الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كؤوس المختلف ..

عبد الرحيم الرزقي

2020 / 3 / 25
الادب والفن


… كأس طافحة بالحزن ، مغموسة فيه .. ما يستقر على جدار القلب ينأى عن العين بعيدا بعيدا .. ذاك البعيد عن سراب الماء وأكثر .
وذاك العصفور الذي هو روحي ، كيف له أن يصحو ويلهو بين يديك ؟؟ .. كيف له أن يسكر ويثمل حتى ؟؟ ..
ماء أنت يا كاسة عشقي التي غافلتني في رمشة عشق ثم تبخرت .. شديد هذا الأسف هنا لأنك كأس طافحة بالحزن .. مغموسة فيه .
… أفتح سماوات قلبي لعصفوري الذي أضحى عجوزا ..أرجوك لا تقل لي بلغة العشق يا سلطان السكارى ما قد يجوز وما قد لا يجوز …
أرجوك كن عكازة ما عشش فيك من تعب لأنها لا ولن تخاطبني لغة اليأس لتقول : أتوب ؟ .
أرجوك كن واضحا فاضحا حتى غيابات القبر . لأنه لا يستساغ أمرنا .. لا لنا .. ولا لله بغير ذنوب .. إذ كلما أخفى الآخرون عهرهم .. إلا وكشفت عريي جهارا .. لأنها خمرة الحب لا تسقى إلا بالعلن .. فيطفو حديث العاشقين شفافا دونما حاجة إلى رموز ..
اسقنيها إذن يا سلطان بنات الكرم ، يا مليك خليلات العنب .. يا عصفوري العجوز ..
أرجوك لا تقل لي ما قد يجوز .. وما قد لا يجوز ..
كانت أشجار نيسابور حول قلب الشيرازي كثيفة حتى حجبت عنه الرؤيا .. وكان لابد لي من سهر حتى يكشف الضياء طيوفها .. كان الانتظار مترادفا مصاحبا غصة الترقب .. كان طويلا ..
آه ، كم طال الانتظار يا ربي حتى تتوضح معالم الطريق صوب أشجار نيسابور ..
أريج الكمثرى التي غارت على ما يبدو من أريجها ، والنرجس الذي مال إلي مصوبا تابعا بل ، أنا الذي يتبعه ، كيف جد لي تيهاني خلف فساتينها العذراء ؟ .. وكيف أضاعتني في لغة العشق دروبي ؟ ..
آه ، كيف انتظرت يا الله .. ونيسابور من خلفي ومن أمام .. وهي موجودة حتى في بعيد البعيد ، وأنفاسها مهما بعدت بدت صيفا يجول بقربي ..
القلب في قفص الشيرازي متقلب والإجابات عبث والحلول أسطورة .. وأنا من التيه فاقد طريق ، أستقصي كسر شوكة العشق وألم الوخز على جدران الروح .ز توسل الشيرازي إخراجي من معضلة الورطات . وها قد طال بباب الله انتظاري حتى استحلى مني الجسد الوقوف .. مازلت أطلب الغفران .. أنتظر المفتاح ، مفتاح القلب عنيد كجدران نيسابور وبساتينها .. مفتاح نيسابورأبغي ، وأريج حدائقها هما متركات الله . رهينتا ابتهالات .. وتوسلات ..
وسواء كان .. أم لم يكن، ستظل الترهات .. وسيظل الله في الظل يراقبني ، وأنا تحت عمود نور في درب مولاي عبد القادر .. أراقب هذا الشيخ الصوفي على ضوء مصباح البلدية وأسمع الشيرازي .. وبين رجلي قنينة ” اسكود ” مسحت بها عشية رديئة .. وكلفت نفسي كثيرا لأقرأ شاعرا منبوذا اسمه نور الدين . هذا المنزوي الذي يدخل مسودة قلبي بلا مشوار . هو نفسه الذي يصبغ بنبل قراءته للشيرازي على واقفات روحي . أشياء من تعب التذكار .. ولوعاتي التي دارتها الحقب البائدة .. وأرغمتني على القرفصاء قرب الأطياف . أطياف الحضرة العتيقة التي غدت مجرد فلكلور ..
فيا أيها ” البومسوس ” الذي بوق ..
و يا أيتها الإسمنتيات الغاشمة ..
ويا أيها ” الكيف ” السيد الأمين ..
ويا أيتها الكاسات اللاسعة على الجوف ، قد حان الوقت أن نتفارق
لحيز من الزمان سنتفارق ..
لحيز من الزمان سأسألني :
أين كنت ؟؟ …
……………………………………………
عبد الرحيم الرزقي .. في مارس 2019








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الاردني أمجد الرشيد من مهرجان مالمو فيلم إن شاء الله


.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس




.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في