الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مابعد طوفان الكورونا .

الطيب آيت حمودة

2020 / 3 / 24
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


الله أعلم بتقدير [ نتائج ] جائحة انتشار وباء الكورونا بين بشر المعمورة،خسائر بشرية ، وخسائر إقتصادية ... ، وتردي العلائق بين المنظمات السياسية والإقتصادية وعلائق الشعوب مع أنظمتها .

°°لا شك وأن الأزمات الخانقة ستُظهر الكثير من الرداءة ، وسوء التقدير والتدبير ، ولا شك وأن أمم العالم ستُعيد ترتيب أمورها الداخلية والخارجية وفق حاجات جديدة فرضتها وتفرضُها قوى العولمة ، أوأبانت قيمتها قوة الأزمة الصحية .

°° فلا أستبعد مثلا اختفاء منظمات عالمية كانت قوية شكليا وظهرت سلبيتها أيام المحن ، ( كالإتحاد الأوربي ،وجامعة العرب ، والإتحاد الإفريقي ....) ولا أستبعد أن تتأزم العلائق بين الشعوب وأنظمتها وتحدث شروخات وتبدلات عميقة تمليها حاجات الحاضر والمستقبل .

°°ولا أستبعد قيام [ خطة مارشال جديد ة ] تحت رعاية دولة الصين القوية بطاقتها البشرية ، فالأ زمة كشفت عن تغول اقتصادي صيني بارز ومخيف لدول الغرب ، فقد أصبح البساط الأحمر يفرش للصين ابتداء من بوابة إيطاليا و أسبانيا الللتان حظيتا بعم صحي صيني لوجيستي ، يمهد لانقلاب قوي على أمريكا ، فالإتحاد الأوربي أظهر عجزا كليا في تسيير محن الدول الأعضاء فيه خاصة الهشة منها (كصربيا واليونان ) .... وستختفي حتما جامعة الدول العربية التي كانت سلبية في قراراتها .. ولم تنجح منذ تأسيسها في إيجاد مخارج لأزمات العرب فيما بينهم ؟ ! ، وفيما بينهم وبين أسرائيل ! ، أ ومع دولة الملالي الإيرانية !؟ التي ما فتئت تهدد المشيخات الخليجية ، أو ايجاد مخارج آمنة لصيرورة ما وقع في اليمن وسوريا والعراق و ليبيا عبر بوابة ما سمي بالربيع العربي ، كما أن الإتحاد الإفريقي سيذهب أدراج الرياح ، أما الإتحاد المغاربي فقد ولد ميتا فلا أمل يرجى منه .

°° علائق الدول فيما بينها ستعرف إعادة الترتيب ، فعند المحن تظهر جدية الصداقة ويظهر الصديق والمنافق ، فالأتراك الذين عاملوا مسافرينا بقسوة في مطار اسطمبول له دلالا ت قيمية ستؤخذ بعين الإعتبار في علائق المستقبل ، فالشعوب لا يمكنها أن تنسى الذين أهانوها .

°° كثير من الشركات العالمية ستفقد توازنها وستخسر مقدراتها ، وسينهار الإقتصاد العالمي جراء العطل العام والشلل الكلي ، فمعظم الأساطيل التجارية توقفت عن نشاطها ، ومصانع كبرى أوجبرت على إحالة عمالها للتسريح المؤقت ، وشركات الطيران ستتكبد خسائر كبرى جراء غلق المجال الجوي للدول و حظر السفر نحوها .

°° في الداخل قد تسقط أنظمة، وتسوء العلائق أكثر [ بين الشعوب وأنظمتها] خاصة التي أبانت عجزا في تسيير الأزمة ، ففي الجزائر [سيعود الحراك لسابق عهده وبأكثر قوة ] ، وبيده الكثير من أخطاء تسيير الأزمة ، ناهيك عن ترسبات الماضي البئيس ، فالشعب الجزائري عبر [ المجلس التأسيسي ] سيعيد ترتيب أولويات الأمة وتحديد استراتيجيات المستقبل ، بإعادة ا لنظر في مآلات التربية عموما ، والتربية الدينية خصوصا ، وإعطاء قيمة إضافية للعلوم بدل الإهتمام بالجانب الديني الذي أنتج مجتمع سلبي إتكالي على ما ينتجه غيره ، فبناء المسجد الأعظم وما استنزفه من مال كان الأجدر توجيهها لتحسين أداء الجامعات والمنظومة الصحية ، كما أن وزارة المجاهدين يجب أن تلغ ، فلا يعقل أن يكون هناك مجاهدون بعد 58 سنة من الإستقلال ، كما أن وزارة الدفاع التي تحتكر ربع مزانية الدولة حرَم قطاعات أخرى منها ولو هي أكثر قيمة استراتيجيا .
°°فشعوب العالم ستتكاثف من أجل إعادة النظر في سيرها واتجاهها ، (فطموحات ) الشعوب في اللحاق بركب النماء العالمي( تحطمها غالبا أنظمة أستبدا دية شمولية ) تركز على الحلول الأمنية ،والردع ، وعمل المخابرات ، فلا أعتقد بأن قوتنا العسكرية قادرة على مجابهة القوى العظمى لأنها لا تملك مؤهلات ذلك ، فالجيوش التي تعتمد على سلاح مستورد لا تصنعه بنفسها هي جيوش صورية تسقط بسهولة ، كما سقطت بغداد ، وسقط صدام حسين بعنترياته أمام زحف الأمريكان ذات يوم ، فجيوشنا حاليا هي جيوش في خدمة الأنظمة وترهيب شعوبها و دفعها للخذول والإنصياع ليس إلا ، فهي ليست [ جيوش شعبية ] وإنما جيوش في خدمة النظام ، .

°°تفشي وباء الكورنا وفشل العالم في مجابهته بخبرته العلمية وأدينانه البوذية والكونفوشية والإسلام و اليهودية والمسيحية ، فلم تعد أيات اللطيف وأدعية الأديرة والرهبان والحاخامات بقادرة على وقف [الزحف الرهيب للكورونا ] الذي لا يمكن صده إلا بالإبتكار العلمي والبحث عن مكونه و مكن قوته ، فقد يكون تعاطي البشر [ للمضاد الحيوي ] هو السبب في عجز الجسم الدفاع عن نفسه لأن منظومة الصحة عودته الإتكالية ودربته على الخمول والكسل ، وهو ما شيبشر بإعادة النظر في أساليب التطبيب الحالية بايجاد بديل ايجابي لمنظومة حماية الأجساد وتقوية الروح المعنوية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرد الإسرئيلي على إيران .. النووي في دائرة التصعيد |#غرفة_ا


.. المملكة الأردنية تؤكد على عدم السماح بتحويلها إلى ساحة حرب ب




.. استغاثة لعلاج طفلة مهددة بالشلل لإصابتها بشظية برأسها في غزة


.. إحدى المتضررات من تدمير الأجنة بعد قصف مركز للإخصاب: -إسرائي




.. 10 أفراد من عائلة كينيدي يعلنون تأييدهم لبايدن في الانتخابات