الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكورونا أكدت فشل الرأسمالية، والإشتراكية ستبقى الحل

الحزب الشيوعي اللبناني

2020 / 3 / 28
ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي: العمال والكادحين بين وباء -الكورونا- و وباء -الرأسمالية- ودور الحركة العمالية والنقابية


أكدت أزمة وباء كورونا انها ليست صحية او بيئية فحسب، بل هي ازمة الرأسمالية التي غلّبت حماية الأرباح على حماية الأرواح، كما اكدت من جديد أهمية الإشتراكية كفكر ونظام انساني يضع مصلحة الانسان ضمن علاقات الإنتاج فوق كل اعتبار.


وما انتفاضات الشعوب وثوراتها الاشتراكية والتحررية ونضالات حركاتها العمالية في العالم اجمع ضد الرأسمالية على مدى عقود وعقود الا التأكيد الحي على إرادة هذه الشعوب في التخلص منها، حيث دفع ولا يزال يدفع شعبنا كسائرشعوب العالم شهداء وتضحيات جسام آخرها كان في انتفاضة 17 اكتوبر والآن في وباء الكورونا.

وفي ظل انفجار كل أزمات نظامنا السياسي تتواصل الأزمة الاقتصادية في لبنان بفعل آلياتها الداخلية، ولكنها تتجه في الوقت نفسه بثبات نحو التفاقم الاستثنائي بسبب أزمة الكورونا التي أصبحت مفاعيلها الاقتصادية على مستوى العالم تهدّد بحدوث ركود عالمي يؤدي إلى زيادة معدّلات البطالة وتوقّف الكثير من المؤسسات عن دفع اجور العمال والموظفين وحرمان ذوي الدخل اليومي من تحصيل معيشتهم نتيجة الاقفال العام للمؤسسات والحجر القسري اللذين تفرضهما الدول كافة.

وفي هذا الاطار، يتهدد الموت جوعا ومرضا، المتعطّلين عن العمل والفقراء والمياومين والطبقات الشعبية الكادحة جراء عدم تامين الدعم المالي والغذائي لهم من قبل السلطة السياسية الفاسدة التي نهبت حقوقهم . كما يعاني الموظفون والأجراء والمياومون والمتعاقدون في القطاعين العام الخاص في لبنان من لجوء بعض المؤسسات الرأسمالية الى خفض اجورهم الأسمية بسب قرار الوقف القسري للعمل. كما يعانون، الى جانب المتقاعدين وأصحاب الودائع الصغرى بالأخص، من خسارة جزء مهمّ من قوّتهم الشرائية ومدخراتهم نتيجة تدهور سعر صرف الليرة من جهة، وتقنين بل وقف سحوباتهم بالعملة الأجنبية من المصارف من جهة أخرى.

هذا في الوقت الذي تواصل فيه المصارف بالتواطؤ مع أطراف متنفّذة داخل السلطة فرض أسوأ صيغ "قصّ الشعر" للودائع بالعملات الأجنبية، عن طريق إجبار أصحابها، لا سيّما صغار المودعين والمدخرين والمتقاعدين، على تحويل ودائعهم الى الليرة اللبنانية وفقا لسعر الصرف الرسمي، من دون توفير أيّ ضمانات فعلية لوقف تدهور سعر صرف الليرة عند سقف معيّن. وهذا ما يعرّض اللبنانيين لأزمة اجتماعية كبرى، بالتزامن مع خضوعهم المستجدّ لمفاعيل الأزمة الصحية غير المسبوقة التي فجّرها انتشار وباء الكورونا، معطوفة على خسائر مضاعفة لا يمكن تحديد حجمها وأثارها الكبرى على الصعيد التربوي والتعليمي والمادي لجهة مصير العام الدراسي وتجربة التعليم عن بعد والامتحانات الرسمية واجور ورواتب المعلمين التي يجب دفعها مهما كانت الظروف.

من هنا يرى الحزب الشيوعي اللبناني في مواجهة هذه الأزمة المزدوجة، ضرورة تشديد الضغط على الدولة اللبنانية كي تضطلع بمهمات اساسية تضع مصلحة الإنسان والفقراء على وجه الخصوص في أولويات السياسات الحكومية:

اولا، استحداث وتنفيذ خطّة تقضي بتوفير الدولة أجرا أو دخلا عاما أساسيا لكل أسرة، بدءا من أسر المياومين والعاملين في المؤسسات غير القادرة على دفع الأجور (على غرار ما تقوم به الكثير من الدول)، والعمل على رفد هذه الخطّة بتعزيز الاجر الاجتماعي، وبخاصة تأمين التغطية الصحية الشاملة للمواطنين. ويصار الى تمويل هذه الخطة عبر نظام ضريبي تصاعدي يستهدف أصحاب الودائع الكبيرة المكدّسة في المصارف

