الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الخطاب الحداثي، بين استقحااب الايديولوجيا، و استقواد -الوشاية- ! حالتان للتأمل !
حسام تيمور
2020 / 4 / 6مواضيع وابحاث سياسية
بداية نقول بأن الهجوم على الشيخ السلفي "أبو النعيم"، غير مبرر بتاتا !!
أولا، توقيفه و اعتقاله و محاكمته كانت بسبب "تصريحات" محددة ! هي موضوع البحث و المتابعة، و هذا يناقش فقط من خلال هذا الاطار !
ثانيا، "أبو النعيم"، ليس نشازا، أو أن لديه خطابا "غريبا"، أو "غرائبيا" ! لكي يثار حوله كل هذا اللغط !
"أبو النعيم" شيخ سلفي، و النظام كذلك، الدولة، عمودها الفقري، و علة وجودها و أساس "الدستور" المعبر الاسمى عن ارادة "الامة"!
بل إن النظام في شكله و بنيته المحددة ب "الملك/ أمير المؤمنين"، يذهب مباشرة أبعد من اتباع السلف، ، أو الوقوف عنده كأصل اتباع، بل يذهب نحو ثاني أصول العقيدة، بعد النبوة و السنة النبوية التي لها أيضا وقع مباشر على "صحابة الرسول"، أي الأصل العقدي المباشر ل "أمير المؤمنين"، و الذي هو مرادف ل "الصحابة" أو الصحابي الذي عرف بحمله للواء "امارة المومنين" !!
لكن بالنسبة للشحاذين على اعتاب مراحيض "الدولة"، ك "احمد عصيد"، أو "سعيد الكحل"، من الذين صارت مقالاتهم عبارة عن "وشايات علنية"، أو مناشدات ب "الاعتقال" أو التوقيف ..
فلابد من وقفة مماثلة لقول أو توضيح بعض الأشياء .
الاسلام السمح و المذهب المالكي، مثلا، يحرمان كليا الموسيقى و الطرب! ( يعرف بها الفساق، بتعبير الامام مالك نفسه)،
و قس عليه أشياء أخرى كثيرة، لا يسع حيز هنا للتفصيل فيها، لكن كيف يستقيم هنا أمر النظام، و الدولة، و "الرعايا" و "سلطة القانون" ؟
"السلطان/ أمير المومنين" هنا، تعني سرعتين أو مكيالين في الحكم ! فمثلا، كل ما لديه ارتباط بحرية العقيدة، أو الاختلاف على هذا الاساس أو اساس آخر، "ثقافي" أو "تثاقفي"، يعالج وفق هذا المنطق، بمنظومتين فقهيتين تشريعيتين متوازيتين و متداخلتين "
"الفقه الاسلامي المالكي"، و "فقه السلاطين" ! أو "الاحكام السلطانية"، بمعنى أن تأويل التشريع الشمولي القائم يتم عبر مدخلين هما، شؤون "رعايا السلطان" و شؤون "رعايا الأمير" !
و عليه، فان موقف الدولة هنا يظل متسقا مع ذاته أغلب الاحيان، فكما أن الدولة تحمي "الحق في الاختلاف"، فهي تحمي "دور العبادة" و ترعاها ، أي نفس المعادلة، بعنصرين، الأول يخص "رعايا السلطان"، و الثاني يخص "رعايا الأمير".
و عليه، فحديث "الشيخ" السلفي هنا، و ان اخذ شكلا "عنيفا"، أو حتى "تكفيريا"، فهو مع خط "الدولة" قبل كل شيئ، و لا يقوم بالتنظير لايديولوجيا غريبة ! أو خارجة عن نطاق "الايبيستيما" و الزمكان !
طبعا، لا احد من وزارة الاوقاف، أو مجلسها العلمي، يستطيع انكار حديث شرط الخروج عن طاعة "ولي الأمر"، ألا وهو "عدم اقامة الصلاة" !!
و العلة طبعا، هنا، أي في "قرار اقفال المساجد"، محط جدل فقهي لا ينتهي، و لا يمكن الحسم فيه بسهولة !
و هذا المأخذ "الابرز" في أمرين متوازيين ايضا هنا !
الأول هو الحديث الصادر عن "ابو النعيم"، و هو انفعال متسرع !
و الثاني هو عملية توقيفه و متابعته التي كانت أيضا، بالموازاة، بنفس المنطق و المنطلق، متسرعة و منفعلة، في مفارقة عجيبة !
