشف عنها سوى مؤخرا مع شيوع الحركة النقدية..

وعليه فالشيوخ لن يراجعوا أنفسهم من هذا الوجه سوى بأوامر حكامهم، ولن يُجهدوا الذهن والبال والضمير في إيجاد المُسوّغ والدليل للعودة..إذ أن الطبيعة النصية لأي دين تحتمل التأويل كأي نص أدبي ساغ في شأنه الخلاف، وقد كانت هذه من عيوب التأويل فلسفيا حتى حُمِلَت طبيعته على النسبية وتم اعتبار المأولين هوائيين..أي يتبعون الهوى في الحقيقة فيما لو كان تأويلهم لا يقوم على دليل تجريبي ومادي عند أنصار التفكير الواقعي أو المذهب التجريبي.

والوجه الثاني: اجتماعي لا يحدث سوى بالصدمة، وطبيعة هذا الوجه في صراعات بينية شخصية بين الكاهن وخصومه بما فيها من صدمات نفسية وشخصنات وخلافه تُجبر الشيخ على اتخاذ موقفا مناقضا لرأي خصمه دون التفكير في طبيعة وتبعات هذا الرأي..ومن ذلك الوجه تم تفسير رأي الخارجين عن تنظيمات الجماعات دون نقدها فكريا هو انقلاب نفسي على الشخوص فقط لا على الفكر المؤسس لتلك الجماعات، وقد تعرضت لهذا الاتهام أوائل خروجي من الجماعة دون النظر لانتقاداتي الفكرية لثوابت التنظيم أثناء ما كنت في الجماعة نفسها، بما يبدو أن الجهل بمذهب وتاريخ المفكر يدفع البعض لظلمهم أحيانا..

وهنا عندما نقول أن الشيوخ لم يراجعوا دينهم في التشدد والتطرف فدليلنا أنهم لم ينتقدوا هذا الاتجاه فكريا ويدفعوا عن أنفسهم التهمة بفتاوى واضحة لا تحتمل التأويل، وما دام ذلك لم يحدث فلا يجوز القول أنهم تراجعوا، وغاية ما حدث أن الكاهن يتقرب اجتماعيا لأنصاره عن طريق تصدير صورة له توحي بالأخلاقية والصدق في التعامل مع الذات والفكر، وهذا التصدير موصوف بالعموم دائما لأن التخصيص سيجبر الشيخ على الخوض في جوانب يكره الخوض فيها..وعلى سبيل المثال فلو طُلِبَ من الشيخ أبو إسحاق الحويني أن يعود عن فتواه بجواز استرقاق الأمم وسلب أموالهم لسد الأزمة الاقتصادية لن يجرؤ على الخوض فيها..فهي خصوص مذموم وسيتحدث بعموم مقبول لديه يفلته من مقصلة التراجع ويفتح الباب لتأويل كلامه على نحو آخر..

إن مراجعات الشيوخ الحقيقية لأمر صعب جدا بالخصوص على الجيل الحالي الذي اتخذ موقفا عدائيا منذ البداية ضد الحداثة والعلم، وبرأيي أن هذا الجيل من الشيوخ سيموت على هذا الفكر دون إجراء مراجعة جادة للفكر المتشدد السلفي، فمن خاصم الحداثة طوال 70 عاما وتشدد نحو أنصارها واتهمهم بالكفر لا يعود كما نتخيل سوى في الأحلام، إنها سلطة العادة والمألوف التي تدفع الناس لاعتياد الظلم والكذب والجهل على أنها عدل وصدق وعلم..وعلى هذا النحو كان شيوخ السلفية طيلة عقود من الدعوة بحيث لم يحملهم لسانهم يوما ما على الشك ولو للحظة واحدة فيما يقولوه..

إن الذي شنّ حربا شعواء على الآخر واتهمه بالكفر والإلحاد والوثنية والخيانة..ومن حرّض العامة على قتل الشيعة والصوفيين بوصفهم مرتدين زنادقة سيستحيل عليه قبول فكرة المراجعة عن هذا الاتجاه مرة واحدة، فالإنسان عندما يتراجع عن العنف اللفظي والبدني فهو يتراجع بسلسلة تطورية من الأفعال تخمد وتشتعل حسب الأحداث، أي أن الشيخين الحويني وحسان في هذا المضمار سيلزمهم فترة من الزمن ينتقدون فيها السلفية نفسها قبل العودة التامة عن مذهب العنف..وطالما هذا لم يحدث فلن يتراجعوا، لاسيما أن جوهر مذهب السلفية الوهابية هو العنف تجاه الآخرين سواء كان عنفا لفظيا بالتكفير أو بدنيا بحشد الناس للجهاد وإقامة الحدود الشرعية..

