الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كورونا والإله الغائب

ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)

2020 / 4 / 1
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


الله أكبر هو كبير الآلهة أو هو الإله الواحد الذى لا وجود لغيره فى عالم الغيب والمؤمنين به، كل إنسان أثناء الأزمات تتكاثر عليه الأفكار والأسئلة عما فعله فى حق البشرية أو فى حق الخالق أياً كان أسمه بوذا الله الرحمن كريشنا برهما وغيرها من الأسماء أو الآلهة التى يتعبد لها جزء من البشرية؟ وهل إصابته بالسرطان أو بالأيدز أو الطاعون والكوليراً والفيروس التاجى كورونا وجنون البقر، هل هو عقاب من الإله على عمل أرتكبه بعض البشر سواء كانوا صالحين أو فاسدين؟ وهل من حق أى إله أو خالق أو أى قوة عليا فوق الإنسان أن تنشر الأمراض والفيروسات والأوبئة المختلفة على كل البشر دون تمييز بين الأخيار والأشرار؟ أى تفكير أو عقلية هذه التى لا تستطيع وليست لديها القدرة على فهم أنها تصنع الشر للمؤمنين بها وغير المؤمنين فى ظلم فاحش وجهل بالخير والعدالة!!

هذا الوباء الجديد الفيروس التاجى كورونا فيروس أو فيروس كورونا أحبط كل الآمال فى أستجابة القوى العليا من الآلهة بشتى قدراتها الخارقة فرضاً غيبياً لكل الصلوات والأدعية اليومية والطقوس المتواترة الصادرة من قلوب المؤمنين المتقين والصالحين السائرين على الصراط المستقيم من كل الأديان، هؤلاء المؤمنين والذين يرفعون صلواتهم لآلهتم بالملايين يومياً تنفيذاً لأوامر آلهتم التى ألخصها بشتى صيغها المختلفة بالقول: "أدعونى فى ضيقتك وأنا أستجيب لك يقول إلهك"، هى كلمات بسيطة لا تحتاج للشرح أو التفسير أو التأويل حتى يقول البعض أن إلهه لم يقصد ذلك!!

قد يقول شاب داخل نفسه: " أنا أعبد إلهى وأمارس طقوسه وأطبق أوامره كما علمنى أبى وأمى، لماذا يصيبنى هذا الفيروس ثم يستخدمنى إلهى لأكون قاتلاً أنقله أيضاً إلى أمى وأبى الأتقياء البسطاء؟ هل يعرف أننا نؤمن به أم أنه يختبر إيماننا مثل بقية المؤمنين وما يردده رجال الدين؟ وهل هذا منطق إلهى أم منطق البشر؟ أنا مازلت فى شبابى أجد نفسى مصاباً بهذا الوباء فى الوقت الذى أرى الشباب الفاسدين ويرتكبون كل الموبقات وكل الأفعال التى لا ترضيك يا إلهى وحذرتنا منا فى كتبك، ورغم ذلك هم أصحاء لم تصيبهم يا إلهى بأى عمل شرير، ماذا أقول؟ هل تخلص المؤمنين بك المحبين لك المدافعين عنك ضد أعداءك وترحمنا من آلامنا التى نعانى منها بينما الأشرار يعبثون بين مخلوقاتك بكل حرية؟".

وقد يفيض الكيل بآخر فيقول" هل أحبك يا إلهى أم أكرهك وقد أخسر بذلك محبتك لى... وهل أنت تحبنى حقاً كما قلت فى وصاياك لنبيك ورسولك حتى أستمر فى محبتك رغم كل هذا البغض الواضح من طرفك يا إلهى بإصابتى بالأمراض والأوبئة رغم أنى فى مطلع شبابى ولم أجد عملاً بعكس الأغنياء الذين يسهلون لأولادهم إيجاد عملاً عن طريق أصحابهم؟؟

هل هى معادلة صعبة أحتاج إلى التفكير الجيد فى معناها؟ أشعر أنك تبغضنى فعلاً لأن أسرتى أرسلتها إلى القبور وأنا فى إنتظار دورى حتى تنهى حياتى؟ أنت الإله الخالق الصالح الذى عبدته وطلبت إليك فى صلواتى أن تنقذنا من أمراضنا التى ستهلكنا ليبقى المجرمين ليزدادوا فسقاً وكبرياءً ويسخروا منا ومنك يا إلهى لأننا صدقناك وآمنا برسولك وكتابك المقدس؟ ".

