الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سرير زوجة الامبراطور نابليون

جوزفين كوركيس البوتاني

2020 / 3 / 31
الادب والفن


واسع سريري ك سرير (جوزفين) وهي تتقلب بنومهاالمتقطع بكوابيس غريبة.منتظرة قدوم نابليون بفارغ الصبر.من غزواتهِ.من نزواتهِ.من فتوحاتهِ التي لا تعد ولا تحصى .. تنتظره بلهفة امرأة لعوب.ك يطل عليها كعادته مشتاقاً ليشمُ رائحتها التي تدوخهُ.كما كان يذكر بكل رسائله( المؤرشفة) لها عندما كان يضمها يصرخ بهذيان ليس هناك أمرأة على وجه البسيطة لديها هذا الرائحة .حد الذي كان ينذرها بعدم أخذ حمام قبل عودتهِ بأيام عليها أن تخزنها له هذه الرائحة التي هي سر عشقهِ لها وليتلذذ بجسدها المثير..
هه يا جوزفين نعم لي سرير واسع وبسع وسائد بيضاء ناعمة.غير إن نومي متقطع كوابسي افظع من كوابسكِ.مثلك تماماً تعبة الأنتظار أنهكني ولكن انا لا انتظر من يآت لشم رائحتي .وإنما انتظر من يآت لينتشلني من سرير الغربة ويعود بي الى الوطن.نومي غير مريح لأن سريري مؤقت. في مكان مؤقت لقد مر العمر ونحن نضع كل الأشياء في اماكن مؤقتة لحين تتغير الأمور ونثبتُ في مكان ما .والاغلب في الوطن..آه يا (جوزفين) عن ماذا اخبرك ولمن اشكو همي. وأنا التي فقدت النطق أثر صدمة خسارة كل ما نملك في طرفة عين.أتعرفين بسسب ما مررت به اصبح نومي خفيفاُ جداُ .لوإن ريشة وسادة لمست خدي غير متعمدة.تجديني استيقظُ في الحال فزعة قافزة من سريري كأن هناك عقرباً أسوداً لدغني..وبعدها اجد نفسي في سرير تفوحُ منهُ رائحة المطهرات والمعقمات وجسدي شبه منهار ومصلاُ مغذياً شكل في وريدي.وطوراً اجد نفسي في سريرفي فندق فاخر في مدينة بعيدة غارقة بالاضواء .وتارةً اجد نفسي التي تحمل في جيبها عناوين لأماكن مؤقتة مرمية على ىسرير جلدي اسود في احدي المطارات بأنتظارإقلاع الطائرة .غالبا يؤجل الاقلاع لساعات وساعات اما بسبب الانواء الجوية أو سبب حدوث طارئ للبلد المتوجهة إليهُ وأنا القادمة من بلدالطوارئ كل شيء فيه مؤقت...ولأني أعتدت على ذلك تجدني الشيء والوحيد الذي ابحث عنه هو سرير مؤقت لأخلد عليه ولو ساعة . آه يا جوزفين أنتِ كنتِ على الأقل تتلذذين بعودته إليك بعد غياب موجع.وبعدها يمضي هو لأكمال غزواته وأنتِ تخلدين الى النوم مبكرا أما أنا الذي علمني النوم على سرير واسع مثل صدرهِ.ذهب ليحارب من أجلي ومن أجل الوطن ذهب وهو موقناً أنه ُ سيردع الاشرار عنا وعن الوطن. لكن لا هو عاد ولا الأشرار تركوا الوطن بحالهِ.لذا من يومها وأنا أراني مؤقتة كل يوم في بلد يختلف عن الاخر وسرير غير ذلك السريروصرتي دائما على ظهري مستعدة للرحيل بأي لحظة.لا اخفي عليك عندما انعم بنوم مريح يزورني في الحلم ليطمئن علي وعلى أبناءهِ المبعثرين هنا وهناك.آه يا جوزفين أنت اوفر حظاً مني والفرق بين سريري وسريرك هو. رجلان الأول ذهب ليغزو العالم ولم يعد مات في جزيرة بعيدا عنك.. والثاني رجلاًذهب لحمي وطنهُ من الدخلاء.وأيضاً لم يعد..انتِ لحقتِ به بعد عمرٍ طويل أما انا تراني هنا في مكان مؤقت على سرير واسع مؤقت ارتب سريري وأعدُ وسائدهٍ السبع قبل النوم بدلاًمن أن أعدُالخراف..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ذكرى رحيله الـ 20 ..الفنان محمود مرسي أحد العلامات البار


.. اعرف وصايا الفنانة بدرية طلبة لابنتها في ليلة زفافها




.. اجتماع «الصحافيين والتمثيليين» يوضح ضوابط تصوير الجنازات الع


.. الفيلم الوثائقي -طابا- - رحلة مصر لاستعادة الأرض




.. تعاون مثمر بين نقابة الصحفيين و الممثلين بشأن تنظيم العزاءا