الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
هل تسقط الأقنعة.. مع سقوط الزرقاوي؟!!
فخر الدين فياض
كاتب وصحفي سوري
(Fayad Fakheraldeen)
2006 / 6 / 10
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
لا شك أن قتل الزرقاوي قدم خدمة غالية للرئيس جورج بوش.. وسيساهم في الأيام القادمة في رفع أرصدته الشعبية داخل أميركا بعد أن أصبحت مؤخراً في الحضيض.. نتيجة للفضائح الإرهابية التي تتالت عن الجيش الأميركي بدءاً من (أبو غريب) وصولاً إلى مجزرتي الإسحاقي وحديثة..
ولا شك أيضاً أن السيد نوري المالكي كان (محظوظاً) في هذه العملية.. كثيراً، إذ أنها تعتبر من الخطوات الهامة التي رافقت تسلمه زمام الأمور.. رغم أنها لم تتعد ضربة حظ أو (ابتسامة قدرية).. ليس إلا!!
ولا شك أيضاً أن تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين قد مني بخسارة كبيرة ليس من السهل تعويضها، كحد أدنى على الصعيد المعنوي والإعلامي، وإن كان سيقدم (زرقاوي) آخر قد يكون أشد وطأة وبطشاً من الزرقاوي نفسه.
ولا شك أيضاً أننا مقبلون في الأيام القليلة القادمة على عمليات انتقامية تقتضي من الحكومة التي خدمها الحظ وتخلصت من الزرقاوي أن تستنفر لحماية الأبرياء والمدنيين في الشارع العراقي الوطني دون تمييز مذهبي أو طائفي.
فالزرقاوي كان يمثل كابوساً تكفيرياً على كل من يخالفه في الرؤية حيال العراق.. وهو الذي لم يخض حربه مع الأميركان أو غيرهم عن طريق الاشتباكات المباشرة.. وإنما كان الاختطاف والاغتيال والذبح والتفجيرات الانتحارية الأسلوب الذي استخدمه مما كان يعرض المدنيين الأبرياء دائماً وأبداً.. للقتل..
كثيرون خسروا في حرب الزرقاوي.. فهو القائل عن الشيعة إنهم (سرطان في الجسم الإسلامي) يفترض استئصاله!!..
وهو الذي كفّر السنة الذين لا يوافقونه هذا الأسلوب من الحرب ضد الاحتلال..
وهو الذي سعى نحو تفجير الوضع الطائفي داخل العراق في سبيل خلق مجال حيوي للبقاء والتوسع من خلال استقطابه المستمر للمقاتلين الأجانب الذين لا تحلو لهم الشهادة إلا على أرض العراق!!..
وهو الأمر الذي استفادت أميركا منه كثيراً وأعطته بعداً إعلامياً سرطانياً بحيث أخرجت المقاومة الوطنية العراقية خارج الحسابات الدولية..
أميركا أرادته (إمبراطور) المقاومة في العراق حتى تظهر للعالم أجمع أن مشروع احتلال العراق لا يعارضه سوى الأجانب المارقين عن القانون الدولي والإنساني بزعامة أبو مصعب الزرقاوي.. وبالتالي همّشت فصائل المقاومة الوطنية العراقية المشروعة..
إيران من جهتها أرادت بقاء الزرقاوي ليظل (الفزّاعة) التي تخيف من خلاله شيعة العراق وتستدرجهم نحو مستنقع الحرب الأهلية في أكبر عملية تجييش مذهبي شهدتها المنطقة منذ قرون..
إيران أرادت الزرقاوي لتعطي لنفسها مبرراً في التدخل الكارثي بأوضاع العراق الداخلية تحت حجة (حماية) الشيعة من (التكفيريين السنة)..
رغم تبرؤ فصائل المقاومة الوطنية العراقية من الزرقاوي وكذلك إدانة هيئة علماء المسلمين مراراً وتكراراً لأفعاله..
إيران أرادت (الزرقاوي) لتبني وتدعم العديد من الميليشيات المذهبية التي عرفت بفرق الموت التابعة لها والتي أعملت السيف المذهبي في رقاب الأبرياء..
ولتقوم بنحر تيار وطني ذو توجه قومي .. وقف تاريخياً ضد أطماعها وتوسعاتها نحو العراق والخليج العربي.
كذلك الحكومة العراقية منذ تشكلها في عهد (بريمر) وحتى يومنا تعطي لنفسها الشرعية من خلال ادعائها محاربة السلوك التكفيري الذي مثله الزرقاوي وأتباعه.. فتمارس أسوأ أشكال الإرهاب من قمع وخطف واغتيال وقتل ومجازر جماعية بحق فئة دون أخرى..
مع سقوط الزرقاوي سقطت كل هذه الأقنعة..
لا القناع الأميركي ولا القناع الإيراني.. ولا قناع الحكومة اليوم يمكنه أن يغطي الوجه القبيح لهذا الثلاثي الدموي.. الذي سيطر على الحياة اليومية للشعب العراقي ورسمها جثثاً مجهولة الهوية ورؤوساً مقطوعة.. تراكمت في شاحنات تنعى الوطن والمواطن.. والحق والقانون والتعايش الأهلي..
اليوم سقط الزرقاوي..
ولننتظر غداً (زرقاوي) آخر..
يعيد أمجاد هولاكو إلى بغداد.. يجمع حوله (الاستشهاديين) سيوف ذبح لأطفال العراق.. وعبره يستمر الاحتلال الأميركي.. وتستمر البوابة الإيرانية بوابة للجحيم.. وتستمر الحكومة تضرب بيد من حديد (الإرهابيين الأجانب).. فتضرب البقية الباقية من عراق يشبه الكابوس اليوم.. ويبدو حلماً صعب المنال غداً...
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهداف مناطق عدة في قطاع غزة
.. ما الاستراتيجية التي استخدمتها القسام في استهداف سلاح الهندس
.. استشهاد الصحفي في إذاعة القدس محمد أبو سخيل برصاص قوات الاحت
.. كباشي: الجيش في طريقه لحسم الحرب وبعدها يبدأ المسار السياسي
.. بوليتيكو تكشف: واشنطن تدرس تمويل قوة متعددة الجنسيات لإدارة