الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كورونا في قوم نوح - 2

طلعت خيري

2020 / 3 / 28
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


ما هو الجديد في كورونا مجرد تسارع في عدد الوفيات في فتره زمنيه قياسيه غير معتاد عليها العالم -- ولو كانت الأمور طبيعية لجميع الذين قضى عليهم الوباء – حتما سيموتون ولو بعد مدة من الزمن -- فالذين قضى عليهم الفيروس أعمارهم ما بين 65 الى 90 عاما – فمن المحتمل بعد 10 سنوات لن تجد أحدا منهم على قيد الحياة -- فالموت محصلة نهائية لكل كائن حي –ليس هي استهانة بحياة الإنسان ولكن لاحظنا كيف زعزع الفيروس أمل الحياة وجعل الناس أكثر استعدادا للموت -- المفروض بنا ان ننتبه له كي تبقى الحياة تسير بشكل طبيعي ومنظم أفضل من الفوضى في الحلول -- فما يجري الان في الدول الموبوءة هو موت سابق لأوانه –


ففي المقالة السابقة التي كانت بعنوان كورونا في قوم نوح -- قلنا --رغم التقدم العلمي والتكنولوجي إلا ان العقل البشري لا يزل في عقلية قوم نوح في مجابهة الكوارث – ونقصد من ذلك ان البشرية لا زالت تستمد الشفاء والرزق والسعادة والحظ والنجاة من الإمراض والكوارث من أفواه الكهنة ورجال الدين والكتب المقدسة وبخور المعابد وعقائق الرهبان ورايات الأنصبة ووشائح الأضرحة -- فلما حل البلاء تعالت أصواتهم الى الإلهة التي يعبدونها – لكن ليس من مجيب -- لان الآلهة في واد والبشرية في واد أخر –


ومع انتشار الفيروس عالميا أخذت بعض الشعوب تتحرك عقائديا اتجاه الإلهة التي يعبدونها – فالرئيس الايطالي يطلب العون من السماء أي من يسوع المصلوب بعد نفاذ حلول الأرض -- الحل بيدك -- حظر صارم للتجوال كالصين وينتهي الأمر – تابع هل هذا مظهر لأناس يعيشون في دولة متقدمه – اللهم لا شماتة في احد

https://www.facebook.com/watch/?v=2999775090082279

وفي البرازيل تم وضع أعلام الدول التي أصيبت بفيروس كورونا على جسد المصلوب يسوع المسيح – وفي اسبانيا وألمانيا مساجد رفع بها الأذان بعد كانت خاوية لمئات السنيين – لن يستجيب الله الدعاء لأحد لأنه قدم لكم التحذير من قبل فرفع عنكم العذر– فمنذ غرق قوم نوح قبل ملاين السنيين الى سبعينات القرن الماضي مع نهاية وباء الحصبة والله يضرب لكم الأمثال لعلكم تحذرون –


فبدلا من ان يقدموا لأنفسكم الحياة التي هي أثمن من السياسة والمال – أبدعوا كل الإبداع في قتل أنفسكم بصناعة الأسلحة النووية والبيولوجية والكيميائية – واليوم في ضل كورونا لا وجود لما يسمى بالدول العظمى فالدول الرأسمالية العالمية لا تزل تكابر على الوباء خوفا من فقدان مصالحها الاقتصادية وشركاتها الربحية فلم يقدموا لشعوبهم أي شيء--- ففي أوربا الغربية وأمريكا الحال على ما هو عليه لا حظر للتجوال ولا حجر للمصابين وكورنا تحصد بأرواح ألوف الناس في الشوارع – عكس الصين الاشتراكية التي فضللت الإنسان على المكاسب الاقتصادية وأوقفت كل شيء من اجله – وها هي الان تقدم الاستشارات الطبية للدول الموبوءة كما وزعت فرقها المتخصصة على الدول الجائحة بالوباء – أما الترليونيين التي حصل عليها ترامب لإنعاش الاقتصاد الأمريكي -- لن تزيده إلا انتكاسة – فكل القضايا عنده تحسم بالمال وليس بالعقل

نسال الله العفو والعافية لسائر البشرية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص