الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كورونا في قوم نوح - 3

طلعت خيري

2020 / 3 / 31
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


عندما فتكت كورونا بشعوب العالم-- وأدركوا ان الموت آتاهم من كل مكان دعوا الله مخلصين له الدين-- تاركين ما كانوا يعبدون وراء ظهورهم مستغيثين بالله – بابتهالات مختلفة-- فالمجتمعات الشركية والوثنية والطائفية والندية والاعتقادية توجهت الى المعابد للتضرع الى الله – أما الأديان السياسية كاليهودية والمسيحية والإسلامية توجهوا الى مكبرات الصوت الاستغاثة بالأذان وبقراءة القران – ولقد لاحظنا في مؤتمر القمة العشرين كيف افتتح المؤتمر بقراءة سورة الفاتحة –كما سمع بعض الناس قراءة سورة الفاتحة في بعض المقاهي اليهودية في منطقة عرب 48 – ناهيك عن الأدعية ولابتهالات التي تعالت الى الله مستغيثين به من كورونا –فهذا التحول العقائدي المفاجئ فيه إقرار ضمني من الإنسان بوجد خالق يلجئ إليه في وقت الشدائد – فهكذا اعتراف يؤكد لنا -- لو كانت الأديان ألسياسيه موثوقة عقائديا لما أصابها الرعب والخوف متوجهين الى المساجد لرفع اكف الضراعة الى الله –فالاعتراف الضمني بالخلق ليس في مصلحة الإنسان أخرويا إذا لم يتغير عقائديا اتجاه خالقه -- فكورونا أشبه بأهوال يوم القيامة -- فعندما يضع الله معارضيه للحساب تأخذ ألسنتهم وأفئدتهم بالإقرار بوجود– كما هو حال العالم اليوم في كورونا -- فلأول مره يمر سكان الأرض بتهديد عالمي شامل – فسابقا كانت الأقوام تتعرض الى تهديد منفرد لان النسب السكانية قليله فانتزاع الاعترافات الضمنية تقع على فئات قليلة من الناس وفي أماكن محدده – مثلا

هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ{22} فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ


قلنا في مقاله سابقة ان الله قدم التحذيرات المختلفة للبشرية ليرفع العذر عنهم في الدنيا والآخرة – ولتطبيقها واقعيا انتزع منهم اعترافات ضمنية عن طريق الكوارث الدنيوية المختلفة استعدادا لكارثة اكبر إلا وهي يوم القيامة -- فما يجري اليوم بسبب كورونا هو تذكير عالمي بيوم اشد من كورونا -- وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ

كشف وباء كورونا الأمور التالية -

1- فشل الأديان كأنظمة سياسية وأكاديمية في إدارة الأزمات
2- فشل الأدعية والتضرعات بالأنبياء والأولياء في الاستجابة للجائحين بالوباء
3- كشف وباء كورونا مدى فشل رجال الدين في التعامل مع الأزمة عقائديا
4- فشل أقوال ووصايا الأنبياء والسلف الصالح والموروث الديني في الطرق الكفيلة للتعامل مع الوباء
5- فشل الاعتقادات الوقائية والطبية التي يقدمها الكهنة والعرافين للناس كطرق كفيلة للوقاية من الوباء كالبخور وروائح الملائكة


نسال الله العفو والعافية لسائر البشرية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يوقع حزم المساعدات الخارجية.. فهل ستمثل دفعة سياسية له


.. شهيد برصاص الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها مدينة رام الله ف




.. بايدن يسخر من ترمب ومن -صبغ شعره- خلال حفل انتخابي


.. أب يبكي بحرقة في وداع طفلته التي قتلها القصف الإسرائيلي




.. -الأسوأ في العالم-.. مرض مهاجم أتليتيكو مدريد ألفارو موراتا