الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوطن والمواطنة ... سياسية تغييب الرموز

فراس يونس

2020 / 4 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


تًقيم الشعوب مثقفيها وعلمائها بحسب عوامل ومعطيات عديدة، منها علمية وثقافية وفكرية ومواقف وطنية وغيرها، لكن اهم ما يُركَز عليه هو مقدار التضحية التي تُقدمها تلك الشخصية في سبيل القضية الوطنية التي يؤمن بها،لذلك نرى المقاومين والشهداء في طليعة الاعلام والرموز التي تمجدها وتقدسها الشعوب،لأنهم غالباَ ما يضحون بحياتهم في سبيل قضاياهم الوطنية،حيث أنها تضحية لا يضاهيها ثمن.
لكن قلما نرى مزيج من كبر الهمة وغزارة المعرفة و وفرة الموروث العلمي و التبني المطلق للقضية والتضحية بالنفس مجتمعة في شخصية واحدة تعطي كل ما يمكن لفرد ان يجود به في مسيرة حياته، كما حملها الشهيدين الصدرين قدس.
وبحسب المناسبة، أرى ان شخصية بمقام السيد محمد باقر الصدر (قدس) ظلمت ايما ظلم كونها نبتت في هذا المجتمع ، حيث تلاشت الرموز وأسقطت الاعلام، فعلى مدى تاريخ هذا الشعب مورست كل انواع التسقيط لرموز ثقافية و وطنية ودينية ولأسباب عديدة، حتى انني استطيع ان اقول بأنه لا توجد جهة واحدة ثمنت وادامة دور الشهيد الاول قدس واخته العلوية الطاهرة داخل العراق، وقد رايت البعض ممن لا يفقه ان يكتب سوى ما يقرأ، يطعن بمدى اهمية كتبه ومستواها العلمي، نعم قد نجد ضعفا او ثغرة في مكان ما هنا او هناك في اعظم كتب العلم والثقافة ،لكن هذا لايدل على ضعف المؤلف ،بل هي سنة ترتكز على قاعدة التطور والنمو الفكري الذي كلما تقدم يكتشف بالمجمل امور تكون غائبة في حقبة ماضية،لذلك يتوسع الادراك وبالتالي تختلف النظرة للامور وتتبلور افكار قد تغير التوجه من ناحية الى اخرى، وهذا كما نلحظه في كتب تفسير القران الكريم مثلا ، لكن يخفى على هؤلاء ان ابتداء الصنعة واقتداح الفكرة و شجاعة طرح المواضيع هي بحد ذاتها سابقة تسجلها الشعوب وكبار معاهد العلم لمن اسهم في طرحها..ثم ظلمه الأكبر من طبقة تاجرت بأسمه كثيرا حتى اوصلها الدهر الى مقاليد حكم العراق فوضعته لافتة كبيرة جدا مكتوب عليها اسمه وموضوع عليها صورته ومن خلف اللافتة بداوا يأتون بكل فاحشة ممكن ان ياتي بها بني الانسان على وجه الارض
ويمكن ان يرى البعض ان في حركته (قدس) شيء من الاستعجال او المغامرة،وهذا ممكن ان يجاب عليه بشقين:
الاول انه (قدس) وان اعتُقٍد بعد حين انه غامر بحياته وحياة مريديه ،فذلك واقعا ان صح هو مجرد تقديم وتاخير في التوقيتات، حيث شئنا ام ابينا فان البعث المجرم وهدام كانوا ليقوموا بنفس ردت الفعل ،والدليل انه وبعد حوالي ٢٠ سنة اقدموا على نفس الفعل مع ابن عمه الشهيد الصدر الثاني قدس، وهو قد كان في قمة الحذر والابتعاد عن التصادم مع الجلاوزة،فالتتيجة اشبه بان تكون واحدة من حيث المصير وبعيدا عن مدى التأثير لأختلاف الظرف..
الشق الثاني،على الباحث ان يعي ان الاحداث التي مرت في ذلك الوقت،ليست بتلك الاريحية التي يمكن معها معرقة ردت الفعل من السلطة الظالمة التي كانت في اوج قوتها وجبروتها وكانت متعطشة للدماء وغير مبالية باي جهة كانت عشائرية او دينية، اضف الى ذلك التغير الجيوسياسي في ذلك الوقت و انتصار الثورة الاسلامية ومن ثم توجيه الغرب لحزب البعث بالتحرك نحو أسكات الثورة في ايران.
ماذا عنا نحن؟ لماذا لم يستطيع المجتمع أن يستفيد من شخصية أحذت مساحة كبيرة في جغرافياه الاجتماعية والسياسية؟ لماذا غاب عن الجميع ان أمة بلا رموز لن تعيش طويلا، امة بلا قيادات تاريخية بارزة تجمعهم لا يمكن ان تستمر متماسكة، فالرمز الوطني هو ركيزة اساسية من ركائز المواطنة ،هو الحقيقة الثابتة التي يجب ان يجتمع الجميع حولها في ذكرى تلتف حولها الاطياف لتكون لونا واحدا يمثل عمق الامة وحجمها الذي يقاس بقدر ما تقدمه شعوب من عظماء و أعلام عبر التأريخ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية توقف رجلاً هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإير


.. نتنياهو يرفع صوته ضد وزيرة الخارجية الألمانية




.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط