الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الضحى والحجر

عبد الرحيم الرزقي

2020 / 4 / 8
الادب والفن


--الضحى والحجر ..
***************
والضحى والصمت ... شمس مغبونة تبحث لها عن همود ما في مرافيء الغروب . ليس سواه هذا الصمت يتسيد اللحظات الشاردة هذه .. وبشر قلائل فرادى فرادى .. تناثروا هنا وهناك .. وتباعدوا كفراخ الحجلة لاتجمعهم إلا عيناي حينما أطوف بهما على مجموع ضلاع شاشة المرأى .. وراع يدفع بقطيعه أمامه داخل الخلاء شحيح الكلأ .. وبالرغم فهو يستهلك العملية بمراس ودربة .. كيف لا ؟ هو الذي دربته ترادفات الأيام .. فجعلته كالمكوك يؤدي المطلوب منه .
شيء ما يشدني إلى المكان .. هل هو الصمت ؟ والهدوء ؟ . كان لابد لي من هدوء حتى أستطيع إنهاء روايتي .. وكان لابد لي من الانتقال إلى الضحى .. حتى أنسى "ديور المساكين " *ولغطها الذي لاينتهي ليلا ونهارا .. هناك لغط حتى والفته وأدمنته .. لكنها أبعدتني عنه الضرورة الملحة . في الأول كان الأمر عسيرا .ز لكنه مالبث أن تبدد رويدا ... وكالمربى أصبحت روحي مع الأيام .. لأنني أصبحت بيدقها .. تمسحني .. وتنفخني .. وتصبغني بالصمت .
وها أنذا أخرق هذا الحجر غير لاو على شيء .. إذ المكان شبه خال حتى من السكان ..أمشي في الفلاة لا أسمع إلا حثيت قدمي .. ولا أرى إلا الأفق الوهاج والناصع .ز وشجيرات زيتون غاب عنها الري .. فمالت صوب الموات ... تركها الورثة كذاك عنوة ليبيعوها بقعا تدر عليهم المال الوفير .. لا أرى إلا هذا الأرخبيل الإسمنتي المرتفع عمارات .. عمارات ,و شبه فارغة من السكان .. حجر مضمن غير مقصود .. وأنت تتحدث عن الحجر وأنت فيه سابح منذ قدومك إلى الضحى منذ ثاث سنوات ..
حجران ترادفا عليك ياربيب الحجر المبين .ز حتى والفتك جدران الشقة .ز ودرجات العمارة لاتفارقها سوى للحاجة الملحة التي استوجبها الشديد ...
وأما الثاني فهو حجر محصي أنت فيه متبوع بعيون الرقيب .. وفيه أنت ممخوض كلما قطعت بك المشية صوب البر .
يتفحصون أوراقك وتراخيص تجوالك وينهرونك آمرينك بالرجوع إلى الدار ... و .. و ..
حجران اثنان .ز الواحد منهما يختلف عن الآخر ... الأول أقله كانت تتوهج بهلالك الكتب والأسفار .. وتنتعش على وهيجها الكتابة . ..وأما الثاني فأنت السجين داخل القمقم كرهوط سليمان .ز لاتملك منك الروح متسعا ,, وينتابك في مساحة الصدر ضغط شديد . أما سكان العمارة .. فيكفي أن لك نفس أعراض ارتيابهم .. إذ هم يتجنبونك مثلما تفعل .. وتدور أعينهم داخل رؤوسهم .. لتفهم أن هذا الوقت .. وقت آخر ,, جمع بين الخوف والحزن والريبة أكداسا .. حولت أيامك من الرتابة إلى مشتل للكتابة ,, وها أنت منقوع في الزاوية تشتت الأفكار حولك وتناثرت .. وبين الفينات يداهمك الحنين لتعيش كائنا مؤقتا للحظات .
لم أكن أعلم أن الذي فعل بي كل هذا .. ليس سوى مجرد فيروس . يالي .. ويالضعفي وتفاهتي ..




**قصة : عبد الرحيم الرزقي
مارس 2020 مراكش المغرب .

**الضحى : المقصود بها عمارات السكن الاقتصادي " الضحى " ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - الناقد الفني طارق الشناوي يحلل مسلسلات ونجوم رمضان


.. كل يوم - طارق الشناوي: أحمد مكي من أكثر الممثلين ثقافة ونجاح




.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي لـ خالد أبو بكر: مسلسل إمبراطور


.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي: أحمد العوضي كان داخل تحدي وأثب




.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي : جودر مسلسل عجبني جدًا وكنت بق