الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنقاوم فيروس كرونا بالوعي الصحي والانضباط، ولنرفض خرافات التضليل بالوعي العلمي

المحجوب حبيبي

2020 / 4 / 5
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


لنقاوم فيروس كرونا بالوعي الصحي والانضباط
ولنرفض خرافات التضليل بالوعي العلمي
مع انتشار أخبار وباء فيروس كورونا الذي بدأ ظهوره من مدينة (ووهان) الصينية، وليعم العالم بعد ذلك، وبعد انتظار وترقب لم يطل كثيراً، قامت منظمة الصحة العالمية بإعلان فيروس كورونا "كوفيد- 19" "جائحة" عالمية... وعمدت جميع دول العالم بما فيها من لم تعرف أي حالة إصابة باتخاذ مجموعة من الإجراءات الوقائية والحراسة على حدودها ملاحظة وتتبعاً، ومع بداية تسرب المصابين والحاملين للداء حيث بدأت تتفشى العدوى وكانت أكبر من المتوقع، انطلقت التعبئة العامة لكل الوسائل والإمكانيات المتوفرة بدءا من الحجر الصحي على المشتبه فيهم (واعتماد التشخيص والعلاجات المتوفرة للأعراض الجانبية التي تحد من تفاقم المرض وتقليص خطورته) ولما بدا أن الوباء معدي بكيفية رهيبة ولم تعد الحملات التوعوية التي نظمت بقادرة على أن تحد من احتكاك وتواصل المواطنين وأخذهم لموضوع التهديد بعين الإعتبار، أصبحت الوضعية تنذر بالعواقب الوخيمة خصوصا في البلدان ذات الأوضاع الصحية الهشة، والتي أصبحت أحوالها تقتضي الحصار الصحي: (إغلاق المدارس، منع الاختلاط، والحد من التجمعات وإشاعة عادات صحية ووقائية أهمها غسل اليدين والابتعاد مسافة مترين بين المتحدثين...) غير أنه ومع تزايد أعداد المصابين لم تعد تلك الاحترازات كافية لتحقيق النتائج الموقعة ـ كما هو الحال في الصين الشعبية حيث الانضباط سيد الموقف ـ وهكذا انطلقنا من صفر حالة عدوى في الأسبوع الأول... دخلنا إلى دائرة الإصابة وبالتدريج انتقلنا لمتوالية حسابية أوصلتنا إلى أعداد بالوحدات ثم بالعشرات 10، 20، 30،...70، 80 ... وبكيفية متزايدة وحتى لا نتحول إلى تزايد وفق متوالية هندسية أو حسب مقاربة عنقودية تأتي على الكبار والصغار اقتضى الأمر أخذ الأمور بجدية أكثر فبدأت السلطات بحصار صحي تدرجي تواكبه حملات إعلامية توعي بخطورة الجائحة وأسلوب انتقالها وطرق الحد من انتشارها وساهمت في ذلك بعض تنظيمات المجتمع المدني والأحزاب والنقابات... ومع ذلك كان لزاما الوصول إلى حالة الحصار الصحي أي فرض سياسة من شأنها تقييد الحريات لمدة معينة، لتفادي تفشي فيروس كورنا المستجد (كوفيد -19)، والغاية من ذلك حماية صحة المواطنين، وهذه وضعية قانونية يتم الإعلان عنها في حالة الكوارث وبعض الحالات الأخرى... بحيث يتم تنبيه المواطنين إلى ضرورة الالتزام عبر مختلف وسائل الإعلام والإتصال بما تمليه القرارات الصادرة في تلك الظرفية، وطبعا تقوم السلطة الحكومية بتنفيذ المخططات الموضوعة لمواجهة المشكل القائم بتنظيم حركة المواطنين لقضاء حاجياتهم الضرورية وبتوفير متطلبات المواطنين المحتاجين الغذائية وفق طرق وأساليب محددة وبالطبع تسهر السلطات العمومية على تنفيذ كل القواعد والقوانين مستعينة بقوات الجيش التي يتم إنزالها في هذه الظروف ... .
واختارت الحركات الظلامية الدينية المنفلتة، هذا الظرف بكل ما يحمله من مشكلات وتهديد للمواطنين والمجتمع، لتختبر قوة حضورها في الشارع ولتبرز أن لها تأثيرها في العامة ووتقيس مستوى أحكامها التي تقضي بها، وأنها أقوى من أي قانون أو نظام، فتجرب أن تمارس سلطتها المنافية للعلم والتجربة الإنسانية، والخبرات المحصلة في الموضوع، مؤكدة أنها لا تعترف بقانون الحصار الصحي ولا بأي قواعد صحية، لاجئة إلى المقامرة بأرواح المواطنين بادعاء أن الحماية الربانية تلفها، مشككة في كل ما تم القيام به من مهام واحتياطات لمحاصرة الوباء والحد من انتشاره. وهكذا بدأ زعماء الحركات الظلامية يتحركون أفرادا وجماعات... وعلى إثر قرار السلطات بإغلاق المساجد لتجنب الجائحة ، كان رد الشيخ عبد الحميد أبو النعيم: يدعو إلى العصيان بل وكفر هذا قرار، وأشار إلى ضرورة الجهاد ضد الدولة... وقام أحد الرقاة والمدعو أشرف الحياني ومن معه، وهو من الذين يغتنون ببيع الوهم للمرضى على حساب معاناتهم وآلامهم،، وأتحداه أن ينزل إلى المصابين بالفيروس ويظهر لنا براكاته ورقاه في القضاء على (الكورونا) عوض دعوة المضللين والبؤساء فكريا للنزول إلى الشارع بطنجة وفاس وسلا وتنظيم مسيرات أدعية وتبتل وعويل وصياح... وكما في طنجة تحت الأمطار وركوع وسجود في البرك المائية الناجمة عن التساقطات... وكما أتعجب من زعيم حركة إسلاموية وسياسية وطرقية والذي اعتبر فيروس كورونا المستجد جند من جنود الله وكأن الله لا يريد بنا إلا ما ادعاه الشيخ الراهب من آلام ومعاناة وعدوى تنتقل بيننا مشيعة الموت والخوف والرُهاب... كل ذلك لخوف شيوخ الضلال على مواقعهم وسلطهم التي يوظفون فيها الدين والإله والمقولات الزائفة التي لن تساهم إلا في تفشي الخوف والمرض والظلام... هؤلاء لا يمكن أن تتم معاملتهم بالحق في حرية التعبير... إنهم يدعون إلى توسع الجائحة وانتشار محمولتها الرهيبة... وفي التاريخ القديم هناك العديد من الحكايات والعبر التي حملت غضب الآلهة ما أصاب الناس من أوبئة كالطاعون وسواه، وشاعت أدبيات وأفكار وتصورات عن الغضب الإلهي...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح