الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ظل أزمة كورونا ، وحظر التجول... دعونا نصحح أفكار المجتمع (ج4)

وعد عباس
كاتب وباحث

(Waad Abbas)

2020 / 4 / 2
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


ظننا لوهلةٍ أنَّ زيادةَ عدد الناشطين في مجال التوعية المجتمعية أمرٌ يبعثُ على الإعجاب ، ويُثير الدهشة ، ويصنع تصوراً جميلاً عن مجتمع كُنَّا نظنه سيئا جداً ، ولكن ما لَبِثَ أن تحوَّلَ ذلك الإعجاب إلى إحباط أصبح مؤلما جدَّاً ، فمن كنَّا نظنهم عونا لنا ، أصبحوا وبالا علينا ، ومن كنا ننتظر منهم الفائدة ، أمسينا نتلقى منهم الخسارة ، وقد أدركنا الآنَ أنَّ جلوس مثل هؤلاء في بيوتهم أنفع لنا من ممارستهم العمل التوعوي ، فهم أصبحوا ينشرون الإشاعة ، ويتكلمون في أمور يجهلونها دون استشارة المتخصصين فيها .
ففي أزمة كورونا التي اجتاحت العراق قبل أكثر من شهر برزَ عددٌ هائل من الأفراد ليمارسوا النشاط التوعوي ، وأعلمُ يقينا أن جُلَّهم تدفعه الرغبة لخدمة المجتمع ، لكنَّ جهلهم بالمسائل الصحية – الجسدية والنفسية – جعل جهودهم تتحول من منفعة إلى ضرر ، وبصرف النظر عن الإشاعات التي نشروها جهلاً منهم بحقيقتها ، فإن أسلوبهم التوعوي غير صحيح أبدا ، بدءً من اعتقادهم بأنَّ التهويل والتخويف سيجعل المجتمع حَذِراً أكثر ، وانتهاءً ببث فكرة أنَّ الفيروس يفتكُ بكبار السن دون الشباب ، وقد اخترتُ هذين الأسلوبين ، أو هاتين الفكرتين بالتحديد لمناقشة أثرهما في المجتمع .
فالتهويل الذي أشاعه هؤلاء أدَّى إلى نتائج سلبية على الجهاز النفسي للأفراد ، وأثار القلق لديهم من استمرار الأزمة إلى فترة قد تطول ، الأمر الذي جعل الفقراء خاصة في وضع نفسي سيء ، بل أصابهم وأصاب أسرهم الهلع وجعلَهم يخرجون من منازلهم رغم الحظر ، وقد رأينا ذلك في الأحياء الفقيرة في النجف خاصة ، كما أدى إلى تحرك الأغنياء نحو خزن المؤن ما تسبب بارتفاع الأسعار قليلا .
ولا ينبغي أن ننسى وجود عدد كبير من المصابين باضطراب "الوسواس القهري بأنواعه المختلفة" واضطرابات نفسية أخرى تجعل هذا التهويل يؤدي إلى سوء وضعهم الصحي ، بل ربَّما إلى الوفاة !!
أما فكرة أن الفيروس يقتل المسنين دون الشباب ، فقد أدَّى إلى اطمئنان الشباب بشكل كبير ، وتسبب بعنادهم وعدم التزامهم بحظر التجول ، والحجر المنزلي ، بل تراهم حتى الساعة ينتقلون بشكل مجاميع كبيرة من بيت إلى بيت ، ولم يتغير الشيء الكثير من روتين حياتهم ، بينما أصبح الأمر على العكس تماماً لدى المسنين ، فهم أمسوا أكثر رعبا وقلقا وحذرا ، وهذا يؤثر سلبا وبشكل مرعب على جهازهم المناعي الذي أصبح ضعيفا ولا شيء أفضل من الأمل والتفاؤل يمكن أن يدعم جهازهم المناعي .
الجديرُ بالذكر أنَّ الشباب يكثرون التحدث بهذه الفكرة ، وهي على الأرجح تمثل حيلة نفسية من أجل خفض التوتر والخوف الذي يقبع في داخلهم من كورونا .لذلك أود أن أوصي بـ :
- عدم التصدي لمهمة توعوية أنت جاهلٌ بأساليبها حتى تستشير أهل الاختصاص فتحصل منهم على ما يجعل عملك نافعا فعلا ، وتذكر دائما أن التخويف قد يكون أخطر من الفيروس نفسه ، بل وأسرع انتشاراً بين الناس أيضًا .
- لا بأس بإخفاء شيء من الحقيقة عن كبار السن المليئين أصلا بالمخاوف بسبب الطبيعة السيكولوجية لمرحلتهم العمرية ، وتقديم الدعم النفسي لهم .
ختاماً أود التنويه إلى أنَّ ما ورد في المقال يشمل وسائل الإعلام أيضا ، فقد رأينا هذه الأساليب الخاطئة تتكرر في عدد من الوسائل المرئية والمسموعة والالكترونية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير