الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الراحل حامد الهيتي قامة بابلية وعراقية شامخة، ورمزا من رموزها الثقافية الإبداعية

علي المسعود
(Ali Al- Masoud)

2020 / 4 / 8
الادب والفن


الراحل حامد الهيتي قامة بابلية وعراقية شامخة، ورمزا من رموزها الثقافية الإبداعية


علي المسعود

تفتخر الحلة بانها المدينة التي انجبت العديد من المبدعين على مدى الازمان من شعراء وكتاب القصة وفنانين تشكيلين ومسرحيين ونقاد ورياضيين ، وحامد الهيتي ( الذي تصادف هذه الايام الذكرى السادسة لرحيله ) هو واحدا من هؤلاء المبدعيين الذين تركوا بصماتهم الابداعية على المشهد الثقافي الحلي و العراقي ، حامد الهيتي في شخصيته الفريدة من نوعها ، هو مجموعة من المواهب ، فهو فنان تشكيلي رسام وخطاط وقاص وشاعر وناقد ، وحتى مارس الرياضة حيث كان بطلا في كمال الاجسام . كان متعدد المواهب لذا يمكن أن نتحدث عنه وعن إنسانيته ومواهبه التي يمنحها لمن حوله من الفنانين والمثقفين ومن الناس البسطاء الذين كان يتعايش معهم عن طريق الحب والتفاهم ، لقد أشتهر أسم حامد الهيتي في الأوساط الثقافية من كونه كاتباً متمرساً لأدب القصة القصيرة في السبعينيات وكذلك اهتمامه الجاد في عملية الإعداد الفني لكتابة المسرحيات العالمية وتعريقها، والتي أخرجها مجموعة كبيرة من أصدقائه المسرحيين وشاركت في أكثر من مهرجان داخل وخارج الوطن، كما كان يمتلك قدرة فائقة عند كتابته للنقد الفني في التشكيل والمسرح كونه كتب العديد من البحوث والدراسات النقدية التي كانت تتحدث عن منجزات العديد من الفنانين والأدباء من العراق، فلقد نشرت له العديد من انجازاته الفنية والثقافية في مجال القصة والرواية والمسرحية المكتوبة، وفي بعض الأحيان كتاباته في الشعر الحديث، وبلغة بسيطة وجميلة فكانت أغلب موضوعاته النقدية تنشر في الصحف والمجلات العربية منها الأديب البيروتية ومجلة الثقافة العربية ومجلة الطليعة الأدبية ومجلة الف باء ومجلة فنون البغدادية ، وفي اغلب الصحف العراقية التي كانت تصدر آنذاك وفي مقدمتها طريق الشعب ، أما في مجال الفن التشكيلي فقد برع في رسم اللوحة التشكيلية الحديثة والمعاصرة كما انه يعتبر من المصممين المبدعين لأعمال فن الديكور المسرحي ، فقد عمل العديد من الديكورات لمسرحيات كانت تقدم في الحلة او خارجها وخاصة للمسرحيات التي كان يكتبها ، كما ان له لونا خاصا به في عملية تصميم"غلاف الكتاب"، فقد عمل العديد من التصميمات لأغلفة المجاميع القصصية ودواوين عديدة لشعراء عراقيين وعرب وطبعت في بغداد وبيروت ، وأتذكر بأنه صمم غلاف مجموعة شعرية للقاص خالد الخميسي وكانت بعنوان" القذرون" وصمم غلاف مجموعة القصصية بعنوان " أغنية في قاع ضيق" للكاتب ناجح المعموري وفي بداية تأسيس نقابة الفنانين فرع بابل عام 1975 وكان أحد مؤسيسها ، اخذ نشاط حامد الهيتي الفني يزداد عند مشاركته في المعارض الفنية التي كانت تقام في النقابة او خارج المحافظة فكان هذا ليس على صعيد اللوحة التشكيلية فحسب وإنما مارس الخط العربي كونه احد المبدعين في رسم الخط العربي وتشكيلاته الفنية ، وكذلك إعجابه في عملية الخط الفني الحديث الذي عرف ايام السبعينيات وقد عرف من خلاله بانه خطاط ماهر. كما لا يمكن لنا ان ننسى قدراته وإبداعاته في مجال الرسم الكاريكاتيري، فكان كثيرا ما يترجم النكتة برسمه الخاص به حيث نشرت رسوماته في العديد من الصحف والمجلات فلقد كان رساما ذكيا أثناء اختياراته لعناصره الفنية . بعد تخرجه في معهد الفنون الجميلة ببغداد عام 1960 عين معلما لتدريس الرسم في مدينة كربلاء وبعدها حصل على العديد من الجوائز والشهادات التقديرية من مؤسسات ومنظمات جماهيرية متعددة ومنها جوائزه في الأدب خاصة في مجال القصة من وزارة الثقافة العراقية ، وحصوله على جوائز وزارة التربية لمشاركته في المعارض التي كانت تقيمها الوزارة وكذلك حصوله على جوائز متعددة من نقابة الفنانين العراقيين المركز العام ووزارة الشباب والاتحاد العام للأدباء والكتاب المركز العام . القاص والشاعر والفنان حامد الهيتي، اشتهر بتألفيه النكتة كنوع من السرد الذي يجيد اطلاقه وتأليفه”، وهو رجل يحمل من البساطة الشيء الكثير كما انه صاحب النكتة الشعبية والتي يعرفها عنه العديد من محبيه وأصدقائه من أبناء الحلة البسطاء . وأثناء ما كان يجلس في مقاهي مدينة الحلة المعروفة آنذاك واغلبها كانت خاصة لمجالس الأدباء والمثقفين والسياسيين ومنها على سبيل المثال مقهى"حساني" ومقهى"أبو سراج" ومقهى "ابو وهاب" القريبة من بلدية الحلة، ومقهى" الجندول" وغيرها .
بقي حامد الهيتي طيلة السنوات العجاف في التسعينات وما بعدها يعاني من المرض والعزلة ، في حين كان قامة ثقافية ورمز من رموز مدينة الحلة الابداعية وهو الذي قدم الكثير من الإبداع في عدة مجالات : الرسم ، والنحت ،والخط ، والكرافيك ، والمسرح والتصميم ، والديكور، والكتابة في القصة والشعر والمقال النقدي مما يؤكد مواهبه المتعددة في مجالات الثقافة الإنسانية ، وعلى الرغم من عطائه الكبير هذا الا إنه لم ينل عن جهده أي استحقاق أو تقدير يذكر من الدولة ومؤسساتها ؟؟!!.
انه الواقع المؤلم والحقيقة الموجعة التي تتكرر دائما في العراق أزاء المبدعين دون أن نتخذ من ذالك درسا في الوفاء أو القدير . ومما يؤسف حقا بان الكثير من رموزنا الإبداعية يموتون على هامش الحياة . ويبقى السؤال متى تلفت الدولة الى مبدعيها؟؟.
حامد الهيتي الذي وافاه الاجل المحتوم مساء يوم امس السبت الموافق 12 نيسان 2014 بعد مرض عضال اقعده الفراش طويلا . حامد الهيتي قامة بابلية وعراقية سامقة تبقى بصماتها الإبداعية في مشهديه الإبداع البابلي والعراقي مضيئة مؤثرة واضحة بشهادة كل الذين عرفوه عن قرب وقدروا الظروف التي واجهها بشجاعة رغم كل شيء. الذكر الطيب للفنان الخالد(حامد الهيتي) الإنسان والمربي والمبدع وسيبقى ذكراه خالدة في قلوب محبيه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81


.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد




.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه