الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليتيم والحوار المتمدن

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)

2020 / 3 / 26
الادب والفن


منذ بدأ عشقى للكتابة وانا فى حيرة من امرى ، اسائل نفسى ما هذا الذى اكتبه ؟

هل هو دراسة اهو قصة ام رواية ام مقال ، واذا كان مقال ، فلما لا نطالع فى صحفنا ودورياتنا وجرائدنا الالكترونية شبيها له الا اقل القليل

وظللت اتقلب يمينا ويسارا بين هذه الجريدة او تلك ، وبين هذا الموقع واخر الى ان ظهر فى سمائى موقع الحوار المتمدن ، ظللت أتابعه واقراء لكتابه ، يا الله ها هم اصدقائى – جيرانى – احبائى اقراء لهم اعرفهم من كتابتهم دون ان اقابل ايا منهم

يكفى ان اقرأ مقال او مقالين لااحدهم ، لاعرف من فورى بعد ذلك من هو كاتب المقال ، من روحه وذاتيته وعبقه الذى يبدوا فى المقال

وصرخت كاالطفل الصغير وكما فعل ارشميدس ،وجدتها وجدتها

صرخت قائلا ان للمقال كنفا يلوذ به وهو الحوار المتمدن
نعم لقد فتح الحوار المتمدن بابا لكل مقال فيه روح وعبقرية الكاتب ، فتح الحوار المتمدن بابه لكل مقال حى ، لا للمقال الصحفى الجاف الخالى من الروح، هذا هو المقال الحى الذى كنت ابحث عنه

هل هناك مقالات نشرها الحوار ولا تستوفى معايير المقال كما عرفه اباء المقال ، نعم ولكن منذ متى خلقنا كتاب للمقال ، يكفى ان يكون المقال فيه روح الكاتب وعبقه ، وسوف تصقله الايام والتجارب

واكتشافى ان هناك مقال اخر غير المقال الجاف الذى تلوكه صحفنا ولا يقرأه سوى كاتبه وربما لايقرأه ، ويجد له بيتا ومستقرا هو موقع الحوار المتمدن ، لم ياتى الا بعد ان تجمعت شوارد فكرى

فها انا اعثر على مثل هذه المقالات الذاتية العظيمة التى تنضح بروح كتابها وكانت منشورة فى صحف وتم تجميعها فى كتب للرواد الاوائل زكى مبارك ، طه حسين ، العقاد ، المازنى ، مى زيادة ، يحى حقى وغيرهم كثر

ولا ادرى هل تم تجميع كتب لمقالات نشرها اخوتنا العراقيين والسوريين واللبنانين والتوانسة وغيرهم ام لا ، ولعلى اصل الى نتيجة قريبا

المهم فى خضم سرورى عثرت على كتاب على احد ارصفة القاهرة اشتريته بجنيه واحد، عنوانه بين الادب والصحافة بقلم فاروق خورشيد ، من مطبوعات الجمعية الادبية المصرية مايو 1961

التهمته وانا فى المترو التهاما ، ثم قرأته بعد ذلك اكثر من مرة ، ولما كان لى اصدقاء واحباء على الحوار المتمدن فقد رايت ان اشاركهم الفصل الخاص الوارد عن المقال ، ولكن بايجاز ، لتطمئن قلوبنا ان ما نكتبه،وينشره الحوار المتمدن هو الاصل فى فن المقال :-

المقال صنف من الكتابة لم يعرف الا عن طريق الصحافة ، ولولا الصحافة ما كان، لانه بطبيعته عمل مكتوب للنشر فى حيز معين

والحصول على تعريف واضح للمقال يكاد يكون امرا متعذرا ، ولكن يمكننا القول انه ذلك الشكل من الكتابة الذى يتجه فيه الكاتب الى قارئه اتجاها مباشرا ينقل له افكاره واراءه دون ارتباط بقالب تعبيرى محدد من تلك القوالب التى اصطلح على تسميتها بالقصة والرواية او الدراما او الشعر

ويمكننا القول ان كل حديث مباشر لا يلتزم شكلا ادبيا بذاته يمكن ان يسمى فى يسر مقال ، مادام يلتزم اسلوب التقرير والايضاح عن الرأى والفكرة
ومنذ القرن الثامن عشر بدأ نجوم المقال يفرضون الى جانب غيرهم من اعلام الانتاج الادبى مثل فرانسيس بيكون واديسون وستيل وسويفت وهازلت وتشارلز لامب