إذ أن خطاب "الشيخ" هنا، له ما سبق ! و هو استثناء !!
كما أن "الدولة" تعيش وضعا "خاصا" و هو كذلك، استثناء !!
لا أبرر لأحد هنا، بقدر ما أحاول تفكيك و اظهار "الارهاب" الحقيقي" هنا، ارهاب المتحدثين باسم "الحداثة" و "العلمانية"، و الداعين لقيم و افكار و حمولات ادلوجية بمنطق "الوشاية"، و حروب "دعارة الرصيف" ضد الآخر المخالف، و الابتزاز الحقوقي ضد الدولة و مؤسساتها و منظومة الحكم ككل،
بل و منظومة الدولة و المجتمع ! التي يسوق الشحاذ "العلمانجي"
بتطابقها الضمني أو أنها "تدعم" بباراديغمات أو لغة ( ال Soft-Hard- Ware) التسطيحية، القيم الحداثية، من حيث المبدأ، بينما الأمر هنا يتعلق بمنظومة أخرى أصيلة، تدير و تدبر "امورها و خمورها" بنفسها، أو من تلقاء صيرورة مركبة متداخلة البنيات و الأنماط و الأقانيم، منذ عقود و قرون خلت، قبل ظهور "انوار فرنسا"، أو وصول مادة "الصابون" الى اوروبا!
هؤلاء هم "الارهابيون الحقيقيون" و الفعليون ! و هؤلاء هم الخارجون عن "القانون" و "الدستور"، و المنظومة الشاملة حكما و حكامة ! فكرا و تنظيرا ! ينتفي ايديولوجيا بحكم العوامل السابقة ليظل مراوحا لوظيفة "الوشاية" و الصيد في الماء العكر ! و تبرير حلاوة منصب هنا أو "بقشيش" هناك !
و لم/لن يتردد أحدهم في استخدام نفس الاسلوب مع "الدولة" نفسها، في حال وجد حالة طوارئ أخرى "عالمية"، أو "استثناءا" جيو-استراتيجيا، أي مخططا يستهدف تلك "الدولة" أو غيرها.. على مستوى أو آخر !
و هذه لمن لا ذاكرة له، سيرة .. "الحثالات الايديولوجية"..
أو "العبد" القابل للايجار، عبر التاريخ البعيد و المتوسط و القريب !!
و هنا هل يستطيع "الوشاة" الحداثيون، مسائلة هذا النسق، أو حتى الخوض في تفكيكات هذه البنية، و هي الفاعل الأول داخل المنظومة العامة؟
يستحيل الأمر هنا، أو يتعذر، خصوصا بالنسبة لمن يشتغل داخل قناة عمومية مستحدثة لا يشاهدها أحد !
و في تنشيط برامج يحاور فيها نفسه و يستضيف فيها نفسه ! و ربما "يطرد نفسه" يوما ما أيضا !
في مشاهد بئيسة أشبه ب"قعدة" شيخ سلفي، داخل "بلاتو" قناة بترودولار" ! و بالموازاة "معهد ملكي"، لنفس الثقافة القردية أو المجاملة الوظيفية !
و بخصوص "سعيد الكحل"، الباحث في شؤون "الوشاية"،
فالأمر سيان، بل أسوء، وسخ رديئ، يستجدي حداثة "كارتيل" سياسي، خرج من جبة خادم "السلطان"، نصف تمويله بقشيش الدولة و النصف الآخر حشيش، و الحشيش أنواع طبعا !؟
و يعتاش بدوره على بقايا بقشيش "جرائده"، و علمانية لا توجد الا في خبال خيال "معاق ذهني" تشابه الفقه عليه و ضل عن المفهوم و مفهوم المفهوم ! فصار يرى الفقه تخلفا و نفس الفقه "حداثة" !
و بعد هذه التأصيلات "الوجودية"، و ليس بالضرورة "الشخصنات"، هل يستطيع هؤلاء، قبل مسائلة ما يخص "رعايا الأمير"، أي "الفقه الاسلامي"، مسائلة ما يهمهم هم انفسهم مثلا !؟ ك "رعايا السلطان" ؟
أي "فقه السلطان" ؟
و هو ما يهم هذه الفئة هنا بالذات !
.. قانونا و تشريعا و وجودا و وجودية ! و حتى "أكل عيش" بالمفهوم "الحاف" و الجاف !!
كفى من التسول باسم الحداثة !
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????
.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا
.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24
.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا
.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي