الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الورق في الماضي والحاضر والمستقبل

نافذ الشاعر

2020 / 3 / 29
العولمة وتطورات العالم المعاصر


أحدثت صناعة الورق في القديم ثورة في الحياة القديمة مثل الثورة التي أحدثتها صناعة الكمبيوتر في وقتنا الحاضر. فالإنسان البدائي، منذ آلاف السنين، كان يكتب على جدران الكهوف، ثم على الألواح الحجرية، ثم على الألواح الطينية كما في الحضارة السومرية، التي عرفت بالكتابة المسمارية.
بعد ذلك اكتشف الفراعنة سر الكتابة على أوراق البردي، فحافظوا على سر هذه الصناعة مدة طويلة، واعتبروها شيئا مقدسا لا يجوز لأحد استخدامه أو معرفته.
وفي بداية القرن الثاني الميلادي، توصل الصينيون إلى سر صناعة الورق، فحافظوا على سر صناعته مدة طويلة، ورفضوا أن يطلعوا أحدا على سر صناعته، حتى وصل المسلمون إلى أطراف الصين، في القرن الثامن الميلادي، فأسروا مجموعة من الصينيين، ممن كانوا خبراء في صناعة الورق، فأسسوا بمساعدتهم أول مصنع للورق في مدينة سمرقند، ومنها انتقلت صناعة الورق إلى بغداد، التي كانت حاضرة العالم الإسلامي، فتم إنشاء أول مصنع للورق في بغداد، في عهد الخليفة هارون الرشيد، ومن ثم انتشرت صناعة الورق في أوربا عن طريق الفاتحين المسلمين. وهكذا، لم يعد الورق سرا مقدسا.
فلما جاء العصر الحديث، أصبح الورق لا قيمة له لكثرته، وأصبح الورق يستخدم لتغليف البضائع، والسلع، والهدايا. لدرجة أن أصبح الورق مشكلة لا يدري كيف التخلص منها.
وبعد ظهور الكمبيوتر، تراجع استخدام الورق بشكل ملحوظ. وسوف يأتي على الناس حين من الدهر، ينظرون إلى الكمبيوتر كما ننظر الآن إلى الورق. وعندها يصبح الكمبيوتر عبئا يود الناس التخلص منه، مثلما نود التخلص من الورق الآن، حيث سيصغر حجم الكمبيوتر ويقل سمكه، ويصبح مثل رقاقة الورق، يمكن طيه كما تطوى الورقة، فإذا ذهب طفل ليشتري قطعة شيكولاتة بنصف قرش، وجدها مغلفة بملصق عليه صورة كمبيوتر وجوال يمكن استخدامه. فكل صورة ملصقة على عبوة ستكون بمثابة كمبيوتر صالح للاستخدام، لأن الثورة الرقمية ستصبح بمثابة طوفان رهيب، وعندها يظن أهل الأرض أنهم سيطروا على كل ذرة في الأرض، وعندها يحل الدمار بالدنيا؛ وصدق الله العظيم القائل: (حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ، وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا، أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا، فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ، كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ!) (يونس: 24)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن