الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يفكك الفيروس المنظومات البشرية فوق كوكب الأرض ؟

عائشة التاج

2020 / 3 / 24
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الفيروس وخلخلة منظومات كوكب الأرض البشرية.

يعيش كوكب الأرض برمته حدثا اسثنائيا لم تتوقعه أعتى ترسانات الاستخبار بكل تجهيزاتها التكنولوجية المبهرة وبطواقمها البشرية ذوي المهارات البطولية المثيرة للدهشة أحيانا كما تصورهم لنا هوليود وربيبتها .
من كان يتوقع ان فيروسا صغيرا جدا سيقهر البشرية برمتها ولو لمدة محدودة ؟
من كان يتوقع أن تتفكك الاتحادات والتكتلات الكبرى بهذا الشكل، كي تنكمش كل دولة على نفسها ،تحصي ضحاياها ،تغلق حدودها الجوية والبرية
مؤمنة كل الإيمان بأن
الأذى لا يمكن أن يأتي إلا من الآخر ،
الآخر هو العدو
تتفكك الروابط وتهيمن سيرورة العزل

داخل كل بلد ،تعلن السلطات حالة الطوارئ
وتعبئة كل إمكاناتها لتطبيق شعار العزل والتفكيك الاجتماعي
لا مجال اطلاقا لكل تجمع بشري
، سعي حثيث لتفكيك الروابط الجسدية على الأقل إلى مداها الأقصى
تلك الحبال اللامرئية التي قد تربط هذا الجسد بذاك
يتم تمطيطها لأبعد مدى لعلنا نحد من أمكانيات العدوى وانتشار هذا الفيروس الفتاك عبر الأجساد البشرية من هذا لذاك

تنزل السلطات بكل جبروتها ، تستعرض عتادها اللوجيستيكي
لفرض هيبتها وتنفيذ قرارات
اتخذت على وجه السرعة لحماية الوطن ضد فيروس فتاك قد يقضي على الصحة العامة وبالتالي على الاقتصاد و ما قد يرتبط به من كل مجالات الحياة الحيوية

تبتلع الدور والمساكن اغلب الأجساد ، تفرغ الفضاءات العامة للمدن من حمولتها
يتم توقيف السيارات والحافلات
الا من إعداد جد نادرة تضمن السير العادي لحياة غير عادية
وحدهم الضروريو ن جدا جدا يضمنون سيرورة دورة الحياة العامة .
تطفو غريزة البقاء على السطح ،يتهافت الناس على المواد الغذائية ،تفرغ بعض رفوف التموين الغذائي
الازدحام والتدافع والهلع
وشيء غير قليل من عطف الإنسان على أخيه الإنسان
ينفلت من جيوب الأنانية و الحرص على الذات .
فالأنانية والرحمة شيئان متوازيان لكنهما قد يتواجدا على الركح في نفس الحين ، تلكم حكمة الخالق لا محالة اذ جعل دورة الحياة خاضعة لصراع الأضداد دوما وأبدا


طاقة الخوف والهلع :
أولئك الكبار جدا ، الجبابرة المسيرون للعالم يتبادلون التهم بينهم :كلام إعلامي او حتى دبلوماسي عن فرضية المؤامرة والحرب البيولوجية لأسباب التفوق الاقتصادي ثم الاستراتيجي على العالم
الشك والحذر والتنافر سيدا الموقف

الأجهزة الدولية : تهتز توازناتها ما بين القوى المتجاذبة ، تحاول جادة تدبير التناحرات والتنافرات بقرارات توجيهية ذات طابع تنسيقي للحد من تداعيات الفيروس على الصحة العامة للبشرية من خلال نشرات يومية تعكس تطور الفيروس وتطورات الأبحاث لتطويقه حسب المعطيات التي يجود بها كل بلد على حدة

الجبابرة الصغار :

الأصغر منهم ، يمتشقون شعار الوطنية كجواب جاهز هنا والأن ، ينخرطون ضمن السباق في الحرب على الفيروس بحزم ومسؤولية ، ويعلنون حالة الطواريء ،
الآخر هو العدو ،الآخر مصدر الشر ، العدوى لن تكون الا خارجية فلنغلق الحدود
كل الحدود
تقام السياحات والمتاريس ما بين الدول وما بين المدن بل حتى الأحياء. فرخصتك للتسوق لا تسمح لك الا بحيز مجالي قريب من بيتك

يتم تصريف قرار العزل الاجتماعي الذي سمي حظرا صحيا بلغة الصرامة حتى وان جاءت بشكل متدرج

يتم اخراج الأموال المذخرة ، طاقة الخوف تجعل حتى لصوص المال العام
يسعون لتبييضها بمنح كريمة للصناديق ،لربما كان الخوف من الموت يجعل الإنسان يخاف مصيره الآخروي والعقاب المنتظر هناك

يخرج العسكر والمدرعات وكل وسائل الترهيب المادية والقانونية لاجبار المتنطعين على الامتثال
بعد ان استنفذوا وسائل الترغيب والتحسيس من خلال الإعلام الرسمي وشبه الرسمي كوسائل التواصل الاجتماعي
هي كلمة واحدة غير قابلة للجدل
ذلك أن البلدان التي يكثر فيها الجدل ، تأخرت فيها القرارات فاستبد بها الفيروس
لا سبيل لمواجهة استبداد الفيروس غير الاستبداد بالقرار لأضيق دائرة ممكنة
نحن نقرر وأنتم تنفذون لا خيار لكم .
غير الامتثال ، نحن آباؤكم نخاف عليكم ونحميكم

الناطقون باسم الشعب يوجهون النداءات للشعب ،وتتعدد النداءات فالكل يتوجه للكل ،الكل يمتشق كزعيم صغير يعطي النصائح والتوجيهات لغيره
وكأن لسان حاله يقول : أنا منضبط والآخر هو الفوضى وهو الحامل المحتمل للفيروس
أصابع الاتهام تتوجه دائما للخارج ،ولكل خارجه

الهيئة الطبية بمختلف مهنئيها على خط النار ، مواجهة مباشرة مع الفيروس ، تعبئة عامة وحثيثة ،تضحيات جسام بامكانيات تبقى محدودة لدى أغلب الأنظمة الصحية ، التي تعتبره مجالا غير منتج وبالتالي فهو يأتي في الدرجة الثانية ،
حيث يكون الإنسان برمته في خدمة الرأسمال لا العكس

مالذي يمكنه استخلاصه من هكذا وضعية ؟
وكيف يمكننا التصرف بشكل حصيف ؟!

في المقال التالي
يتبع









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهاجمة وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير وانقاذه بأعجوبة


.. باريس سان جيرمان على بعد خطوة من إحرازه لقب الدوري الفرنسي ل




.. الدوري الإنكليزي: آمال ليفربول باللقب تصاب بنكسة بعد خسارته


.. شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال




.. مظاهرة أمام شركة أسلحة في السويد تصدر معدات لإسرائيل