الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دحض أكاذيب الأساتذة البرجوازيين حول أزمة كوفيد 19 العالمية

امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)

2020 / 3 / 25
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


يشرع الأساتذة البرجوازيون كعادتهم خلال كل أزمة من الأزمات المزمنة الملازمة للرأسمالية في نشر تحاليلهم السياسية البرجوازية، الغاية منها هي تلميع وجه الرأسمالية الملطخ بدماء العمال والفلاحين بالبلدان الإمبريالية والمضطهدة على السواء، الدماء التي يتم امتصاصها بالمناجم، المعامل، الضيعات، البحار، الغابات، المحميات، منابع المياه، الواحات وأينما تواجد الرأسمال المالي الإمبريالي، الذي غزى اليوم كل مناطق العالم وحول الطبيعة إلى جحيم يكتوي به الإنسان والحيوان، وأراق على حساب ذلك دماء ضحايا الحروب اللصوصية باسم محاربة الإرهاب ونشر الديمقراطية وحقوق الإنسان منذ 30 سنة مضت.

كل هذه التحاليل السياسية البرجوازية اليوم ترتكز على نقطة واحدة وهي من سيقود العالم بعد كارثة كوفيد 19 ؟ وكيف تصبح مراتب الدول الإمبريالية والإمبريالية الصاعدة مستقبلا ؟

بعض سمات التحاليل السياسية البرجوازية في ظل أزمة كوفيد 19 :

ـ تستبعد الأساس الاقتصادي العالمي الذي تلعب فيه الطبقة العاملة والفلاحون دورا كبيرا.
ـ هي سطحية لا تأخذ بعين الاعتبار أزمات الرأسمال المالي الإمبريالي التي تلازمه.
ـ تتم تحت الطلب وتسعى إلى زرع الأمل المفقود في نفوس الاحتكاريين الاقتصاديين والسياسيين.
ـ تلمع وجوه الإمبرياليين الصاعدين وتقطع الطريق عن الشعوب التواقة إلى الانعتاق من نير استغلال الرأسمال المالي للعمال والفلاحين.