وثروات واصول الارستقراطية المالية، بدلا من إعطاء هؤلاء حصصا في اصول الدولة عبر مشاريع الخصخصة، بعدما كانوا استولوا على الفوائد والعوائد المتأتية عن سياسة الاستدانة المفرطة التي إتبعتها الحكومات المتعاقبة على مدى عقود. فالعوائد الاستثنائية المتأتية من تلك الثروات يجب أن تستخدم من اجل دعم العمال والموظفين والمؤسسات المنتجة، ولا يصار الى تحميل المؤسسات المنتجة وزر تكاليف الأجور في ظل الركود وقرارات الحجر ووقف العمل. إنها فرصة تاريخية لانهاء الارستقراطية المالية الطفيلية كطبقة وإنقاذ الاقتصاد في آن، وذلك كسبيل لا بديل عنه لمواجهة الخطر الاستثنائي المتمثّل في استشراء البطالة وألحاجة والفقر. فالجزء الأساسي من الدين العام يجب ان يُلغى عبر عملية " قصة شعر" للودائع الكبرى، وان يتمّ فرض الضرائب على ما تبقى منه لتمويل سياسات الأجور الأساسية والاجتماعية المطلوبة اليوم.



ثانيا، التأكيد على دور الدولة المركزية في المواجهة الاقتصادية والصحية وتحمّلها كامل المسؤولية عن ذلك. في هذا الاطار، يندّد الحزب الشيوعي اللبناني بالممارسات التي تنم عن محاولات الاحزاب الحاكمة استغلال الأزمة لاعادة احياء منظومة العلاقات الزبائنية السياسية واستخدام التبرعات بديلا من دور الدولة المفترض اعادة المال العام المنهوب، كما يندّد بممارسات بعض المجالس البلدية والسلطات المحلية التي تنم عن توجهات لا إنسانية في التعامل مع أزمة صحية وطنية تتطلب التضامن والتعاضد بين أبناء الشعب الواحد بدلا من التخويف والتمييز السياسي والتفرقة المناطقية والمذهبية.

ثالثا، اعطاء صغار المودعين في المصارف حقهم في الوصول المنصف والكافي إلى مدخراتهم بجميع العملات لتلبية احتياجاتهم الشهرية في الانفاق. في هذا الاطار، يشدد الحزب الشيوعي على أن أي إجراء لتجميد الودائع أو تحويلها أو تحويل عائداتها بشكل قسري إلى الليرة اللبنانية يجب أن تطال فقط الودائع الكبرى، وذلك لتحميل أزمة شحّ الدولار إلى الفئات التي استفادت على مرّ السنين من السياسات النقدية التي راكمت الثروة المالية لدى القلة، ومن اجل حماية العمال والموظفين والمتقاعدين الذين تشكل ودائعهم، ان وجدت، مصدرا للعيش وليس للاثراء.

رابعا، يدين الحزب الشيوعي اللبناني القرار الحكومي الذي نفذته القوى الأمنية مساء امس بإزالة خيم الأنتفاضة على الرغم من التزام المعتصمين بكل إجراءات السلامة العامة. إن هذا الاعتداء مدعاة للسخرية والاستهجان، فالانتفاضة هي في وعي اللبنانيين أولا وأخيرا فهم الذين لم يعطوا الثقة بهكذا حكومة رأت من واجباتها تهريب العميل عامر الفاخوري، ولم تر من واجباتها تامين حاجات اللبنانيين في مكافحة كورونا. انه الفساد السياسي الذي انتفض اللبنانيون ضده وجاءت الكورونا لتثبت انهم على حق، وما هذا الاجراء الحكومي الا دليل خوف من نتائجها المتوقعة على نظام التبعية والارتهان وسلطته الفاسدة.

ختاما يوجه الحزب الشيوعي اللبناني تحياته الخالصة لكل العاملين في الخطوط الامامية في مواجهة وباء كورونا بدءا من الجسم الطبي والتمريضي الى جميع المتطوّعين في المؤسسات الاجتماعية والصحية، فلا شيء يعوّض آلام شعوب العالم المحجورة في بيوتها وحياة آلاف الضحايا الا تشييع الرأسمالية الى نهايتها المحتومة.



بيروت في 28 آذار 2020

المكتب السياسي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: حماس تمارس إبادة جماعية ورفضت جميع المقترحات المتعل


.. الدكتور مصطفى البرغوثي: ما حدث في غزة كشف عورة النظام العالم




.. الزعيم كيم يشرف على مناورة تحاكي -هجوماً نووياً مضاداً-


.. إيطاليا تعتزم توظيف عمال مهاجرين من كوت ديفوار وإثيوبيا ولبن




.. مشاهد جديدة وثقتها كاميرات المراقبة للحظة وقوع زلزال تايوان