الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموقف ..

عبد الرحيم الرزقي

2020 / 3 / 31
الادب والفن


--الموقف .,
-----------------إلى الجميل اشاعر عبد العاطي جميل .وما أروع أن أترك الفراغ للبياض .





سأصنع الموقف من فراغ .. سأقف أولا حتى تتوازى هامتي والأفق .ز سأقف الواقف الراعف الحاضر .. الغائب وأنتظرك .. الوقف هامتي .. الموقف رؤيتي .. وأنت تأتي .. حتما ستأتي إلى الموقف .
لابد أنها ستنفجر " جعبة ماء " هنا أو هناك .. لابد أنه سيسيل سقف هنا أو هناك .. لابد أنها ستصرخ في وقت ما دارك .. ولابد أنك ستأتي .. تأتي لتفتعل بعض الكلمات .. مفادها أنني أنا الموقف .. مفادها أنك تحتاج إلي .. مفادها أنني الطبيب المداوي لكل علل دارك ..
أبدأ بالجعبة لكي أحصر انجراف المياه ..وأسد بمرطوبي كل الشقوق .. وعلى كل حال أفعل كل شيء لتكون ودارك على مايرام . بيني وبينك : " حتى القبور لم نوقر هدوءها .. رممناها وسبغنا * عليها من مواهبنا الكثيرة جاما من "تدماق " * تنماق تنميق .
وأنا الموقف .. هالتي إلى الأعلى وصوتي رخيم وجياش ..وصبري عليك حتى تقترب ..وتنبس الكلام ثم تخبط خبط العشواء داخل جيب سروالك " البلودجين " لتكلفني بعربون .ز فتترك أمر دارك لي .
,, وأنا الواقف الراجي .. رجلاي ممشقتان موقنتان داخل " الصندلة الميكا " * .. وألبس البلودجين " ميتاسيون " أتبعك من وراء وأنظر إلى هدوئك الذي أفقتقد .. أرى ذلك كلما بعصبية حركت مفتيح سيارتك ..
الموقف إياك .. حديقة الفيلا .. وباب منقوش .. وزوجتك تفتح .. وأنا ومفايتح سيارتك ..
وزوجتك كالدنيا .. بيضاء بضة تحرك جسدها كما تشاء داخل فضاء " الشوميج " * الوردي .. افتعلت الملابس الداخلية عنوة .ز ولاح الثبان أسود صارخا .. وأنت تحرك مفاتيحك وسقفك يحتاج إلى تدماق .. ولامتك على كل كثيرا بعد أن حدجتني بنظرة تقول : أحتاجك .
شمعة أخرى أطفأتها ليلة أمس .. أطفيء كما أشاء .. وأوقد كذلك ليس لي " ديجانكتور " يحكمني .. ولا الكهرباء همي فقد تعودت أن أنام مبكرا .. أملأ المرمدة بسجائر " الكازا " أحك بالمشق المكتنفني كل مكامن الحك وأحلم بحوارء بيضاء بضة تتحرك داخل ص الشوميج "
... أركب السلم وأملأ الشقوق خيرا وسلاما لما أنطلق نافذا ذلك الصوت النسائي المحتاج :
- ÷نا .. يا اسمك ؟ ..
- - خليفة .. اسمي قلتها واثقا .ز وكانت سابقة حين احتضنني فراشها ..
كانت الساق البربلة فوق درج السلم .. وكنت أرنو من فوق إلى مفرق الصدر النافر وكانت تبتسم .

ولما كنت فوقها خيرا وسلاما بدوت مرتعدا أكثر من اللازم .
كانت حشرجة المفاتيح واضحة وكنت تبتعد .ز خلف الباب كنت .. صفعت باب سيارتك وابتعدت .. خلفت وراءك الدخان والفيلا والزوجة والموقف ..
الموقف ؟ .. لم أنته من هذا الخير والسلام إلا حين تحركت هذه المرة " بالصح " ونادت .
- هاك يا اسمك ؟ ..
جاءك الخير سيدتي قلت .. قالت اتبعني فهناك شق وجب أن تراه وأردفت إنه لم يره .
عنك كانت تتكلم حين كانت تبجق " صدرها مع كتفي .. تحركت بقربي كثيرا وكنت وفيا لروح الهدوء .ز حامت حولي كثيرا .. تمسحت بي كثيرا وفي الختام استحالت عراء .
ورأيت الشق رغم مدارتها .. رميت باليد نحو لحمها الأبيض الكثيف .. ونمقت هذا الجسد كما ينبغي ثم تركت ورائي الموقف والجسد الأبيض على السرير .. والشوميج الوردي والثبان الأسود في الفضاء .
الموقف ؟.. لابد وأنك تراني .. من خلف مكتبك تراني .. من خلال هاتفك تراني ,, من خلال العون الذي يحمل إليك قهوة الصباح .. ويلبي لك بعض الأشياء الحميمية .. تراني .. واقفا ,, هو الموقف ليس إلا .. وهامتي إلى الأعلى .. وأنا الواقف .. الراعف .. الحاضر الغائب .. والقواة المساعدة تقترب ,, يلبسون الكاكي ويفرقون التجوق " نهرب منهم ويتبعوننا حتى الابتعاد عن أطراف المدينة .. ونحن نهرب .. نحن الموقف ..
الموقف يهرب
الموقف يهرب
الموقف يهرب .



** قصة : عبد الرحيم الرزقي -
** عن مجموعة " سيلان من شقوق " الصادرة سنة 2006 .. لوحة الغلاف للفنان محمد النجاحي .



*الموقف : يحمل دلالتين في النص أي الموقف مبدأ ورأي .. والموقف مكان تجمع العمال المياومين المتعددي المهن.
*جعبة ماء : أنبوب ماء بالدارجة المغربية .
*سبغنا عليها : سبغ بمعن أتم .
*تدماق : ترميم خفيف
*ميتاسيون : مزيفة .
* الصندلة الميكا : أي الصندل البلاستيكي كان يرتديه كادحي المغرب أصله فرنسي .
* الشويج : القميص النسائي الشفاف .
*بالصح : حقيقة . أو بالحق .. بلهجة المغاربة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما