الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدونات الحجر الصحي في اليوم السابع !

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2020 / 3 / 25
مواضيع وابحاث سياسية



مدوّنات الحجر الصحي ، في اليوم السابع !
من المعلوم أن الرئيس الأميركي الذي يقود أٌقوى دولة في العالم ، اقتصاديا و عسكريا ، منح المستعمرين الإسرائيليين براءة الذمة من حقوق الناس الذين ابعدوا واغتصبت ارضهم في الضفة الغربية والجولان و من حق الذي هجروا من فلسطين في سنة 1948 ، ناهيك من سلوكه الذي يتسم بالنزق على صعيد العلاقات و القوانين الدولية . خذ إليك مثلا حروبه على العراق و سورية .ولكن هذا ليس موضوع البحث هنا .
فمن الطبيعي أن يثابر الرئيس الأميركي على اتباع هذا السلوك النزق ، انسجاما مع النظام الرأسمالي الجديد الوحشي ، الذي سهل له لكي يصير أحد أثرياء الولايات المتحدة الأميركية و من المعروف أن الثروة في هذه البلاد هي بطاقة لازمة و ضرورية من أجل الدخول إلى نادي الرؤساء المحتملين ، واستطرادا ليس مستغربا أن تشجع و أن تدعم الولايات المتحدة الأميركية وصول أتباع و مؤيدي هذه النظام إلى الحكم في جميع بلدان العالم ، بكل الوسائل و من ضمنها " الثورات" المسيرة من الخارج و الانقلابات العسكرية ، كونه يقود الدول إلى الارتماء في حضنها و الارتهان لها .
و لكن توافر الثروة اللامحدودة و القوة العسكرية القادرة يصنع جبابرة لا يقيمون وزنا للإنسان و القانون ، و بالتالي من شأنه أن يلائم ظهور العنصرية و السطو و الاغتصاب . لا أجازف بالكلام أن المتتبع لفصول السياسة الأميركية لا يجد صعوبة في اكتشاف طبيعتها الإجرامية.
ليس من حاجة في هذا السياق إلى أن نرتجع أمام الذاكرة تصريحات أدلى بها المسؤولون الأميركيون بين القينة و الفينة ، منذ أن أطلقوا عملية " الإرهاب الإسلامي " في أفغانستان ( التسمية لهم ) ، فأكتفي بتصريح للرئيس الأميركي الحالي في موضوع ليبيا " من حق الولايات المتحدة الأميركية أن تأخذ النفط . غريب أمر الجنرالات ، فهم لا يعيرون اهتماما كاف لطرق تحصيل المال ، و لا يدركون جيدا حقيقة أهدافنا فيضيعون على الولايات المتحدة فرص الاغتنام "
لقد أتضح هذا الميل لمن اعتادوا غض النظر ، من خلال الأخبار التي أفادت عن مساع أميركية لاجتذاب باحثين ألمان يعملون على فايروس كورونا عن طريق إغرائهم بالمال . بالإضافة إلى مكابرة الرئيس الأميركي حيال الوباء ، الذي ظهر في بلاده في منتصف كانون الثاني ، يناير الماضي ، عندما أعلن في مهرجان انتخابي في نهاية شهر شباط " لدينا 15 إصابة ، إن الوضع تحت السيطرة ما هي إلا أيام و يتماثلون إلى الشفاء فلا يكون عندنا أية إصابة " . (في هذا الوقت كانت الوباء في الصين في الذروة ) كما وصف الرئيس الأميركي نفسه في 9 آذار ، مارس الجاري ، الوباء بأنه مرض موسمي مثل الإنفلونزا ، و هذا أمر عادي " لن نتوقف ، العيش و الاقتصاد لا يتوقفان "
و لكن ما أبعد اليوم عن الغد ، فما أن بدأت في منتصف آذار ، عوارض الوباء تظهر في الأسواق المالية ، حتى سارع الرئيس الأميركي إلى الإعلان عن أنه أخذ المسألة على محمل الجد منذ اليوم الأول " أعقب ذلك بعد حوالي الأسبوع بقوله أن الوباء يشبه الحرب و " أنه رئيس في زمن الحرب " .
مجمل القول أن الرئيس الأميركي هو نتاج نظام و ذهنية مشتركة لدى قطاع مجتمعي طبقي يمسك بزمام الأمور في الولايات المتحدة ولكنه لا يمتلك على الأرجح مفهومية التضامن في مجتمع وطني . هذا ما يفهم في اعتقادي من الأخبار التي تفيد بان الوباء جعل بعض الأميركيين يقفون في طوابير طويلة أمام محلات بيع السلاح و الذخائر ، و يتهافتون على متاجر المواد الغذائية ،هذا مقابل عشرات الملايين من الأميركيين الذين يعيشون تحت سقف الفقر و يفتقدون للتغطية الصحية !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بمشاركة بلينكن..محادثات عربية -غربية حول غزة في الرياض


.. لبنان - إسرائيل: تصعيد بلا حدود؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أوروبا: لماذا ينزل ماكرون إلى الحلبة من جديد؟ • فرانس 24 / F


.. شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف




.. البحر الأحمر يشتعل مجدداً.. فهل يضرب الحوثيون قاعدة أميركا ف