الشيخ الشيعي "كمال الحيدري" مثلا لم ينتقد مذهب الإمامية سوى بفترة نقد ذاتي لبعض جوانب المذهب عدة سنوات قبل أن يصرح بأن أصول الإمامية هذا الزمان ليست هي التي كان عليها سلف الشيعة، وشخصيا قبل أن أترك جماعة الإخوان ظللت عدة سنوات أنتقد فيها بعض ثوابت الجماعة الفكرية والسياسية قبل الخروج التام لأنظر جانبا آخر من النقد وهو الذي يحدث من خارج الصندوق، وبالتالي فشيوخ السلفية حين يقررون التراجع بصدق والعودة عن مذهب العنف سيلزمهم أولا نقد ورفض بعض ما ألفوه في المذهب لدرجة أن ينتقدوا بعضهم وتشتعل الخلافات وفتاوى التفسيق..وخلافه، بينما الذي يحدث هو أن شيوخ السلفية على قلب رجلٍ واحد ضد من يسموهم علمانيين وملاحدة وروافض وصليبيين.

بينما يفسرون هذه التصريحات الأخيرة التي توحي بالمراجعة الشكلية على أنها أخلاق يتوجب حضورها في نفس المُعلّم، وبالتالي ما حدث لا يعدو كونه محاولة من الشيوخ لتعزيز مكانتهم أخلاقيا بين محبيهم، بينما يتجنبون أي فرصة لنقد مذهبهم كما ينتقدهم خصومهم من العلمانيين مثلا..وإلا صاروا هدفا يتهموا من خلاله بالخيانة والكفر لصالح الأعداء..!

الشيوخ لن يتراجعوا سوى بعد أن يروا علماء كالفارابي وابن سينا والكندي وابن رشد مؤمنين مفكرين..ورموز علمانية معاصرة كالدكتور القمني باحثين معتبرين، ليسوا بالضرورة أن يوافقوهم الرأي ولكن على الأقل أن يحترموا رأيهم في الخلاف ويقبلوهم كبشر لهم حق التفكير دون وصاية أو حجر، وما دام الشيخ يرى هؤلاء العلماء زنادقة فلا مراجعة حدثت ولا فكر أصبح معتدلا، وهنا لن تُقبَل الازدواجية بحيث يقولوا الشئ ونقيضه، فلا يصح الجمع بين كونهم مؤمنين وزنادقة معا، لاسيما أن شيوخ السلفية بالذات يرون أن حضارة المسلمين تحققت بفضل الغزو والجهاد وأن عليهم تكرار هذا الغزو وفتح البلدان بالقوة العسكرية ليعيدوا إنجازات السلف، فكيف سيقبلون القمني مفكرا وهو الذي دعاهم من قبل لترك عقيدة الجهاد والغزو لكونها دخيلة على الدين أولا ولكونها ضد مصلحة المسلمين والبشر ثانيا..

كيف سيتراجع الشيوخ أنفسهم وهم ما زالوا مؤمنين بوجوب تقديم النقل على العقل؟..إن أهم محاورة بين سلفي وغيره هي عديمة الجدوى لقيامها على أساس عقلي يرفضه السلفي أصلا..مما يعني أن قبول شيخا وهابيا لأي حوار مع خصمه على أساس عقلي فهو اعتراف مبدأي بترك هذا الشيخ مذهبه قبل المحاورة، وعليه فمراجعة الشيخ مذهبه يتطلب منه الإيمان بحاكمية العقل كدليل تشريعي وأداه نظرية ومادية لفهم الحقائق، وهذه قصة طويلة وطريق صعب جدا ملئ بالأشواك والامتحانات لم يجرؤ أي شيخ سلفي - ممن يشار إليهم شكليا بالمراجعة - أن يسلكوه..

إن أبسط ظواهر المراجعة عند الشيخ هو أن يتصور شكلا آخر للدولة غير الذي يعتقده ومحفور في ذهنه، فهو يتصور دولة إسلامية تحكم بالشريعة والحدود وتمنع الربا والكفر والردة، وتأمر بالجهاد والغزو..هذا التصور لم يخالفه أي شيخ سلفي بعد ولا زالت دعواتهم على قنواتهم الفضائية وخطبهم المنبرية تدعو لهذا الشكل رغم تطبيقه على يد الدواعش، بل ويبرروا ما حدث من جماعة البغدادي على أنه ضلال وخارجية ما كان ينبغي أن تكون رغم أن ما فعله البغدادي هو عين ما كان يطلبه هؤلاء الشيوخ على المنابر والفضائيات وشبّعوا به عقول العامة طيلة عقود وحشدوا به الدهماء ضد كل مختلف في الرأي، ولا زالت سوابقهم تلك منشورة على الإنترنت لمن شاء أن يراجعها..

