الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آلة العود

ستار جبار سيبان

2020 / 4 / 5
الادب والفن


طبعنَه نهيم لو لاحت عيون السود ..*
لو لاحت عيون السود ..
بدروب الهوى تروح ..
تروح وعلينا تعود ..

سبعيني .. ربما ثمانيني الهوى ، لا زلت احمل وهج الروح ذاتها ، حين كنت ادندن مع نفسي وانا اجوب الازقة الضيقة عصراً ، بعد ان تكسر الشمس لتكون اقل قيظاً ، ابحث بوجوه الفتيات الجالسات على دكات البيوت مع امهاتهن، بعضهن بانتظار حبيب مجاز لايام معدودات من جبهات الموت ، بعد ان امهله القدر ان لا يأتي ملفوفا بعلم على سقف سيارة كراون ، يرميها بنظرة وابتسامة خاطفة كالسهم بعيداً عن عيون الامهات اللاتي ينسجن خيوط سوالفهن بشغف ، تنعش ليلها الطويل وتهيم روحها شوقاً واضطراباً على صوت عبد الحليم وام كلثوم وتسرح بنهاية حرب لعينة طال لظاها . ربما ، اجد من كانت بلا حبيب تنتظرني هناك على دكة ما في هذا الزقاق او غيره ، طال عناء البحث عنها ، ربما لم يكن القدر حليف لكلينا ، فتكون تركت مجلسها حال دخولي الزقاق او جلوسها بعد ان عبرت من امام عتبة دارها . كنت ابحث عنها في الازقة والليالي اغني لها ، لطالما توهمتها هجرتني وغنيت لها دوريتك وياحسافة ، والبارحه .. وغنيت الك كل الاغاني اللي تحبها البارحه ، ولميت الك كل الاشعار العندي حتى احچيها الك ، وردتك تجي بذيچ القصيده الكتبناها سوا .. واشكيلك .. اشكيلك من الليل عذبني بغيابك من اغنيّله.
لم تكن تعجبني اغنية چذاب التي غناها طالب القرغولي وهو يحتضن آلة العود ، فالكذب ليس من سمات العشاق ، لكنني كنت ابقى مذهولاً امام عودِه ، لطالما احببت هذه الآلة منذ ان كنت صغيراً ، كنت احسد الكثير ممن حملها بزهو معلقة على احد كتفيه بكيس من القماش او الجلد . قررت ان اتعلم العزف على العود ، سجلت اسمي ضمن المتقدمين للتسجيل في معهد ( گيتار ) في شارع السعدون ببغداد ودفعت رسم التسجيل خمسة دنانير لشهر واحد ، لكن لم اتم الشهر حتى تركت المعهد بسبب الدروس التي كنت اتلقاها ، كانت دروس نظرية وتحتاج الى تطبيق عملي في البيت وبما اني لا املك الآلة فلا فائدة ترجى من بقائي في المعهد ، كنت لا املك ثمنها وليس هناك من يعيرني اياها . منذ اكثر من ثلاثين سنة وعلى طول هذة المدة ابوح احياناً لبعض المقربين من اصدقائي بحنيني وحكايتي مع آلة العود ، يكتنف الشجن بعضهم ، وبعضهم لا يبالي فتلك حكاية قد مضت .
قالوا قديماً .. القلوب أوعية فخيرها أوعاها ، هناك من امتلأ وعاء قلبه بحكاياتي وهواجسي ومن ضمنها حكايتي مع العود وأرسل لي قبل مدة قصيرة عوداً جميلاً لطالما حلمت به ايام صباي ، علقته بزهو على جدار غرفتي ، وتربع على عرش مقتنيات وذكريات جميلة . كلما نظرت نحوه يذكرنّي ويحذرني بأن البوح فقط للذين يملكون قلوب واعية لحكاياتي ، وللباقين حصتهم من الصمت الأخرس .

-----------
* من اغنية وحيدة خليل / عين بعين عالشاطي تلاگينه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس


.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني




.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء


.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في




.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/