الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرسالة الروحية من وراء الفيروس.

عائشة التاج

2020 / 4 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


في خضم انكماشنا المهين أمام كائن ميكروسكوبي ونحن نسعى للنجاة من اختراقه لمجالنا وأجسادنا الهشة بكل الوسائل ،تذكرت أشخاصا عبروا من حياتي يعانون من تضخم الإيجو ، تكرت أولئك اللواتي يتباهين بحقائبهن الغالية جدا جدا ، بنوع العطر النفيس ، بالألبسة المستوردة من هناك وراء البحار ,,,,,تذكرتهن وهن يحكين بطولاتهن الوهمية في تفاعلهن مع الناس ويمتشقن بين الفينة والأخرى : هل تعرف من أنا ؟ أو يفتخرن بنسبهن العائلي ،هن بنات عائلة تعتبر عريقة في مدنهن الصغيرة فقط لأن أباها له مهنة في الوظيف أو جدها يملك عقارات أكثر من غيره قد يكون مصدرها غير سليم أصلا ,,,,,
تذكرت أشباه الذكور ،الذين يتباهون بأنواع سيارتهم ، وأنواع هواتفهم ،ويجلسون في المقاهي مستعرضين على غيرهم هذه الممتلكات البئيسة ,,,
وفي نيتهم استقطاب اهتمام جميلات ينهرن أمام المال قبل غيره من المقومات ,,,,
تذكرت من يتفاخر بنفوذه ،ويرسل إلى من يتفاعل معهم رسائل القوة المفترضة لعلهم يعرفون مع من يتعاملون ويعتصمون بجسر الحذر من هجوم سيف النفوذ المحتمل أمام أي خطإ ,,,,
أين أكسسواراتكم الخارجية ,انتم تختبئون الآن في دوركم مثل أي فأر خائف من القطط أو فخ صاحب المأوى ,,,,,
أحاول تصور طغاة العالم ،وهم يهددون بعضهم بعضا باي نوع من أنواع الغزو مستعرضين آخر اختراعات بلدانهم في السلاح الذي صنع أصلا لقتل جحافل من البشر هم أصلا أبرياء ولا علاقة لهم برهانات الصراع من أجل المال والمجال والسلطة ,,,
طغاة العالم /أنتم تتصارعون على أرض وموارد هي أصلا لخالقها وليس لكم من منة غير منسوب العنف والبطش الذي يمكن أن تلحقوه بنظرائكم من بني البشر الأقل عدة وعتادا ومكرا منكم ,,,,
يا طغاة العالم ،حروبكم ومنافساتكم البئيسة وجشعكم الفياض على المال الذي جعلتم منهم ألها هي السبب في كل الاختلالات التي حلت بكوكب الأرض
قيمكم البئيسة التي عولمتموها قسرا ،وحولتم بها شعوب الأرض إلى مجرد عبيد ،يهبونكم قوة عملهم وولاءهم اللامشروط هي أصل الاخنلالات ,,,,,
وها أنتم تقفون على بؤسكم وهشاشة اختياراتكم
الأكثر جبروتما منكم ينتظر علماء ، أمضوا عمرهم في الدراسة والبحث ، بسطاء ومتواضعون لدرجة تنسونهم وتفضلون عنهم الراقصات والمغنون
والرياضيين ,,,,,أنتم كلكم الآن واقفون صاغرين أمام محراب العلم الذي تحتقرونه فقط لأنه مجال صامت ،فالحكمة دائما ترتبط بالصمت الذي قد يمكن من التفكير والتدبر ,,,,
أين جعجعة حفلاتكم ومهرجاناتكم؟؟؟
ما أهمية ركام أسلحتكم وترسانات عنفكم الآن أمام هذا الفيروس ؟؟؟
لماذا تصرون على اعتبار السلاح معيارا للقوة والمجد ؟؟
لماذا تجعلون من قتل الأبرياء بطولة تتباهون بها عبر إعلامكم و تضمنونها للتاريخ كي تتوارث الأجيال قيم قتل الإنسان لأخيه الإنسان وكأنها فضائل لا محيد عنها ,,,
ها هو فيروس لا يرى يعلمكم ،ويعلمنا جميعا فضيلة التواضع أما جبروت الكون وخالقه الذي جعل حكمته في أبسط مخلوقاته
فهل ترعوون الآن ،وتكفون عن كل الأمور التي أبلغت الأذى بالأرض وسكانها البسطاء ؟؟؟
هل تتواضعون الآن وتستعملون موارد الطبيعة والإنسان من أجل الخير والحب والجمال لعلكم تنتصرون لإننسانيتكم .....
الفيروس رسالة لمن يريد أن يفهم بأن أغلب اختيارات المتجبرين فوق الأرض
خاطئة ويجب أن تتغير وحالا ,,,,,,,
ف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العودة للرشد
منير كريم ( 2020 / 4 / 4 - 15:56 )
تحية للكاتبة المحترمة
مقال متميز يلامس النفس البشرية
بين هذا الفايروس والكارثة التي سببها ضعف الانسان ومدى امكانية انهيار احلامه
هل سياخذ الانسان العبرة ويخفف التكالب على الحياة ويكون اكثر انسانية؟
نتمنى ذلك
شكرا جزيلا لك

اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة