الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركيا من صفر مشاكل الى البحث عن المشاكل

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)

2020 / 4 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


تمثل السياسية التركية لمهندسها الحالى رجب طيب اردوغان ظاهرة فريد فى السياسة الدولية ، فبعد ان كانت العلاقات السياسية التركية مع دول المحيط الاقليمى والدول الكبرى تعمد الى تصفير المشاكل صارت مع القيادة التركية الجديدة تعمد الى افتعال المشاكل وخلقها خلقا.

كيف حدث ذلك ؟

حتى ازاحة احمد داود اوغلو من رئاسة الحكومة فى العام 2016 على خلفية توتر سياسى بينه وبين رجب طيب اردوغان ، حادت تركيا تماما عن سياستها الاولى فى تصفير المشاكل
ربما كان لفشل تركيا المتكرر فى الانضمام الى الاتحاد الاوربى سببا حقيقيا لانغماسها فى الصراعات الاقليمية بحثا عن دور لها

تركيا من خلال دعمها للفرقاء السوريين كانت سببا رئيسيا فى اذكاء نيران الحرب الاهلية فى سوريا ، بل انها تقريبا كانت معول هدم رئيسى للدولة السورية الجارة من خلال تدفق المرتزقة والسلاح من اراضيها

ايضا تركيا عمدت الى شراء منظومة صواريخ اس 400 من روسيا ، مما حد بامريكا الى فرض عقوبات عليها
وللحقيقة فان هدف اردوغان من شراء صفقة السلاح الروسية ربما كان بهدف جس نبض الولايات المتحدة اذاء امكانية اتخاذ تركيا قرارات احادية تحقق مصلحتها فقط، وهو ما حدث فعلا حيث كان رد الفعل الامريكى غير متناسب على الاطلاق مع التصرف التركى

وكانت تلك رسالة تلقفتها تركيا للانفراد بالاكراد السوريين والفتك بهم ، حيث توقعت بناء على الرسالة السابقة تخلى واشنطن عنهم وهو ما حدث بالفعل

تركيا بدات تخلق المشاكل مع دول الاتحاد الاوربى بالتعبيرات غير المسئولة التى تفوه بها اردوغان ضد المانيا ، ثم بارسال سفن للتنقيب عن البترول شرق المتوسط قرب قبرص متحرشة بالاخيرة واليونان معا وكيدا لمصر من بعيد

الغريب ان تركيا لم تخسر كثيرا اذاء المشاكل التى تسببها لدول الاتحاد الاوربى لانها تعى الاوراق التى بيدها ، مثل امكانية الدفع بالمهاجريين السوريين الهاربين من الصراع فى سوريا الى شواطى المتوسط فى اليونان وغيرها

ايضا الوضع الجيو سياسى لتركيا يساعدها فى استمرار خلق المشاكل دون اعتبار كبير للعواقب
ربما كان للصمت الاوربى على مشاكل تركيا له ما يبرره على النحو الذى سقناه ، ولكن الموقف الامريكى غير مفهوم على الاطلاق ، لان تركيا لاتملك اى مقومات للضغط على امريكا

وفى تصورى ان الولايات المتحدة تستخدم تركيا مخلب قط لتاديب حلفائها فى الاتحاد الاوربى او على الاقل شوكة فى ظهرهم

العداء التركى لمصر غير محير على الاطلاق ، فالثورة المصرية كانت صفعة مهينة لامكانية اعادة استيلاء تركيا على المحيط العربى ركوبا على ما يسمى بالاسلام السياسى ،وهكذا فهى مع فصيل الاخوان قلبا وقالبا تفتح لهم بابها وعقلها وتعادى بشكل فج السياسة المصرية ولا يغادر اردوغان مناسبة الا وقام باظهار العداء لمصر بشكل يخلو من اللياقة والدبلوماسية

ياتى هذا فى الوقت الذى نجحت فيه السياسية المصرية بامتياز ، فى الفصل بين السياسة والاقتصاد فى علاقتها بالجانب التركى ، بحيث ان الاقتصاد لم يتاثر على الاطلاق حتى الان

وبشكل درامى تركيا تنغمس تركيا حاليا فى النزاع الليبى حيث تدعم بالسلاح والمرتزقة الحكومة المعترف بها دوليا والمدعومة اصلا من الفصائل الدينية والاخوان المسلمين منهم بالاساس
ربما كان لانفراد اردوغان بالسلطة وتحويله النظام السياسى التركى من برلمانى الى رئاسى ، دورا فى تحول النظام السياسى من صفر مشاكل الى افتعال المشاكل

ايضا غياب حكماء السياسة التركية مثل عبد الله جول واحمد داود اوغلوا كان سببا فى انفراد اردوغان بتوجهات السياسة التركية

والان وقد وصلت تركيا الى ذروتها فى افتعال المشاكل مع محيطها والعالم هل تكون لعودة احمد داود اوغلوا بحزبه الجديد المستقبل ، بداية فهم لمتغيرات السياسة وبداية عودة السياسة التركية الى رشدها

سنرى هل يستطيع اردوغان الاستمرار فى سياسته رغم الخسائر الفادحة التى يتكبدها نظامه ، ام تعود السياسة التركية لتصبح اكثر براجماتيكية وواقعية فى التعامل مع العالم ودول الجوار ، سنرى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف مستمر على مناطق عدة في قطاع غزة وسط تلويح إسرائيلي بعملي


.. عقب نشر القسام فيديو لمحتجز إسرائيلي.. غضب ومظاهرات أمام منز




.. الخارجية الأمريكية: اطلعنا على التقارير بشأن اكتشاف مقبرة جم


.. مكافأة قدرها 10 ملايين دولار عرضتها واشنطن على رأس 4 هاكرز إ




.. لمنع وقوع -حوادث مأساوية-.. ولاية أميركية تقرّ تسليح المعلمي