الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كورونا في مواجهة مناعة القطيع

ناجي العواجنه

2020 / 3 / 25
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


في ظل الأزمة التي نعيشها حاليا في كل شبر من وطننا العزيز وعلى امتداد أرض الإنسان بسبب فيروس كورونا المستجد (كيوفيد 19), وعدم وجود أي مصل مضاد وفعال بمحاربة الفيروس سريع الانتشار حتى اللحظة إضافة لعدم وجود لقاح فعال مع الأخذ بعين الاعتبار أن تصنيع اللقاح يحتاج وقتا طويلا نسبيا, فمن اللازم هنا فهم مصطلح ( مناعة القطيع ) .
مناعة القطيع تعني إصابة عدد كبير من الناس بالفيروس من خلال تركه ينتشر بصورة طبيعية حيث تصل ذروة الإصابات بصورة سريعة مع الأخذ بعين الاعتبار تصدي جهاز الفرد المناعي للفيروس وبالتالي تتشكل مناعة ذاتية, وبإصابة نسبة 60% أو أكثر مما يؤدي بحسب رأي الخبراء لكسر حلقة انتشار الفيروس (انتقال العدوى), وهذا بحسب رأي المختصين يجب الاستعانة بوعي الجماهير وإدراكها لمدى عمق المشكلة ومدى اتخاذهم للتدابير الوقائية اللازمة.
مناعة القطيع تأخذنا لنقطة أخرى مهمة ألا وهي منحنى التوزيع الطبيعي وهو الرسم البياني الذي يمثل عدد الإصابات والفترة الممتدة منذ أول إصابة.
قبل نقاش منحنى التوزيع الطبيعي, لابد من مراعاة أنه وحتى نتمكن من الوصول لمرحلة تشكل مناعة القطيع علينا لابد علينا كنظام اجتماعي مواجهة عدة مشاكل والتمكن من تخطيها من ضمنها مثلا إصابة عدد كبير بوقت قصير وبالتالي زيادة الحالات الحرجة مما سيشكل ضغطا على على الخدمات التي يقدمها النظام الصحي في الدولة ما سيجره نحو الانهيار لكثرة عدد متلقي الخدمة مقارنة مع كمية الخدمات التي يمكن للنظام توفيرها في نفس الوقت القصير مما سيرفع عدد الوفيات.
بالعودة لنقطة منحنى التوزيع الطبيعي, بعض الأنظمة أو حتى أغلبها تحاول حماية أنظمتها الصحية بالدولة بالضغط على أنظمة أخرى في الدولة مثل الضغط على النظام الاقتصادي من خلال تعطيل العمل ووقف شبه كلي لعجلة الاقتصاد وتعطيل النظام التعليمي بصورة مؤقته ...الخ وذلك للوصول لأسلوب (تسطيح المنحنى) أي التحكم بعدد الإصابات من خلال عدة طرق أبرزها زيادة عمر الأزمة ما يجعل النظام الصحي قادرا على احتواء الأزمة واستيعاب الحالات خلال وقت الأزمة وتلقي جميع الحالات الحرجة للخدمة.
بمعنى آخر, تسطيح المنحنى مماثل تماما لتحويل جبل مرتفع بقطر صغير إلى هضبة أقل من متوسطة بقطر كبير, أي ما معناه ما المدة التي سيصاب بها هؤلاء ال60%, فلو كانت أسبوع أو حتى شهر مثلا سيكون شكل المنحنى مثل الجبل وستنهار المنظومة الصحية, أما لو كانت شهرين حتى أربع أشهر فسيكون كالهضبة وسيستوعبها النظام الصحي( مثل الضغط على كرة عجين وتحويلها لرقاقة بسماكة أقل وقعدة أوسع).
أكبر مشاكل هذه الطريقة هي في نقطتين :
الأولى: تشكل خطرا على شريحة كبيرة من كبار السن وشريحة المرضى بأمراض مزمنة
الثانية: زيادة الحالات الحرجة سيفضح فساد النظام الاجتماعي بشكل عام والسياسي والاقتصادي المحتوي والداعم والمشكل للنظام الصحي بشكل خاص ما سيشكل تحد صارخ لذلك النظام من خلال ضغط شعبي عليه بعد الأزمة لعدم توفيره لنظام قوي قادر على احتواء الأزمة.
برأيي الشخصي الذي قد يبدو طوابيا إلى حد ما أنه كان الاولى بالدول بدلا من فرض قيود على الشعوب ومنع للتحركات والمراهنة على وعيهم والتزامهم بقرارات الحظر, الأولى هو حجر الشريحتين المذكورتين احترازيا لفترة بأماكن مخصصة مهيئة للإقامة وتلقي الرعاية حتى يصل الانتشار لذروته واكتساب مناعة القطيع وبالتالي تخفيف الأعباء الأخرى.
دمتم بخير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما التصريحات الجديدة في إسرائيل على الانفجارات في إيران؟


.. رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني.. لحفظ ماء الوجه فقط؟




.. ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت فيه إسرائيل


.. بوتين يتحدى الناتو فوق سقف العالم | #وثائقيات_سكاي




.. بلينكن يؤكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عملية هجومية