الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وباء الكورونا : اليوم السادس للحجر المنزلي

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2020 / 3 / 23
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


قرأت في جريدة الصباح : كانت احتمالية انتشار الأوبئة محسوبة منذ وقت بعيد كنتيجة للاضطرابات التي ترافق سيرورة العولمة ، مثلها مثل ظاهرة " الإرهاب " . هذه المعطيات التي خلصت إليها في موضوع الأوبئة دوائر علمية من خلال دراسات موثقة ، تلازمت مع تقارير أعدتها أجهزة مخابرات دولية حول مسألة " الإرهاب " بما هو أيضا عامل مسبب للفوضى في البلاد ، الأمر الذي يعطل قدرات الناس على التنظيم و التفكير و التقرير . هذا من ناحية أما من ناحية ثانية فمن المعلوم أن الإنسانية جمعاء ستكون معرضة في السنوات القادمة لآفات جرثومية و بائية متتالية ، ذلك مرده إلى أمور كثيرة منها تزايد عدد الناس على سطح الكرة الأرضية مقابل تناقص التنوع البيولوجي الذي ينعكس اختلالا في التوازن بين اجناس من الكائنات الحية التي انقرضت أو هي في طور الانقراض و بين الشبكة الغذائية التي كانت تعتمد عليها ، بالإضافة إلى التلوث و التمادي في الاعتداء على الغابات و الأرض الزراعية . و ما يزيد الطين بلة في هذا السياق أيضا هو الاكثار من استخدام المواد الكيمياوية و المضادات الحيوية و البذور المعدلة جينيا في تربية المواشي و الدواجن و في الطب البشري و في الزراعة ، ينجم عنه أحيانا ولادة جراثيم ذات مقاومة قوية و أحيانا أخرى جراثيم جديدة لا يمتلك الجسم البشري وسائل مناعة حيالها .
أعود بعد هذه التوطئة الطويلة ، لكي اسلط الضوء قدر المستطاع على مسألتين :
1 ـا العولمة ، ضمن الحدود التي تهم الانسان العادي الذي يحتاج إلى فرصة عمل يحصل من ورائها ما يلزم لتلبية متطلبات العيش . لا جدال في أن العولمة تقلص فرص العمل ، أما في ما يتعلق بمتطلبات العيش أي توفير المؤن الغذائية ، الطبابة ، التعليم والسكن ، الطاقة ، ومياه الشفة ، والوقاية العامة و شروطها ، فأن ما يهم نظام العولمة القائم أساسا على حساب مردودية التوظيف ومضاعفة الأرباح بناء على معايير السوق المفتوحة ، هو النتيجة المباشرة في الحاضر و ليس المستقبل . بكلام أوضح إن ما يناسب هذا النظام هو يد عاملة رخيصة إلى جانب خصخصة التعليم و الطبابة و المرافق الحيوية ، بالإضافة إلى حصر مسؤولية الدولة بجهاز أمني قمعي من أجل منع الاحتجاج الشعبي و مراقبة التيارات الفكرية الاجتماعية و السياسية من أجل تقييدها و إفشالها .
مجمل القول أن نظام العولمة التي تعمل على فرضه بأساليب و وسائل وحشية الولايات المتحدة الأميركية و الدول الإمعة ، هو مُنتج في جوهره للأزمات الاقتصادية والاجتماعية المتكررة و للفوضى ، كونه مبنيا على مبدأ الغاية تبرر الواسطة و على المنافسة غير العادلة حتى إلغاء أو محو الخصم بأية طريقة ومن ضمنها العنف إذا أقتضى الأمر
2 ـ لا شك في ان الإرهاب لاعب كبير في سيرورة نشر الفوضى . هنا تجدر الملاحظة أن الإرهاب " الحالي " مرادف للإرهاب الإسلامي ، هذه حقيقة لا مفر من التسليم بها ، و لكن هذا لا يمنع من التساؤل عن الأيدي التي تحركه ، لا سيما أن من السهل الآن الرجوع إلى تحقيقات صحفية و بحثية ناهيك من التصريحات المنسوبة إلى مسؤولين في الإدارة الأميركية و في الدول الأوروبية الإمعة ، التي تبرر الظن بأن الولايات المتحدة الأميركية وحلفاءها في أوروبا وفي المشرق العربي و شمال إفريقيا أمدوا منظمات مثل الإخوان المسلمين و تلك التي تفرعت عنهم تحت أسماء متنوعة و متحولة لمسمى واحد ، بالمرتزقة و الأموال و السلاح و القيادة الميدانية و المعلومات !
خلاصة الكلام أن الولايات الأميركية و الدول الأوروبية الإمعة يتصرفون كما لو كانوا حكام العالم فيستنسخون أقبح تجارب الديكتاتورية الي عرفها الناس خصوصا في اشعال الحروب الداخلية و في استخدام الدين كوسيلة للانقلاب على الحكم أو لإسقاط الدولة منعا لإنجاز المشروع الوطني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قميص -بركان- .. جدل بين المغاربة والجزائريين


.. مراد منتظمي يقدم الفن العربي الحديث في أهم متاحف باريس • فرا




.. وزير الخارجية الأردني: يجب منع الجيش الإسرائيلي من شن هجوم ع


.. أ ف ب: إيران تقلص وجودها العسكري في سوريا بعد الضربات الإسرا




.. توقعات بأن يدفع بلينكن خلال زيارته للرياض بمسار التطبيع السع