يعمل المحللون السياسيون البرجوازيون كعادتهم، وهي مهمتهم، على تلميع وجه الرأسمال المالي الإمبريالي بتقديم إنجازاته في التجارة العالمية وتعمير المدن العالمية الكبرى، ويغضون الطرف عن جرائم الإمبريالية في حق الإنسان والطبيعة : الإبادة الجماعية في الحروب، تلويث الأنهار والبحار، الاحتباس الحراري، نشر السموم في الأغذية عبر الزراعات المعدل جينيا، نشر الأوبئة وعلى رأسها كوفيد 19، الذي تحول إلى أزمة عالمية برزت معها مأساة الاحتكاريين الاقتصاديين والسياسيين، التي تؤكد فشل النظام الرأسمالي في فرض نموذجه المدمر في أعلى مستوياته الاستغلالية في عصر الإمبريالية.
ترتكز هذه التحاليل في محورها الأساسي، على نقطة واحدة وهي تبادل الأدوار بين الدول الإمبريالية والإمبريالية الصاعدة، وتستبعد إرادة الشعوب في التغيير نظرا لطبيعة هذه التحاليل الرجعية، التي تنحصر حول مسألة إصلاح الرأسمالية، وتحارب إمكانية إسقاط النظام الرأسمالي في المدى البعيد، وتلوح بإمكانية إصلاح ما أفسده الدهر، عبر تقديم مساحيق جديدة قديمة من قبيل "التعاطف" مع الشعوب المفقرة، باعتبار ذلك البديل الممكن عن الاستغلال المفرط للطبيعة والإنسان.
وفي تحاليلهم يقوم الأساتذة البرجوازين، بعد صدمة كوفيد 19، بنفي إمكانية تغير مفاهيم الحضارة والثقافة البرجوازية ذات الصفة الفردية، إلى مفاهيم تقدمية ذات الصفة الاجتماعية، الاشتراكية، وأن كل ما يمكن منحه هو منة من طرف الاحتكاريين الاقتصاديين والسياسيين، وليست حقا للشعوب والمنتجون يمكن انتزاعه بالتحالف بين العمال والفلاحين.
إن الهلع الذي أصاب الدول الاحتكارية العالمية دفع بهؤلاء الأساتذة البرجوازيين، إلى العمل بكل ما في وسعهم، على توجيه التفكير الجماعي للشعوب وخاصة منها المضطهدة إلى الخضوع للسياسات الطبقية للرأسمال المالي الإمبريالي، وهم لا يدركون أن أزمة كوفيد 19 جاءت نتيجة وصول الصراع بين الإمبرياليات التقليدية والصاعدة من جهة، والصراع بين مصالح الشعوب وغطرسة الإمبريالية من جهة أخرى، وتسعى الإمبريالية لاستغلالها كمتنفس لاسترجاع قواها التي استنفذتها طيلة 30 سنة مما يسمى العولمة، و10 سنوات من مخاض الانتفاضات الشعبية بالبلدان المضطهدة، والتي وصلت إلى شعوب البلدان الإمبريالية وفرنسا على رأسها : السترات الصفراء، وما تشكله انتفاضات الشعب الفرنسي في تاريخ التغيير في العالم، في مواجهة أحد خدام الرأسمال المالي الإمبريالية : ماكرون خادم عائلة رتشيلد، وما تمثله هذه العائلة، ووصول أحد أكبر الاحتكاريين الاقتصاديين إلى السلطة في أمريكا : ترمت ممثل تحالف الاحتكاريين السياسيين والاقتصادية عالميا.
هذه الأزمة التي لا شك فيها أنها نتاج حرب جرثومية ضد الشعوب، تفاديا لحرب نووية، التي لطالما لوح بها ترمب إيران، من أجل تخويف الشعب الأمريكي، الذي مل الحروب الأمريكية على الشعوب المضطهدة، وهدد أكثر من مرة خصومه في الحزب الديمقراطي بإشعال الحرب الأهلية بأمريكا إذا حاولوا تنحيته من السلطة، ويحاول اليوم استغلال أزمة وباء كوفيد 19 ضد خصومة الإمبرياليين الصين خاصة التي يتهمها بإنتاج هذا الفيروس، والشعب الأمريكي الذي يسعى إلى تطويعه.
ويقوم الأساتذة البرجوازيون بمحاولة تحريف سعي الشعوب إلى تغيير النظام الرأسمالي وتحويله إلى خدمة مصالح الرأسمال المالي الإمبريالي، عبر حصر الصراع بين الصين وأمريكا في زعامة الإمبريالية، وتقسيم العالم إلى شطرين : الأشرار والأخيار، ويتبعهم الأساتذة الانتهازيين الذين يقدمون الصين على أنها بلد شيوعي، مبشرين بانتصار الشيوعية على الرأسمالية على يد الحزب الشيوعي الإمبريالي الصيني، وهذه هي الحتمية التاريخية التي بشر بها ماركس حسب ادعاءاتهم الكاذبة.
إن تداعيات أزمة كوفيد 19 باعتبارها نتاج الصراع بين الرأسمال والعمل، كما حدده مفهوم الصراع الطبقي، سيستمر، كما شاهدنا ذلك في ما يسمى العولة، عقدا من الزمان، حيث تحكم الدول الإمبريالية اليوم في الشارع بالقوة العسكرية، عبر سريان حالة الاستثناء المفروضة على الشعوب، لكن ستندلع انتفاضة الشعوب من جديد لتنادي بإسقاط النظام الرأسمالي .

الشيء الوحيد الذي يؤرق الأساتذة المحللين البرجوازيين هو عدم قدرة تخطي الرأسمالية لأزماتها المزمنة، التي تلاحقها عبر تاريخها المظلم، فرغم أنهم يعرفون السبب الحقيقي لهذه الأزمات، التي تم تشخيص أسبابها من طرف الماركسية، إلا أنهم بحكم عملهم تحت الطلب لم يجرؤوا يوما على قول الحقيقة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصعيد إسرائيل في شمال قطاع غزة هو الأعنف منذ إعلان خفض القوا


.. طفل فلسطيني برفح يعبر عن سعادته بعد تناوله -ساندويتش شاورما-




.. السيناتور ساندرز: نحن متواطئون فيما يحدث في غزة والحرب ليست


.. البنتاغون: لدينا بعض المخاوف بشأن مختلف مسارات الخطط الإسرائ




.. تظاهرة مؤيدة لفلسطين في بروكلين للمطالبة بوقف تسليح إسرائيل