الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في تكرار أسمي المسيح والعذراء مريم في القرآن

يوسف يوسف

2020 / 3 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تمهيد :
بعيدا - عن لغة كتابة القرأن ، وعن تأثير ودور اللغة السريانية في كتابة القرأن في وضعه البدائي الأولي ، وعن أنه كتب في بداياته دون تنقيط وتحريك وتشكيل ، وبعيدا عن الناسخ والمنسوخ ، وعن توظيف الأسرائيليات في النص القراني ، وعن تداخل الأحاديث النبوية مع النص القرأني ، وعن قواعد ونحو توظيف الضمائر في التخاطب بالآيات ..
وددت في هذا البحث المختصر الغور في تكرار ذكر بعض الأسماء بالقرأن / منها المسيح والعذراء مريم ، دون أسماء أخرى / منها محمد نبي الأسلام وفاطمة أبنته ، التي كان من المفروض لهذين الأسمين هما اللذان يذكران بهذا الكم من التكرار .. لأجله نويت أن أدلو بدلوي في هذا الصدد .
الموضوع :
* ذكر أسم محمد نبي الأسلام في القرأن أربع مرات فقط لا غير ، فقد ذكر في التالية ( الآية 144 من سورة آل عمران. في الآية 40 من سورة الأحزاب . في الآية 2 من سورة محمد . في الآية 29 من سورة الفتح . / نقل من موقع / مركز الأشعاع الأسلامي ) ..
* أما أسم فاطمة بنت محمد فلم يذكر أسمها على الأطلاق . البعض علل ذلك بما يلي ( أن الأسماء قد تكون عرضة للتحريف والتزوير والتبديل وبخاصة من قبل الأعداء والموتورين والحاسدين، وبذلك إن عدم ذكر الأسماء صراحة قد يكون من أساليب حفظ وصيانة القرآن من التحريف على قاعدة : إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون . موقع / مكتبة العتبة الحسينية المقدسة ) ..
ولكن كل ما ذكر هو تبرير غير مقنع لعدم ذكر أسم فاطمة بنت محمد رسول الأسلام في النص القرآني ! .
* أما أسم يسوع المسيح ، فقد ذكر في القرأن 25 مرة ، وبمفردات مختلفة منها مضافة الى صفة أخرى ، وكما يلي (( ورد لفظ عيسى فقط في القرآن الكريم 9 مرات خلال 9 آيات . ورد لفظ عيسى ابن مريم 13 مرة خلال 13 آية . ورد لفظ المسيح عيسى بن مريم 3 مرات خلال 3 آيات فيكون مجموع لفظ عيسى في القرآن الكريم : (9 + 13 + 3 = 25) مرة خلال 25 آية قرآنية . / نقل من الموقع التالي alargam.com/adum/6.htm )) .
* أخيرا أن أسم العذراء مريم هو الأكثر تكرارا في القرآن ، فقد سميت سورة كاملة في القرآن بأسمها ، وهي السورة الوحيدة التي سُميت باسم امرأة ، كذلك تعد مريم العذراء هي السيدة الوحيدة التي ذُكرت باسمها صراحة في القرآن ، مما يُظهر ذلك عظم قدرها في الإسلام .. فقد ورد اسم السيدة مريم صراحة في القرآن 34 مرة : - 23 مرة مقرونا باسم ابنها: { ابْنُ مَرْيَمَ }16 . مرات بصيغة {الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ }3 . مرات بصيغة { عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ } 13 . مرة بصيغة { عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ } . 7 مرات ورد اسمها الصريح مقرونا باسم ابنها غير الصريح . 5 مرات بصيغة {الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ . 7 مرات بصيغة : { ابْنُ مَرْيَمَ } . كما ورد اسمها الصريح من غير أن يقرن باسم ابنها 11 مرة . 5 مرات مقرونا بياء المنادى { يَا مَرْيَمُ } . 6 مرات من غير أن يقرن بياء المنادى: { مَرْيَمَ }. وهذا في:31 آية من آيات القرآن الكريم . / نقلت المادة بتصرف وبأختصار من موقع / تطبيق الشيعة الأشمل .

القراءة :
أولا - هناك أشارات وتساؤلات يرسلها كاتب / كتبة ، القرأن ، بهذا التكرار !! وهي تتضمن قدسية خاصة للمسيح والعذراء أمه في القرآن ، دون غيرهما !! ، وهذا يجعلنا أن نتسائل مرة أخرى : لم هذا التركيز على هذه الأسماء / المسيح والعذراء مريم ، بالتحديد ، التي لا تمتا بأي نسب لصاحب القرأن بأي صلة ! ، وهذا التركيز في التكرار ليس له من علاقة أو أي أرتباط أيضا بالأية التالية / مثلا ، التي تؤكد على مصداقية التوراة والأنجيل ( الم - اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ - نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ - مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ [آل عمران: 1 - 4] ) ، أو بالأية التالية ( وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (46)/ سورة المائدة ) ، والتي تؤكد علي أتباع المسيح ، وبخصوص تفسير الآية فقد جاء في تفسير الطبري ، ما يلي : ( قال أبو جعفر : يعني تعالى ذكره بقوله: وقفينا على آثارهم "، أتبعنا .. ) . * أني أرى أن هذا التكرار له غرضا معينا بعيدا عن مسألة التكريم والاعتراف والمصداقية ! ، لأنه أعمق من هذه المضامين بكثير ، وكل هذه المؤشرات يسأل عنها واضع نصوص القرأن الفعلي ، وما هو الغرض من هذا التكرار ! ، والاجابة في هذا الشأن شبه مستحيلة ! ، لمجهولية من وضع / وضعوا ، النص القرآني تحديدا ! .

