الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فوضى العبث الكونية

كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)

2020 / 4 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


العبث هو العمود الفقري لكوننا رباعي الأبعاد هذا.
هو القاعدة السائدة، تتخللها استثناءات تحدث خطوطاً من الانتظام النسبي،
تختلف عمقاً بين مستويات ثلاثة.
فعلى المستوى الأكبر باتساع الكون،
تعمل القوانين الفيزيائية على تشكيل منظومات من كواكب ونجوم ومجرات،
تكون طول الوقت نهباً لعواصف التفاعلات والانفجارات والاندماجات،
دون غائية تتقصد انتظاماً أو فناء.
على المستوى أدنى نجد البيئة الطبيعية على كوكب الأرض الذي تواجد عليه الإنسان.
هنا تعمل القوانين الفيزيائية والبيولوجية في ظل عبثية لا غائية،
خلقت محيطاً سمح بتواجد طوفان مستمر ومتجدد من الكائنات الحية ذاتية التطور،
ما يجري أيضاً وفق ذات المنحى الوجودي العبثي.
نصل للمستوى الأدنى والأخير،
وهو الدائرة التي يحيا فيها الإنسان على سطح كوكب تتسيده الفوضى، ضمن كون عماده الفوضى.
يحاول الإنسان إضفاء المزيد من الانتظام على بيئته الطبيعية والأدبية،
رغم الواضح من تاريخ الإنسانية وحاضرها،
أن مجهودات الإنسان لإضفاء الانتظام هذه لم تخل ذاتها من عبثية،
بل ومن إهدار جهده في عكس الاتجاه،
بما ينشغل به من حروب مدمرة، واتجاهات فكرية تخريبية لما يحاول تشييده من انتظام بمسمى حضارة.
هو إذن العبث الذي يتأسس عليه الكون،
وفي ظله نحيا ونموت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاب كويتي «مبتور القدمين» يوثق رحلته للصلاة في المسجد


.. القبض على شاب هاجم أحد الأساقفة بسكين خلال الصلاة في كنيسة أ




.. المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهدافها هدفا حيويا بإيلا


.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز




.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب