الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كورونيات

امين يونس

2020 / 3 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


*عّرى وباء كورونا العديد من الأوهام التي كانتْ مترسخة في الأذهان : القوّة الخارقة للولايات المتحدة الأمريكية والغرب عموماً / حقوق الإنسان والعدالة التي طالما تبجح بهما ما يُسّمى العالَم المُتقدِم / القوانين الدَولية المُنصِفة التي تحكم العالَم / مصداقية الإعلام العالمي المُسيطِر / النظام الرأسمالي والسوق الحُرّة المُوّفِرة للتنافُس الشريف / قُدسية بعض المُدن والأماكن والمزارات / حصانة الرؤساء والمسؤولين الكبار … إلخ . ثلاثة أشهر فقط من ظهور كورونا ، كانتْ كافية لتبيان نفاق وحماقة المفاهيم التي كانتْ معشعشة في رؤوسنا حول " الثوابت " أعلاه .
* هذا لا يعني أن " الشرق " أو الصين وروسيا والهند ، مثلاً ، هي مثال للعدالة والمصداقية ، فهي مُنخرِطة شاءتْ أم أبَتْ في النظام العالمي الرأسمالي المتحكم وخاضعة لشروط السيد الكبير أي [ الدولار ] والنظام المصرفي المُفّصَل على مقاس الرأسمالية والنيوليبرالية الجشعة والتي تمثلها خَير تمثيل الولايات المتحدة ، فتفرض عقوبات وحصار على كُل مَنْ يحيد عن " الصراط المستقيم " ! .
ولكن للإنصاف ، يجب ذكر النجاح الكبير للسلطات الصينية التي إستطاعتْ بإرادةٍ فولاذية ، كبح جماح الوباء الغادِر ، وكذلك كوريا الجنوبية فعلتْ ذلك وسبقتْهما تايوان أيضاً .
* الإعلام العالمي المسيطِر من خلال وسائل التواصل الإجتماعي ، يتعمدُ ترويج أخبارٍ متناقضة ومعلومات متنافرة ، حول وباء كورونا ، بطيفٍ واسع من أنباء تتراوح بين التقليل من أهميته والإستهانةِ بتأثيره من ناحية والتهويل بمخاطره والترويع بنتائجه ، من ناحية أخرى . بحيث اننا نرزح الآن تحت وطأة فوضى كبيرة و " ضاعتْ " علينا ، فلا ندري أي المعلومات صحيحة وأيها خاطئة ! .
* لم تستطع الوسائل القمعية للسُلطة في بغداد ، والميليشيات المنتشرة ، بكل ماقامتْ بهِ من قتلٍ متعمد للمتظاهرين السلميين وإغتيالٍ للناشطين والناشطات وخطف وتعذيب وحرقٍ للخيام ومُلاحقة المعتصمين … إلخ . لم تستطع إنهاء الحِراك الثوري الشبابي العارم في بغداد ومحافظات الجنوب والوسط . لكن وباء كورونا نجح في ذلك [ ولو مُؤقتاً ] . وباء كورونا الغاشم مُتحالفٌ مع وباء فساد الطبقة الحاكمة وميليشياتها .. لكن الشباب الواعي الثائِر الذي " ليس لهُ مايخسره غير قيوده وبؤسه " سينتصر حتماً في النهاية ، على الوبائَين .
* الشاعر الكردي الكبير " بدرخان السندي " ألقى قصيدة جديدة قبلَ أيام عنوانها [ كورونا ] ، تنقط منها المَرارة حد البُكاء ، يُخاطِبُ فيها كورونا قائِلاً ما معناه : "… يا سّيد الأوبئةِ .. أنتَ تغيرُ على الدُولِ .. دولةً دولة … لكننا نحنُ الكُرد ليس عندنا دولة … نعم نحنُ لسنا دولة ياكبير الفيروسات … نحنُ لاشئ ! … تُهاجِم مُجتمعات واحدة تلو الأخرى … لكننا لسنا حتى مُجتمعاً ! .. لسنا سوى مجاميع هنا وهناك .. نحنُ لاشئ .. فتذّكَر ياسيّد الأوبئةِ ذلك " .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟


.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على




.. شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة الجزار في مدينة غز


.. قوات الاحتلال تقتحم طولكرم ومخيم نور شمس بالضفة الغربية




.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية