الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الابداع الواهن بين (وهم الشعر) و (جهل النثر)

شاكر الخياط
كاتب ناقد وشاعر

(Shakir Al Khaiatt)

2020 / 4 / 7
الادب والفن


الابداع الواهن بين وهم الشعر، وجهل النثر
منذ بدايات ظهور مايعرف بـ (قصيدة نثر)، وهو مصطلح وتعريف خاطيء ومنحرف ادبيا على صعيد المعنى واللفظ،، وهو وليد لقيط، سِيءَ فهمه، ومخطيء من تصور او ظن خطأ انه من الرقي اتباع الجديد دون تحديد، وكل جديد، واي جديد دون وعي، ومهما كان ذلك الجديد دون فهم، وكأننا في زمن الموضة وصيحات السبعينات والتقليد الاعمى لكل ما يصدر عن باريس وصالونات الانحلال الاجتماعي الاوربي الغربي في الموسيقى ، وصرعات التجمعات الشبابية والممارسات بعيدة البعد والمسافة عنا وعن ما نؤمن به كمجتمع له مقوماته وله حيثيات وجوده الضارب في اعماق الزمن، في الازياء، وقصات الشعر، وطراز الملبس، وتقليد الارقى (وهماً )، وهذا ما جعل الابداع يتراجع بل يتعكر صفوه ولمعانه، وبدت بعض الاقلام الشابة الناشئة تقليد من تسيّد الساحة حينها، ولم يقف الامر عند هذا، بل تعداه الى اعتبار المقلد هو الصحيح وما كان من ارث حضاري ادبي هو البعيد عن الصح على اقل تعبير، وكان بهذا ان تداعت المدارس الادبية والفنية، والتقليعات على اختلاف مشاربها، وما كان من البعض الا الانصياع الواجب، لظنهم ان كل ما يأتي من هناك هو الصح وكل ما تمسكنا به هو الخطأ ولاسباب منها فكرية بحتة ومنها سياسية معارضة بالاسم فقط، متخفية مخفية رؤوسها كالنعام ،،،
ومن تلك التقليعات الوافدة (قصيدة نثر)، والتي لم تنل الى الان ولن تنال شرعيتها مستقبلا مادام هناك قلم نابض بالابداع الصحيح والعلمية الراقية التي تسعى الى التطور والتقدم على صعيد الحرف والكلمة بالوان الابداع الفني والادبي المتعدد، وتلك التقليعة التي نزلت بدعم ودفع من جهة فكرية واخرى فكرية سياسية واخرى متمردة اجتماعيا خارجة عن المقبول، في العراق وعلى ارجاء الوطن العربي، مما ادى الى خلط التعريف بالجوهر دون وعي، وذهب النقاد الى اعتبارين:
- انها فن مقبول ومتطور وهو صنف من صنوف الادب (شعرا)، لكن دون قالب يحكمه او اطار يؤطره او اساس يستند عليه ماعدا الاختيار الدقيق للمفردة المعبرة والتي يجب ان تكون في مكانها الصحيح، وذهبوا كذلك الى ان الايقاع هو الذي يحكمها وهو يقترب من الوزن ...
- والاخر: وهو الابعد الذي اعتبر اي تراصف للمفردات وبالشكل الذي يختاره الكاتب هو نوع جديد من الادب (نثرا) راقيا، مموسقا، يرقى الى مصاف الشعر ايحاءً فقط وروحاً فقط ورقي بالمفردة بحيث لاتكون عادية، وهذا بحد ذاته تمرد، كان يراد منه غيض فئة وهذا التمرد معروف دوافعه، (وهو لايستحق الذكر او الاشارة لكي لايعطى مالايستحق من تقييم) ،،،
وبهذين الاعتبارين، فقد اعطوا في كلاهما وجوب الاقتراب من الايقاع واختيار المفردة المعبرة والابتعاد عن الاسفاف والاقتراب من الموسيقى التي هي اساس الشعر و و و وكل هذا يصب في الابتعاد عن القالب الشعري العربي (القريض) وتوأمه (الحر) وكأنهما سبة ومنقصة،،،
ولم اجد من المنظرين و(المتفيهقين) والمتشدقين ممن دعا او (افترض) وروج او ناصر ولا زال، يستطيع ان يتبنى فكرة المدرسة والطراز الجديد الذي اصدعوا الرؤوس به، فتراه هلاميا لا حدود ولا فهم له ودون ان تجد لهذا الوليد ابا شرعيا، ولن يجرؤ احد على ان يقول ان هذا اللون معروف اصله، وانا ابوه، كحال ماسبق من فنون ومدارس ادبية عربية او اجنبية، فكل ينسبه الى مايرى،،، وقد لاقى هذا رواجا لدى شريحة جمعتها اسباب الجمع غير المنتظم على شاكلة :
- من راى ان الشعر العربي باطره وقوالبه ونظامه على الصعيدين (القريض والحر) صعبا مناله، والاصعب دراسته والالمام به.
- صعوبة اعطاء الوقت للتفكير والدراسة والاحتواء على الاشتراطات الواجب توفرها في الشعر وكتابته لدى الشاعر.
- استسهال الكتابة بالفهم الخاطيء الذي اشرنا اليه ( كل تراصف للمفردات هو شعر او يقترب من الشعر).
- عدم فهم قيمة النثر الحقيقية كفن ونوع من الادب يرقى في تصنيفه وتعريفه ونتاجه الى مصاف الشعر وربما تجاوزه في كثير من الاحيان، بل هما نبع واحد لجدولين منسابين يصبان في نهر واحد او قل بحر واحد هو الادب، وكلاهما فن له اعتباراته وتعريفه ومختصوه.
وهنا تكمن الطامة الاكبرى، يتصور البعض في فهم ومنظور خاطيء ان الشعر هو الحالة الارقى في الادب العربي، وهذا البعض لا يعرف مايريد، فلا هو السائل لكي تدله الناس ولا هو الكاف الناس شره وشر قلمه ورؤاه وجالس في محله الذي خلق له، فهو لايفهم ولايريد ان يفهم، ولكنه يريد ان يكون، شاعرا او اديبا او شيئا ما، ظنا انها صرعة، وظنا ان الرقي في ان يرتدي الانسان رداء غيره حتى وان كان فضفاضا عليه صمم ليناسب غيره، او ضيقا لا يتناسب وحجم جسمه،،،
هذا الشعور وعلى صعيد مواقع التواصل الاجتماعي جعلنا في حزن دائم لما نقرا ونتابع او في الحقيقة ما ياتينا دون ان نبحث عنه بسبب تقنية التواصل الالكتروني المفتوح من الجميع على الجميع،،،
وقد اشّرْتُ في مواقع كثيرة لاقلام كتبت ولازالت تكتب وهي غير مؤهلة للكتابة، وهناك من كتب ووضع قافية لنهايات الكلمات ظنا انها قافية شعرية وبالقافية هذه يكون قد كتب شعرا واصبح شاعرا، وهناك من لايقبل الاعتراض على سبيل النصح والتوجيه من اجل التقويم والتعديل الى المسار السليم ليس الا، وهناك من لايرضى ان تقول له ان هذا النص النثري جميل وبحاجة الى كذا، وهناك مواقع بدأت تمنح الجوائز للنصوص الشعرية الفائزة، وعندما تستعرض النصوص فلا هي شعرية ولا هي نثرية،،،
وهذا التخبط بين اللامحدد ووالمبهم اللامعروف، وبدفع ممن لايجيد التحديد ولا هو عارف مايريد سيزيد الامر سوءاً مالم يتصدى الناقد ويوضح جملة امور، وهذا واجب كل قلم حريص على الادب والابداع وبالخصوص الشعر والنثر،ممكن اختصارها فيما يلي:
شرح الخطأ في في المصطلح ( قصيدة نثر) وهو مالايمكن استبداله بـ (شعر نثر) على اعتبار ان القصيد او القصيدة هو شعر وليس شيئا اخر مهما حاول المتبجحون ايجاد الحجة لكي يكون وهو الذي لا يمكن ان يكون،
يجب القبول بان مايكتبوه يمكن تقويمه بالجهد ان يكون نثرا ايقاعيا او مموسقا او نثرا منسابا او نثرا فنيا وهي مصطلحات ليس عليها ادنى اعتراض او عدم قبول، الا (شعرا)، فلا يمكن ان يكون،
التعريف الامثل والاشمل للنثر، ومساعدة من يريد الكتابة على الفهم الصحيح للنثر وماهيته، والوصول بالاقلام المعنية وخصوصا الشابة والناشئة منها الى ان النثر فن ادبي رفيع قائم بذاته، وهو منفصل عن الشعر لكنهما في مكان ابداعي واحد، وبهذا يسترعي الامر الاشادة بالنصوص المعروفة واصحابها من الكتاب العرب والاجانب الذين حازوا على هذا التعريف واصبح ملازما لهم كتعريف او هوية، وتشجيع الراغبين على الكتابة شعرا ان يدرسوا ويتعلموا اذا كانت هناك من الموهبة مايتوفر لدى الراغب، وبهذا نكون قد سعينا الى وضع لبنة في مسيرة التصحيح والاخذ بمن يريد الى جادة الصواب ان شاء شعرا فشعرا وان شاء نثرا فبها....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا


.. الذكاء الاصطناعي يهدد صناعة السينما




.. الفنانة السودانية هند الطاهر: -قلبي مع كل أم سودانية وطفل في