من أين تأتى البراكين والزلازل والأوبئة والطوفان وهلاك شعوباً بأكملها؟ ألم تعلمنا فى كتبك المقدسة أنك أنت الإله الوحيد الذى أنزل الطوفات وأهلك جميع شعوب الأرض وأنقذ الصالحين مثل نوح والمؤمنين بك؟ من أهلك الكثير من الأمم البائدة؟ أنت أيضاً أيها الإله المتكبر الماكر الجبار، قد تكون على حق فيما فعلته وأرتكبته فى حقهم لأننا لم نراهم وما فعلوه فى حياتهم حتى يستحقوا الفناء الكامل، الكثير والكثير من تلك الأحداث التى كتبتها وسجلتها فى كتبك المقدسة ونادى بك أنبيائك ورسلك هى تشهد بأنك الإله الغائب القدير على كل شئ، إذن كان بإمكانك أن تمنع تلك الكوارث عن أتباعك المؤمنين وتصيب بها المنافقين والمفسدين فى الأرض؟؟

إذن أنت إله غائب عن أرضك وعن من يعيش عليها، تخرب تعمر لا يهمك شيئاً لأنك فى علم الغيب غائب ولا أعلم مثلك كما تقول إذا كنت حقاً تتمتع بالوجود الحقيقى أم أنك غيباً لا وجود له إلا فى أذهان من أعتقدوا أنهم رسلك وأنبياءك وتوهموا أنهم يحملون رسالة حكيمة لخلاص جميع البشر، كانوا يؤمنون إيماناً صادقاً بأن الإله كلمهم وأعطاهم شرف حمل رسالته التى لا تختلف عن سابقيها، إلا بعض التغييرات الطفيفة فى أداء الصلوات والكلام الذى يجب أن يقال وبعض الشرائع أو القوانين، وحسب مزاج والبيئة التى تلقى فيها رسالته يميل بعض هؤلاء الرسل أو آلهتهم إلى العنف أو إلى السلام والمحبة، والشئ الذى أتفق عليه هؤلاء الرسل هو الجزاء والمكافأة لمن يفعل الشر إلى نار جهنم ومن يفعل الخير إلى عالم الجنة بأنواعها.

كلام جميل لكنه لم يعد يؤثر فى أفكارى التى أنضجتها صمت إلهى عن الأستجابة لى وكأنه لا يسمع كما يقول المثل المصرى" أذن من طين وأذن من عجين"، بمعنى أخر كورونا فيروس وغيرها من الأمراض والكوارث البشرية ترسلها الآلهة الغير موجودة، أى أن الإله الذى أؤمن به: لا يسمع ولا يرى ولا يعلم ولا يعاقب ولا يحاكم ولا يرسل ولا يعطش ولا يجوع من إيذاء البشرية، إلهى صعب عليه أن يهلك الأشرار ويترك الأبرار ليعيشوا فى سلام، أين يوم القيامة التى أصبح " البعبع" الذى صنعه ليخيفنا به كأننا أطفال حيث تنتظرنا النار لو كنا أشرار ولم نصدق وجوده الذى لم يثبته بأى طريقة كانت، والأبرار تنتظرهم عالم الجنة والنعيم والرفاهيات الجسدية التى حرم منها الأبرار أنفسهم وأستمتع بها الأشرار أثناء حياتهم.

أعيد كلامى يا إلهى: لو كنت حقاً إله موجود ومخلص نفوس البشر وأستمعت لصلواتى وصلوات الملايين مثلى، يكفيك أن تقول كلمة واحدة لتتوقف نكبة الفيروس التاجى كورونا " التعبير الصحيح" التى تتزايد ضحاياها يومياً... أنتظر منك كلمة: كن فيكون!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احد المقالات
ابو ازهر الشامي ( 2022 / 8 / 12 - 20:23 )
احد المقالات على الحوار المتمدن لكاتب مسيحي
يعتبره الكثيرون متنور ومثقف وكاتب مميز
اعطى تبرير خارق لكورونا
وهو انها غضب الله لاننا لم نتبع وصاياه
نعم وهو كاتب محسوب بأنه من طبقة المثقفين
الحقيقة ان الكاتب العبقري قد اجاب عن سؤال اين الله في كورونا
فالله هو مفتعلها اصلا !
كيف تسأل عن شيء هو صاحبه وفاعله
!

اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير