الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ترى هل من عودة الى الوراء ؟

حنان بديع
كاتبة وشاعرة

(Hanan Badih)

2020 / 4 / 5
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


فيروس لا يرى بالعين المجردة غير حياتنا اليومية، وبين ليلة وضحاها أصبحت التكنولوجيا نجمة المحنة بامتياز ، كيف لا وكل شىء أصبح بفعل صديقتنا التكنولوجيا ( أون لاين)..
فبعد الجائحة كورونا أصبحنا نعمل جاهدين على أن نحول دفة معظم تفاصيل حياتنا نحو الخدمات الالكترونية ، أقول هذا بعد أن وصلتني دعوة لحضور المناسبات الثقافية سواء كانت محاضرات أو جلسات ثقافية أو حوارية (اون لاين) مرفقة بموعد الجلسة على مواقع التواصل الاجتماعي ..
نعم صحيح أن الحاجة أم الاختراع لكن حتما هذا الاختراع عندما يقفز من الفكرة الى التطبيق بهذه السرعة فإن كورونا قد فعلها واختصر الكثير من المراحل الزمنية التي كان من الممكن أن تمر بها البشرية ..
كل ما كان ما يزال طازجا وحيا أصبح الكترونيا ، التعليم أون لاين ، طلبات المطاعم والصيدليات والملابس والاحذية اون لاين ، شراء الكتب أو حتى قراءتها اون لاين ، مواقع التعارف والزواج أون لاين، العمل أصبح متاحا لأغلبنا من المنزل أو لاين ، الخدمات الخاصة أو الحكومية ، ارسال المدفوعات في جميع أنحاء العالم أو لاين ، الصحف اليومين والاخبار اون لاين ، حجز التذاكر تشخيص الأمراض .. الخ

ترى هل من عودة الى الوراء ؟
بعد هذه القفزة الاجبارية ، يبدو أن السؤآل أصبح سخيفا وغير واقعي في عصرنا هذا خاصة مع التوسع الهائل في البنية التحتية الخاصة بالانترنت عالميا ، وكذلك التقدم الهائل في تكنولوجيا المعلومات والانترنت .
إنها الشبكة العنكبوتية نافذتنا الى العالم دون أن نغادر منازلنا في زمن الحجر الصحي ، ولن يكون غريبا أن أن برز مؤخرا علم اجتماع الانترنت أو علم الاجتماع الآلي الذي أصبح محل اهتمام فئة كبيرة من الباحثين في علم الاجتماع مع أبرز المصطلحات المستخدمة فيه وهي ( العالم الافتراضي وشبكات التواصل الاجتماعي والقطيع الالكتروني) .
على الجانب الآخر من كل هذه المصطلحات هناك مواقع الكترونية غريبة قد نعجب من وجودها ،غير مفيدة ولا تقدم محتوى سواء كان هادفا أو ترفيهي ، لكنه قادر على اجتذابنا لتجربته ..

لربما تنبأ أصحابها بحلول مثل هذه ألأزمة الكورونية التي أدخلتنا جحورنا لنصبح كائنات الكترونية بامتياز ونترك الشوارع والمقاهي والمتنزهات للحيوانات التي بدأت تعتقد أننا أخيرا انقرضنا أو في طريقنا للانقراض.
أما أنا فأستطيع أن أتنبأ بكل ثقة أنه سيأتي ذلك الوقت الذي لا نخشى فيه الأوبئة والفيروسات طالما نحن في بيوتنا وداخل عوالمنا الصغيرة نعيش حياتنا كاملة أون لاين !
إنما سنخشى غرو الفيروسات الكمبيوترية الجديدة والمتطورة القادرة على أن تشل حياتنا الالكترونية ولتعدينا مجبرين الى عصرنا الحجري الذي عاصرناه قبل عام 2019 .

يعني حتى مخاوفنا ستصبح الكترونية ! وربما أحفادنا الالكترونيين سيكتبون عنا يوما ما أننا جيل بدائي الى الحد الذي كنا فيه نعيش حياتنا أوت لاين وليس أون لاين ..
عل أية حال في هذا العالم المجنون نحمد الله أن العيادات النفسية أيضا أصبحت متاحة أون لاين وما عليك سوى أن تحجز موعد الجلسة بالصوت والصورة مع طبيبك النفسي! طبعا في حال كنت تشعر بالدهشة أو التوتر أو عدم التصديق فلا تتردد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قميص -بركان- .. جدل بين المغاربة والجزائريين


.. مراد منتظمي يقدم الفن العربي الحديث في أهم متاحف باريس • فرا




.. وزير الخارجية الأردني: يجب منع الجيش الإسرائيلي من شن هجوم ع


.. أ ف ب: إيران تقلص وجودها العسكري في سوريا بعد الضربات الإسرا




.. توقعات بأن يدفع بلينكن خلال زيارته للرياض بمسار التطبيع السع