الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- سعَد بشبهنا.. السّعَد سعدّنا -

ازهر عبدالله طوالبه

2020 / 3 / 31
المجتمع المدني


عزيزي سعد جابر

لم يسّبقْ لي أن جاهدتَ نفسي لأكتبَ عن أحدِ أعضاءِ الحكومةِ، أو مَن يُمثِّلها، ولَم أفرضْ على مُخيِّلَتي يوماً أن تسّكُبَ لهُم الكَلِمات، ولَم أكُ أتوقَّع بأنّهُ سيأتي يوم، وأنهالَ بالمديحِ على أحدِ أصحابِ القرارِ في هذه الدولةِ ؛ وذلكَ لأنّني إعتدتُ على رؤيةِ مَن لا يملكونَ القرارَ في مراكزِ صُنعِ القرارِ، واعتدّتُ على مشاهدةِ الحقائبَ الوزارِيةِ وهي تُوزّعُ لفئةٍ مُعيّنةٍ، تسعى إلى شيّطنةِ السّياسةِ في الدولةِ، وتطويقَ المواطنَ بالجوعِ والخوفِ، وإرغامهِ على القبولِ بالخنوعِ والذُلِّ تحتَ أذرعٍ كثيرةٍ.. حقّاً بأنّني لَم أكُ أُفكّر بفعلِ كُلِّ هذا !


وكما مِن حقِّنا أن ننتقِدَكَ إنتقاداً بنّاءً عندَ كُلِّ تقصيرٍ، فمِن حقِّكَ - أيضاً-أن نُشيدَ بجهودِكَ، ونكتُبَ عنكَ عندما تُديرَ أزمةً - كهذه- بعقلانيّةٍ وجِدِّيةٍ، حتى لو أنّه كانَ فيها أخطاء، لكن معرفةَ الأخطاءِ والإعتراف بها ومن ثمَّ تصويبها، هي دلالة كافية على الحكمةِ بالتصرُّفِ .

أيُّها العزيز سعَد:

يا مَن دخلتَ القلوبَ قبل أن تدخُلَ البيوت، ويا مَن كانَ لاسمهِ نصيبٌ كبيرٌ في قُلوبِ مَن أحبّوه، ويا مَن أدّى التحيّةَ لتُرابِ الوطَنِ، قبلَ أن يؤديها إلى الأشخاصِ، ويا مَن إرتدى "القايِّش العسكريِّ" الذي يُشْبِهنا، ويا مَن لهجَتهُ مليئةً بالحُبِّ الصّادقِ للوطنِ المُعذَّب.
اليوم،سأكتُبكَ كحبيباً للشّعبِ، وغيوراً عليْهم، ومُهتماً بأدقِّ تفاصيلهم، تُخيفكَ نبضاتُ قلوبِهم إن أصابَها التّسارع، ويؤرِّقكَ سُعالَهم بشكلٍ كبير، وتُضعفكَ درجاتُ حرارتِهم إذا ارتفعَت، وتُبكيكَ أقدامَهم إن سارَتْ في طريقٍ كنتَ قَد حذّرتهم منّه كثيراً.
سأكتبكَ كأبٍ لهُ إحدى عشرَ مليون ابناً، يجتمعُ بهم عند السّاعة الثامنة من مساءِ كُلِّ يوم، يجلسونَ مُستمعينَ لما يتحدَّث بهِ والدُهم، يقرأون معالمِ الفرحِ والحُزنِ في وجهِه، ويُفكّرونَ في الإرهاقِ والتّعبِ اللّذانِ يفرضان سطوتَهما على وجّههِ وجسدِه، يُشاهدونَ النُّعاسَ وهو يُطارده بوسادةِ الرّاحةِ، لكنّهُ يُدرك بأنَّ الراحةَ ليّسَت بالنّومِ، بل بإبعادِ الخطر عَن كُلِّ إبنٍ مِن أبنائه .
سأكتُبكَ اليوم، حبّاً وشُكراً وثناءً على ما تبذِلهُ من جهودٍ جبّارةً، لَم نعتَدْ عليْها مِمّن سبقوك.
سأكُتبكَ ؛ لأنّنِّي وجدتُ بكَ قدراً كافياً من الصّفاتِ الحسَنةِ التي تُجبرُ شابّاً مثلي أن يُطلقَ أجنحةَ كلماتِ مدحٍ إحتفاءً بصفاءِ روحك ..!
سأكتبكَ ؛ لأنَّني أحد هؤلاءِ الأبناءِ الَّذين يُحاولونَ الكتابةَ عنكَ، لكنّهم لا يجِدونَ الكلماتَ التي تُعبّرُ عنكَ، أو لأنَّ الكثير منهُم يخشَوْنَ من خسارةِ جمهورِهم الذي كسبوه في أوقاتٍ لا يصلُحَ الحديثَ عنّها الآن ..
بشاشةُ وجهِك، الدُّعابةُ في حديثكَ، كلماتكَ التي تخترِق غشاء القلبِ بسلاسةٍ، حُرقتُكَ التي تشتعلُ خوفاً على أبناءِ هذا الوطن، رجاؤك الدائم للأبناءِ للحفاظِ على أنفُسهم،شخصيتك الصلبة، بساطتُكَ، أمانتُكَ التي تؤدّيها بكُلِّ تفانٍ وإخلاص ..كُلّ هذه الأمور تجّعلني أُعانقُ قلمي لأكتُبَ عنكَ، مع أنّني أعلَم بأنّني لَن اوافيك حقّكَ، ولَن أستطيع أن أُعبّرَ عن كُلِّ مشاعري تجاهك ..

لا أنتظرُ مُقابلاً لهذا الكلام، ولا أعتقِد بأنّني إرتديتُ لباسَ المُبالغةِ بالحديثِ، ولا أنّني إستلّيْتُ قلمَ النّفاقِ، فكُلُّ ما كُتبَ هُنا، قد جاء من مشاعرٍ صادقةٍ ومُقدّرةٍ للجهودِ المبذولةِ..

السّعَدُ يَشبهُنا، ويا حبّذا لو يقتَدي بهِ كُلُّ أعضاءِ الحكومةِ الباقين، ويكُفوا عن مُناكفاتِهم الهزيلة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تضامناً مع الفلسطينيين في غزة.. عشرات الطلاب يتظاهرون بالموت


.. ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين: ما رأيته في غزة ي




.. آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة


.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل




.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون