الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متلازمة السياسى والدينى فى شرقنا الاوسط المعاصر

جيهان خليفة
كاتبة صحفية

(Gehan Khalifa)

2020 / 4 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لماذا لم تطرق الحداثة والديمقراطية بل والحرية والسيادة بابنا حتى الآن ؟لماذا ابتلينا منذ عقود بالارهاب ليس فقط الارهاب الدينى بل وارهاب الدولة ؟ هل الجهل ,, الفقر .. الدين ..السياسة .. ام كل هذه العوامل مجتمعه .. هذه اطروحات يطرحها الباحث خليل احمد خليل فى كتابه الرائع (( سوسيولوجيا الجمهور السياسى الدينى فى الشرق الاوسط المعاصر . يكشف من خلاله الواقع المرير الذى يعانيه الجمهور العربى المستبعد دائما عن مجال انتاج سلطته الجمهورية فمنذ اجتماع السقيفة وحتى يومنا هذا وهذا الجمهور مأخوذ عنوه بقوة رجال الدين والسياسة فى عالمنا العربى . هذا الكتاب يغوص عميقا فى عقلية الجمهور ويوضح ضرورة تحريرة أولا بعدما أغرق فى دمه فى عده بلدان عربية وأسلامية .. ولكن هذا التحرركيف يكون ؟ وما ألياته ؟هنا يوضح الكاتب أنها وحدها العلمانية هى الكفيلة بهذا الدور فالدةلة العالمة هى نتاج مجتمع علنى أو متعلم والعلمانية لا يمكنها أن تكون الا علمانية علمية مستقلة عن الايدلوجية الدينية والسياسة تلك الأيدلو جية التى جرى تسويدها فى الشرق الاوسط المعاصر من باكستان حتى موريتانياكما يرى الباحث..مشيرا الى ان الجمهور العربى مطبوع فى ذهنه صورتان مثاليتان لمقدسين مفترضين هما المقدس السياسى والدينى ويتصرف كأنه شى عادى فى مقابل شى استثنائى خارق لذلك يظل طوال الوقت فى حالة خوف منهما معا بل يتم تطبيعة على تقديسهما معا بدلا من معرفتهما فى اطارهما السوسيولوجى أى التاريخى والسياسى لذلك يصبح شعب خائف من الحاكم ومن ( العمه ) فالجمهور الأمى أبجديا وثقافيا من السهل اخضاعه سواء للخطاب الدينى أو السياسى بكل تبسيطاته وتسطيحاته وفى نفس الوقت يكون غير قادر على استيعاب الخطاب العلمى الحديث الذى لا يشكل سوى 5%من المجتمعات العربية كما يشير الباحث .ولكى يبقى هذا الجمهور ملتزم فى (خانة السكون ) التى أسكنها اياه طرقى السلطة ( السياسى والدينى ) جرى اتفاق ضمنى بينهما على ضرورة ابعادة عن معركة العلم الحديث موهمانه ان ما يقدم له من معرفة هو العلم كله وفبه تكمن مصلحتة لذلك فالجمهور الغارق فى ايدلوجيته الاعلمية يظن أن ما يقدم له هو العلم الارفع الذى ينقذه من الضلال وهنا يعانى الجمهور العربى من الارهاب المزدوج متمثل فى ارهاب سلطة عامه وسلطة خفية أصولية يمينية لذلك أصبح جمهور ملتبس منفصم يوجد بداخلة جرثومة العنف والخيال مع أستبعاد المعرفة النقدية ومن ثم العلم وتقنياته فالعالم العربى يفتقر الى انظمة دامجة تدمج الفرد فى بينتة الجماعية وتدمج القوى الاجتماعية فى نظام عام . فى هذاىالواقع المرير تتشكل الفوضى فهى المصدر الاساسى لجنون القوة الذى تعانيه الجماهير العربية الواقعة بين أرهاب الفكرة الدينية المطلقة وارهاب الفكرة السياسية المطلقة ايضا لذلك يعتقد الجمهور ان مشاكلة قدرية بعد ما غابت عنه اسبابها السياسية فيلجأ الى ايجاد حلول لها فى الناحية الدينية وهكذا يدور فى حلقات مفرغة .ويشير الباحث أنه فى ظل هذا المناخ لا يتحول الفرد الى شخص ثم الى شخصية مستقلة مميزة ومبدعة بل يتحول الى مجرد نسمة أو رقم من أرقام الرعية تقوم فوقه سلتطا الساسيى والدينى وهنا الا معنى لكلام مواطن وسط جمهور هذه الحالة فكيف يكون مواطن سياسى وهو مقموع بسياسة دولته انه بسبب ذلك مواطن وطن أخر يجده فى المنفى او فى الملكوت !! .. فى غياب مفاهيم الاوطان والدول هل يخرج مواطنون منة هذا الجمهمور المستلب ؟ تساؤل يطرحه الكاتب مؤكدا أننا لن نجد مواطنيين وسط هذا الجمهور الا بشكل رومانسى يعنى انتماء المواطن الى وطنه كتراث كماضى أو كحنيين ألى الأصل اما انتماء ألى هوية وطنية فشكل لفظى .. فما معنى وطن لا يحمى مواطنية .. وما معتى حكومة وطنية تفترس مواطنيها وتستقوى بالخارج لتجديد هيمنتها . وهل مثل هؤلاء مواطنون حقا ؟ ولو كانوا كذلك كما فى القوانيين والدساتير لماذا تفعل بهم حكوماتهم ذلك ؟ يرى الباحث ان الديانات فى العالم العربى تقدم نسها على أنها رسالات توحيدية مسالمة تدعوا الى الالفة والمحبة لاغير بينما الابحاث العلمية السوسيولوجية غير الايدلوجية تجعلنا نكتشف وجه اخر لهذه الديانات الا وهو الحرب كتعبير عن جنون القوه والتعصب والعنف المرتبط بالاكراه الاعتقادى . فى مثل هذا الجو من التعصب السياسى والدينى يحاول المثقفون العضويون التصالح مع كتلتهم الاجتماعية التاريخية من خلا تقديم عقلنه للسياسة والدين داخل جمهور خاص من خلا للكن نجاحهم مرتبط بتحول المجتمع العربى الى مجتمع شبه علمى يكون المرجع للعلم لابد من تمدين المجمهور نفسه فكريا وبما ان المجتمع العربى مسلم بالاكثرية لابد من استرجاع تاريخى موضوعى للحروب الاهلية فى الاسلام هناك صراعات سياسية ودينية تملأ صفحات هذا التاريخ لابد ان تقدم كما حدثت فى مكه والكوفة وغرناطة واستانبول كما تكررت فى فلسيطين لبنان .. وحروب أصولية فى مصر والجزائر والسعودية وهنا يتبغى التفريق بين جمهور مسلم مؤمن وجمهور سياسى متعصب مذهبيا وجمهور اسلامى منتظم سياسيا لفرض ارادته بالقوة . يرى الكاتب ان الجمهور العربى مجرد كما مهملا بالقوة لا بالفعل لذلك فالفوضى هى اشكال الاستلاب والنفاذ لهذا الجمهور لاستغلاله يقتحم السياسى والدينى فوضى هذا الجمهور لاستغلاله ليدور الصراع أو التحالف بينهما على هذه الضحية السهلة بل تتحول سياسات الدولة الى مناورات على الجمهور وتقدم سياسات الاصوليين ايضا نفسها على انها مناورات مما يزيد المشهد كأبة مستغلة الفراغ السياسى وعدم وعى الجمهور المستلب وشعورة بالظلم الاجتماعى فيصفله الحاكم بأنه طاغية ظالم مستبد وتفتح له ابواب الجنة الاصولية وتوهمة بالجهاد فى ظل ذلك تتوارى صورة المناضل السياسى الوطنى اليسارى الذى عرفه الجمهور قبل الهوجة الاصولية التى سميت خطأ صحوة أسلامية على حد قول الكاتب . ومن خلا هذا الطرح تتعاقب بل تنحصر السلطة بين السياسى ورجل الدين أما فى الغرب وكما يرى الكاتب فبعد استبعاد رجل الدين ظهر التعاقب على السلطة بين السياسى ورجل العلم وقدم المرجع الاجتماعى الديمقراطى اطارا معرفيا ومؤسسيا لهذا التعاقب فبدون ثورة علمية فى عالمنا العربى لن يكون هناك جمهورية للعلماء ولا جماهير فالجمهورية الحديثة هى حكم الجمهور تقوم باسمة وبقوتة وتستمر باستمرارة فهل سيتحقق ذلك يوما ما ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الميدانية | عملية نوعية للمقاومة الإسلامية في عرب العرامشة..


.. حاخام إسرائيلي يؤدي صلاة تلمودية في المسجد الأقصى بعد اقتحام




.. أكبر دولة مسلمة في العالم تلجأ إلى -الإسلام الأخضر-


.. #shorts - 14-Al-Baqarah




.. #shorts -15- AL-Baqarah