إن الشرط الأساسي لمراجعة الشيوخ أن يؤمنوا بالعلم وحاكمية العلم التجريبي على ما سواه حتى على ما فهموه على أنه دين، بمعنى أنه لا يجوز رفض الطب لصالح حبة البركة مثلا، ولا يجوز رفض الفيزياء والفلك لصالح انشقاق القمر وتسطيح الارض، ولا يجوز رفض البيولوجي والداروينية والتطور لصالح قصص الخلق، ولا يجوز رد التعايش والسلام لصالح الحرب والغزو، لاسيما أن العالم يعيش الآن نكبة (وباء كورونا) الذي قتل 13 ألف إنسان لهذه اللحظة ولم يفعل الشيوخ أي شيخ لمقاومته سوى الدعاء، بينما اجتهد الكفار في صنع المصل والدواء والعلاج لإنقاذ البشرية.

وعلى هذا النحو لنا حق السؤال: ما الذي أفاد البشرية من وجود الشيوخ؟..هل انتفع الكون بوجود الكهنة أم العلماء؟..هل تضررت الأرض بوجود الطبيب أم الشيخ الذي يدعو للغزو؟..هي انتفع الناس من نصائح العقلاء والفلاسفة في التوعية بأهمية الوقاية أم من شماتة الشيوخ في ضحايا كورونا بدعوى أنهم كفار وأن الفيروس جندي من جنود الله جاء ليجبرهم على لبس النقاب، لاسيما أن دعوى النقاب هذه تعارضها مثلا دعوى التحية الأسيوية بالانحناء دون المصافحة، فلو كان النقاب يحمي من كورونا فالتحية الأسيوية تحمي أيضا..فلماذا يفتي الشيوخ بأن النقاب فرض ديني وأن كورونا جاء لعقاب الناس الممتنعين عنه وهم يتلون نصوص المصافحة – الناقلة للفيروس - على أنها واجب ديني واجتماعي؟

وأخيرا: إن المراجعة الحقيقية للشيوخ تبدأ من عدم تقديسهم للنصوص وعبادتهم لله بالمذهب وأقوال الأئمة، فالإنسان يجب أن يتعبد لله بالإنسانية لا بالمذهب ولا حتى بالدين، فالله أرسل محمدا (رحمة للعالمين) برهم وفاجرهم..كبيرهم وصغيرهم..مؤمنهم وكافرهم، فلو تعبدوا بالمذهب سيكرهوا كل مسلم مخالف، ولو تعبدوا فقط بالدين سيكرهوا كل غير المسلمين، وأحسب أن ذلك هو الشائع الآن وتسبب في أن المسلم أصبح كتلة من الحقد والكراهية والانتقام ضد الآخرين، ووجوده أصبح خطرا على الكوكب..بينما لو تعبد لله بالإنسانية والعقل والصفح للزم طريق الأنبياء الذين بُعِثوا لإحياء الأرض لا إماتتها..بعثوا لمصلحة الناس لا ضررهم، ووصول هذا المعنى كافيا ليتراجعوا ليس فقط عن فتاوى العنف والكفر..بل عن كل ما يخالف عقولهم الطبيعية وضمائرهم الإنسانية ورحمتهم في لحظة صدق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اسمهم الاحبار
ابراهيم الثلجي ( 2020 / 3 / 23 - 14:37 )
اخي سامح في حالة الشيوخ والمشيخات والكهنوت والكهنة اقترح عليك استعمال اسمهم الحقيقي الذي سيريحك في التعبير ويريح المتلقي لمقصدك مدعما بالايات الفصل دونما حرج او خلخلة فكرية عنده
خاصة وانت تتحدث عن أسماء رنانة لها قرقعة وجعجعة ولكنك لا ترى طحنا
اسمهم يا صديقي الاحبار
واسمع لما يقوله فيهم رب العالمين ولا اقصد أسماء بعينها بل المقصود هو الموديل؟
إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ ﴿-;-٣-;-٤-;- التوبة﴾-;-
اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ
إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ-;- يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ۚ-;- فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا ۚ-;- وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ
واذا تلاحظ في الاية الأخيرة لم ينكر عليهم الحفظ والترديد ولكن اخلاص العمل لب فكرتك

اخر الافلام

.. شبكات | مكافآت لمن يذبح قربانه بالأقصى في عيد الفصح اليهودي


.. ماريشال: هل تريدون أوروبا إسلامية أم أوروبا أوروبية؟




.. بعد عزم أمريكا فرض عقوبات عليها.. غالانت يعلن دعمه لكتيبه ني


.. عضو الكنيست السابق والحاخام المتطرف يهودا غليك يشارك في اقتح




.. فلسطين.. اقتحامات للمسجد لأقصى في عيد الفصح اليهودي