الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من حكايات قريتنا

عيسى بن ضيف الله حداد

2020 / 3 / 24
الادب والفن


هو المشهد، موسى الوراد فتى من قريتنا.
ها هي ذي حوران - قبل أن يدنسها الطغيان.. في يوم أمسي، حوار داخلي ذكرني بها..
واقعة جرت عام 1969 - كنت فيها شاهدع يان.. مسرحها قريتي - رخم..
في قريتي الصغيرة - - التي لا تكاد تظهر على الخريطة، جرت الحادثة الآتية..
تعريف - مجتمع قريتي منذ أن نشأت - نسيجها السكاني مسيحي- ارتذوكس وكاثوليك - فيها كنيستان - الأرتذوكسية تعود بتاريخها للقرن الرابع ميلادي..
قيض لعائلة مسلمة، من قرية الحراك
المجاورة أن تقطن القرية، وتندمج في مجتمعها بالكلية، بسرعة زمنية قياسية..
لم تكن القرية تعرف الطائفية ولا قرى الجوار..
الحادثة والمشهد: موسى وراد، ملازم أول - ابن تلك العائلة المسلمة - راح ضحية حادث سيارة..
في العرف الديني - يستدعي التقليد الشعبي – أن يصلى عليه إسلامياً –لا جامع في قريتي..
تمت الصلاة على الفقيد في جامع المحطة، في مدينة درعا..
لحظة الدفن تأتي.. أين سيكون..؟ يطلب الإمام من والد الفقيد أن يدفن في مقبرة إسلامية - حسب العرف السائد..
ما كان من أمر الأب سوى الرفض المطلق-.. هذا الأب الذي لم يتح له زمنه الدخول في مدرسة، العامل في لبنان..
أعلنها بجرأة وفوق رؤوس الأشهاد، وبكل إصرار وشجاعة: سيدفن ولدي في مقبرة المسيحيين في قريته وفي وسطها.. أنا لي القرار, وهدد بالانتحار وسط الجامع - إن حصلت معارضة ..
تم وضع الجثمان في حوش كنيسة الأرتذوكس.. يتبارى أهل القرية، في توزيع القهوة العربية على الجمهور، كتقليد سائد.. أجراس الكنيستين تًقرع برنينها الحزين..
سار الموكب بجمعه الغفير، يتقدمه خوري الأرتذوكس والكاثوليك والإمام، جنباُ إلى جنب..
ضم الموكب، أهل القرية كلها ووفود من القرى المجاورة الإسلامية الديانة، ووفود من القرى الدرزية المتاخمة لقريتنا - وسرية من الجيش - ونخبة من فرع الحزب والسلطة في درعا ..
أمام جسد الفقيد، تمت تقاليد، أسلامية ومسيحية..
وأتى دورنا، جرت العادة في تلك القرية، أن تلقى الكلمات، تعدد مناقب الفقيد، وتترحم على فقدانه.. علي أن أرثي صديق طفولتي ورفيق فتوتي.. وكانت لي كلمتي، العلمانية الفحوى والوطنية بأتقى المحتوى..
لم يكن ذلك مستغرباُ في جيلي آنئذ.. بكل فطرة ودونما تصنع..
في يومي، أقول لي ولغيري- هل جرى مثل هذا الموقف في أي نجع على المستوى الكوني..!!
ها هي ذي هي حوران وأوسع من حوران.. قبل أن يدنس الوطن نظام الطغيان..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما