الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إذكار الصباح - من سيرة الوحدة

فلسطين اسماعيل رحيم
كاتبة وصحفية مستقلة

(Falasteen Rahem)

2020 / 3 / 27
سيرة ذاتية


يوقظني كابوس عن بيتنا القديم، أقفز وجلة من فراشي مثل صغير تذكر أنه نام في بيت الجيران، وتذكر أمه التي تبحث عنه ، كان سقف البيت يتهاوى وكانت أمي تقف على تنورها كما كانت تفعل قبل خمسة وعشرين عشرين عام ،
أخشى أحلامي جدا
أخشى رؤياي التي دوما تخبرني بما لا أحب أن أعرفه ،
كنت فزعه تمنيتك هذه اللحظة قريب ، أتعوذ بوجهك من أضغاث المساء وإضمك كما لو أني ولدتُ وأنا أعانقك، تحرسني ذراعيك مثلما يفعل الآباء حين يضمون صغارهم خوف عليهم السقوط من حافة السرير ، أو حافة الحلم ، حافة العالم.
لو تعرف ، السقطة تتشابه جدا ، مع فارق العمر البسيط، تظل التجربة محفورة في الذاكرة ، فالسقطة التي تخلف كسرا في الروح ولم نعالجها برصاصة الرحمة،
تظل جبيرتها عصية على التعود على اجسادنا الضعيفة حد الرعب من رؤيا، تذوب مع أول خيط للفجر.

أريد أن أضع رأسي على صدرك كما يفعل طبيب ، أتتبع صوت النبض وأنا أجس بأصابعي وقعه في الرسغ في الصدر على ركبتك وتحت ذقنك على عينيك على شفتيك،
أتبعه بأستسلام ضريرة تتعكز بصيرتها فتعرف اي نبع أقرب.

هذا الصباح الخائف جدا ، أترك شباك غرفتي مفتوحا ،في تحد للطبيعة القاسية، فحتى أقتراب نيسان لا يعني أن الارض ستتنفس عافيتها، هل قلت نيسان ، في التاسع من نيسان ،
وقبل سبعة عشر عاما كانت تلك البلاد تجرب قفزتها البهلوانية الى القاع ، كانت الأرض في بلادي تستعد لتتحول إلى قبر كبير ، مثل أفعى النوروز تلتهم منا ولا تشبع.
لما أحدثك بهذا الحزن ، أريد حديثا مبهجا يناسب خدر جسدك اللذيذ وأنت نصف يقظ ونصف مستسلم لثرثرتي التي لا يمكن ان تستبد وتقطعها الا لو وضعت إصبعك على فمك وقلت ؛ اشششش.
أوترى الامر الاول الذي تعلمته في حياتي والامر الوحيد الذي اطيعه لو جاء بهذه الصيغة .
أشتهي ان استيقظ قبلك، اقرء وجهك النائم ، انفخ على حلمك وأقرء خيانات اليقظه وأنا أهزك في حجري ، أمشط لك شعرك وأشم فيك عطر أيامي،
أرتب لك ثيابك وأزر عليك قميصك خوف أنسكاب أرجوانية رغبتي عليك ، في هذا الصباح المعطر بالقهوة والشغف والحزن.
تعال وسأنسى كل وصاياهم المئة حول كيفية دخول الجنة ، وكيفية التحصن والتمترس ضد تقلبات الطبيعة ، سانسف قاعدة الفوز بذكر وعشرة أطفال ، وسأحبك كما حواء بفطرة تفاحة سقطت من شجرة الرغبة على ثوب مسرتها ، فأجفلت يوم رأتها تستقر على سرتها آلها بشريا مسكونا بالبرد والحمى،
أنت لست الإله ولا الحمى ولا تلك الشجرة الملعونة الخالدة ، أنت هذا الذي ينسكب في لحمي وأوردتي وشراييني ، هذا المنعكس في عيني مثل بوح لم يكتمل ، الناضج على شفتي مثل قبلة لم تقطف ، الراكض بصدري كأغنية ، والعابث بكل قمصان المساء.
هوذا الصبح قد أقبل، فأي عدالة يمكن أن تكون في السماء ، حين يعرف الضوء هُذِّي الارض، فيكشف عري جسدي منك هذه اللحظة ، وفراغ سريري من عبثك ، حين ينش على البيوت بضجيج الصحو ، فيعرف اني فقت باكرا جدا لاتحصن بك وحدك ، ولأبتدي بإذكار عينيك هذا النهار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توقيف مساعد نائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصال


.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تهز عددا متزايدا من الجامعات




.. مسلحون يستهدفون قواعد أميركية من داخل العراق وبغداد تصفهم با


.. الجيش الإسرائيلي يعلن حشد لواءين احتياطيين -للقيام بمهام دفا




.. مخاوف من تصعيد كبير في الجنوب اللبناني على وقع ارتفاع حدة ال