ورغم الاتجاهات المتعددة التى تناولها المقال كموضوع له ، كاالفلسفة والعلم والاخلاق والسياسة والاجتماع والنقد الادبى الا ان كلها ترتبط ارتباطا كبيرا بالتعبير عن الكاتب بحيث يصبح هذا الشرط ضروريا لدخول المقال حيز الاعمال الادبية

للدكتور عوض ينقل تعريفا للمقال عن دائرة المعارف البريطانية يقول المقالة الادبية عبارة عن قطعة مؤلفة متوسطة الطول ، وتكون عادة منشورة فى اسلوب يمتاز بالسهولة والاستطراد ، وتعالج موضوع من ناحية تاثر الكاتب به

يقول بنس: كاتب المفالة هو شخص يعبر عن الحياة وينقدها باسلوبه الخاص ، انه لا ينظر الى الحياة نظرة المؤرخ او الفيلسوف او الشاعر او القصاص ولكنه فيه شيء من هذا كله ، ان طريقته فى العمل اقرب الى ما يسمى الاسلوب التحليلى ، يراقب يسجل ، يفسر الاشياء كما تبدو له ، لعله يستطيع ان يزيد الناس حبا فى الحياة وان يعدهم لما اشتملت عليه من المفاجأت السارة والمحزنة

ويقول خورشيد مستطردا لم نكن بحاجة الى كل هذه التفسيرات ، لولا ان المقال فى ادبنا يبدو كالتائه الذى يبحث عن نسب يرتبط به، فالنقاد عندنا لا يهتمون بالمقال ولا يدخلونه فى عداد الاعمال الادبية ، وبالتالى فهم لا يتناولونه بالدرس والتحليل
وهم ايضا لا يعترفون بكاتبه كواحد من الادباء عن جدارة واصالة والواقع ان هذا الو ضع يبدوا غريبا ، فالمقال فى ادبنا الحديث شهد ازهى عصوره واروعها فى مطلع نهضتنا الادبية وكان العمل الادبى الاوحد الذى يتنافس فيه الكتاب

فالرافعى والمنفاوطى والزيات وزكى مبارك واحمد امين بنوا امجادهم الحقيقة على ما نشروا من مقالات فى الصحف والمجلات ، ثم جمعوا او جمعت هذه المقالات فى كتب خلدت اسمائهم وادخلتهم محراب الفن من اوسع باب

ولم يقل احد ان واحدا منهم كان كاتب قصة او كاتب مسرحية او مؤلف رواية او شاعر ، وانما عرفوا جميعا بما ابدعوا فى فن المقال من اعمال خالدة رائعة

وفى الوقت الذى بدأت فيه الصحافة تتحول تدريجيا الى حرفة لا تشترط الموهبة الادبية فى العاملين لديها ، بدا المقال الادبى يطرد تدريجيا من دنيا الكتابة ليحل محله المقال الصحفى ، ذلك ان مجال النشر اصبح تدريجيا فى يد المحترفين للعمل الصحفى

وعندما اغلق الباب امام الادباء اتجهوا الى اشكال الكتابة الادبية الاخرى وتركوا المجال فى المقالة الادبية للصحفين المحترفين

ولم تعد موضوعات المقال خاطرة تسنح للكاتب فيكتبها كما يشاء وانما اصبحت محددة بظروف الحياة التى تخدمها الصحيفة ، وكاتب المقال هنا يكتب سواء احس برغبة فى الكتابة او لم يحس على الاطلاق

والمقال حين يعبر عن نفس صاحبه يكون عملا فنيا وادبيا خالصا ، ام حين يفتقد الى ذلك فانه يكون مقالا صحفيا لا علاقة له بروح الكاتب

ويوم ندرك هذا الفرق بوضوح ، سنفتح المجال امام المقال الادبى لياخذ مكانه الى جوار مقال الصحيفة كعمل اخر لا اختلاط بينهما

وسيصبح لكتاب المقال الادبى وجودا منفصلا عن كتاب المقال الصحفى ويدخل المقال الادبى المحراب الذى طرد منه ، وسيعرف اصحاب المقال الصحفى ان ما يكتبونه من مقالات انما هى اعمال مرتبطة بالزمن الذى تكتب فيه وهى ما كتبت الا للاستهلاك الوقتى ولا مجال لها بين دفتى كتاب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي


.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع




.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج