الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة مفتوحة الى الميلودي موخاريق

حسن أحراث

2020 / 4 / 6
الحركة العمالية والنقابية


ليس من باب الترف أن أتوجه اليكم بهذه الرسالة المفتوحة، أو حبا في الإثارة، أو تطلعا الى "إنصافكم". إنه من باب الواجب النضالي تجاه معركة عاملات وعمال امانور بطنجة وتطوان والرباط التي فاقت الشهرين في ظل أوضاع أكثر من صعبة من جهة، ومن جهة أخرى كصيغة داعمة وفاضحة للصمت في نفس الآن، أن أحملكم المسؤولية باعتباركم على رأس مركزية نقابية ينتمي اليها هؤلاء العمال والعاملات وهم في يومهم 76 من الاعتصام المفتوح. كلنا يعي حجم ضريبة جرأتنا "الخجولة"، إلا أنه ورغم ذلك نشهد التاريخ على أننا "ندق جدران الخزان"...
وفي العمق، أقصد هنا مسؤولية المركزية النقابية الاتحاد المغربي للشغل (UMT) وباقي النقابات القطاعية. ولأنه لا حياة لمن تنادي منذ الزمن "الغابر"، فالأمر يهم بالدرجة الأولى، ليس القيادات البيروقراطية المتسلطة، راعية التعاون الطبقي، بل المناضلين النقابيين حسب مختلف مستوياتهم التنظيمية وعلاقتهم بالشغيلة. فلا يكفي بالنسبة للمناضل أن يتربع على الكرسي في هذا الجهاز التنظيمي أو ذاك. إن السؤال الذي يطوق عنق المناضل يرتبط بفعله وبمدى قيامه بالواجب وأدائه مهامه النقابية في اللحظات الحرجة، رغم الضغوطات والمساومات وحتى الإغراءات. فهذه الظرفية ليست فترة عطلة أو راحة نقابية أو سياسية أو حقوقية.. إن الصراع الطبقي لا يعرف الوقوف أو التوقف...
فمن غير المقبول بأي مقاييس تجاهلكم هذه المعركة البطولية والتواري عن الأنظار. إن انسحابكم من الساحة النقابية، بالنظر الى موقعكم التنظيمي كأمين عام، يعد أحد الخروقات، وبالنسبة اليكم أحد الخوارق الأخرى، التي تستدعي التعجيل بمحاسبتكم أمام الشغيلة والتاريخ والشعب المغربي.
هل جبابرة امانور (فيوليا) فوق القانون، وبعيدون عن المحاسبة؟ من يحمي هؤلاء الجبابرة ويسهر على مصالحهم ضدا على مصالح العاملات والعمال؟ أين من يتحدث وبغيرة زائدة عن السيادة؟ أين الشعارات التي تدغدغ العواطف وتؤجج الحماس...؟
هل جبابرة امانور غير معنيين بحالة الاستثناء التي يعيشها العالم؟
فهل تنتظرون تساقط العاملات والعمال وتناثر أشلائهم؟ ألا يكفي ما يشارف ثمانين (80) يوما من الاعتصام المفتوح وفي ظل الوباء المنتشر كوفيد-19، لإعلان الاستنفار النقابي وبلورة أشكال الدعم في صفوف المركزية النقابية الاتحاد المغربي للشغل (UMT)؟
ألا يستحق/يفرض الظرف الراهن فتح صندوق نقابي للدعم لفائدة هؤلاء العمال والعاملات وباقي رفاقهم في شروط مماثلة؟
الى متى السكوت عن التدبير الديمقراطي والمالي للنقابات؟
ما هي مآلات مالية النقابة؟ هل يستطيع المناضلون النقابيون، وخاصة القياديون، الجواب عن هذا السؤال؟
عمال يموتون "جوعا"؛ ومحسوبون على العمال، بل متربعون على جراح العمال يعيشون رغدا...!!
إن استمرار استنزاف عاملات وعمال امانور بكل من طنجة وتطوان والرباط وصمة عار سيسجلها التاريخ على جبين كل متخاذل وكل من تنكر لهم واصطف الى جانب الباطرونا.
نعم، إنها ليست المعركة الأولى التي لقيت هذا المصير، بل هناك من المعارك من أجهضت وتم إفشالها من خلال التواطؤ مع الباطرونا وأجهزة النظام القمعية، لكن الى متى ستستمر هذه الأساليب المتعفنة. الى متى سيستمر العمل النقابي بهذه التشوهات؟
أعرف السيد موخاريق أن هذه الأسئلة لا تعنيك، لأنك واحد من الباطرونا، وكما باقي "زعماء" اليوم في المجالات السياسية والنقابية والجمعوية. إن أسئلتي تهم كل المناضلين النقابيين وفي كل النقابات. فبدون تحطيم جدران النقابات وتكسير الأصنام المتحكمة في دواليبها، ستطول معاناة العاملات والعمال وعموم الشغيلة، وسيبقى الحديث عن الوحدة النقابية وعن وحدة الطبقة العاملة "أضغاث أحلام"...
السيد موخاريق، فلن تدوم الحال الى الأبد. لقد ذهب زمن المحجوب وأفيلال والأموي...، وسيأتي لا محالة زمن العاملات والعمال، زمن شعبنا المكافح...
فحذاري أن تقولوا يوما، إن العمال "لم يدقوا جدران الخزان"!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإسرائيليون يتعاملون مع الشهيد -زاهدي- أنه أحد أركان غرفة ا


.. لماذا يلوّح اتحاد الشغل في تونس بالإضراب العام في جبنيانة وا




.. الشركات الأميركية العاملة في الصين تشكو عرقلة المنافسة


.. الشركات الأميركية العاملة في الصين تشكو عرقلة المنافسة




.. صباح العربية | أرقام ستصدمك عن استقالة الموظفين حول العالم