ثانيا - من المنطق أن نتسائل هل أن محمدا هو الناقل الوحيد لكل الآيات الى مدوني القرآن ! ، وهل هناك مصدر ثان للنص القرآني غير محمد ! ، خاصة أذا آمنا أن محمدا كان أميا حقا ، أي أنه لم يكن بأستطاعته قراءة وتمحيص النصوص ، التي تكتب من قبل المدونين ! ، لأنه ليس من المنطق أن يعطي القرآن كل هذه المساحة النصية لأشخاص آخرين ، وهو بعينه يفتقدها ! ، وهل من الممكن قبول وجود ملقن أو ناقل أخر لمدوني القرآن غير محمد ! ، لأن الواقع يقول أن النص القرآني من بنيته لم يركز على صاحبه / محمدا ، سوى بذكره أربع مرات ! ..
من جانب أخر ، نلاحظ أن رسول الأسلام أخذ يعوض هذا الأهتمام بنشر بعض الأحاديث منها : عن جابر بن عبدالله أن النبيَّ قال : (( أعطِيت خمسًا لم يُعطَهن أحدٌ قبلي : نُصِرت بالرعب مسيرة شهر ، وجُعِلت لي الأرض مسجدًا وطَهورًا ، فأيُّما رجل أدركَتْه الصلاة فليُصلِّ )) ، أو بوضع نص قرآني على أنه خاتم النبيين ( ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا [الأحزاب:40] ) / وهي أحدى السور الأربعة التي ذكر محمدا بها ! .

ثالثا - المثير للأنتباه أن أبنة محمد ، فاطمة الزهراء لم تذكر في القرأن أيضا ، وهي الأولى عن غيرها لكونها : " أبنة الرسول وزوجة علي بن أبي طالب وأم الحسن والحسين ، والتي تلقب ب سيدة نساء العالمين " ، بالرغم من أن التفاسير الشيعية للأيات القرآنية تبين غير ذلك ، كقولهم في تفسير الأية التالية ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) [ سورة الأحزاب : آية ٣٣] ، وتفسر الأية وفق المذهب الشيعي كما يلي ( تشمل هذه الآية المباركة فيمن تشمل السيّدة فاطمة الزهراء (ع) بل هي محور الآية وأساسها .. لأنّها نزلت في أهل بيت النبوّة ، ولنا حديث مع أولئك الذين حاولوا إدخال البعض من غير أهل البيت في نطاق الآية ، وما يهمّنا الآن هو أنّ الزهراء معنية بهذا الخطاب الإلهي .. / جزء من مقال لعبد المنعم حسن في موقع https://research.rafed.net ) .
* ولكن التفاسير الشيعية غير منطقية ولا تتصف بالمصداقية في هذا الصدد .

رابعا - هل تغير نهج القرأن ! من كتاب لمعتقد غير الأسلام / لما به من تركيز وأهتمام للمسيح وأهله ، الى كتاب للأسلام فيما بعد ، خاصة بعد موت ورقة بن نوفل ! ، وأنقطاع رافد معلوماتي وقصصي عن محمد ، هذا من جانب ومن جانب أخر كان لورقة الدور الكبير في دفع الدعوة المحمدية في بواكيرها .. والتساؤل كيف للوحي أن يفتر وكيف لنبي ان يحاول الانتحار ، بعد موت معلمه / ورقة بن نوفل ! وهذا ما جاء في حديث البخاري ، المرقم 6581 ( وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي ، فيما بلغنا ، حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال، فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه تبدى له جبريل فقال : يا محمد ، إنك رسول الله حقا . فيسكن لذلك جأشه وتقر نفسه فيرجع ، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك ، فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك ) .

خاتمة :
أني أرى أن واضع النص القران ترك لغزا ، بل ألغازا ، لا يمكن فك طلاسمها بهذا التكرار المقصود لهذين الأسمين تحديدا ، وذلك من أجل زرع مساحة من الحيرة والشك لدى المحللين والباحثين العقلانيين لهذه النصوص ، وليس من اليسير البت بهذا الأمر ! ، وليس من الممكن معرفة ما السبب ! وما هو المراد من هذا الوضع ، وما الهدف منه ! ، ألا أذا عرفنا شخصيات وخلفيات من كتب النصوص ، وهذا كما أسلفت يعتبر من شبه المستحيل !! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز


.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب




.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53